المتابع للدورات السابقة لمعرض القاهرة الدولى للكتاب يعرف حجم الأزمة التى كان يمثلها «الكتاب المزور»، وما يثيره من مشكلات أساسية وفرعية، لكن هذا العام يمكن القول بأن الكتاب المزور تراجع بشكل قوى وواضح.
جميعنا يعرف أن مسألة التزوير هذه كانت هاجسا لدى الناشرين من قبل أن يبدأ المعرض، وكم مرة من قبل كانت تنشب المشاجرات بين كل من اتحاد الناشرين العرب واتحاد الناشرين المصريين من جهة وسور الأزبكية جهة أخرى، بينما كان حال هيئة الكتاب فى هذه الأزمة «صعب» لا تحسد عليه.
بالطبع قامت الهيئة المنظمة للمعرض بالتنسيق مع اتحاد الناشرين المصريين بالتصدى لهذه الأزمة، وبحثوا عن حلول يبدو أنها أتت بنتائج إيجابية، وأنا هنا أهتم بشيئين فى هذا الأمر، الأول، هو إعجابى بالقدرة على وضح خطط لمواجهة أزمة كبيرة مثل الكتاب المزور والنجاح فيها، وهو ما يؤكد أننا لو فكرنا بشكل صحيح فسوف نحقق نتائج طيبة، لست مهتما بمعرفة التفاصيل التى اتخذها القائمون على مواجهة هذا الأمر، لكننى أعتقد أنهم فكروا بشكل منطقى، درسوا الأمر ووضعوا خططا مختلفة لمواجهته.
بالطبع لست متعاطفا مع أصحاب مكتبات سور الأزبكية لأنهم تناسوا دورهم الرئيسى المعروف والأساسى وهو بيع الكتب القديمة والنادرة، لكن ذلك تراجع وزحفت الكتب المزورة لتصبح السلعة الأساسية التى يعرضونها.
الأمر الثانى، وهو ما يهمنى بشكل أكبر أننى أرى أن القضاء على الكتاب المزور هو نصف الأزمة فقط، أما النصف الثانى والأهم، هو توفير الكتاب بشكل مناسب لجمهور القراء الذى ينتمى معظمه لأصحاب الدخول المتوسطة والمتدنية، والكتاب المزور كان فى أحد وجوهه، رغم رفضى له، أحد حلول القراءة، لذا على أصحاب دور النشر أن يبحثوا عن حل لهذه الأزمة.
لذا أصبح ضروريا على أصحاب دور النشر إيجاد الطبعة الشعبية لكتبهم،وأن تكون هى الأساس فى العرض، ولو لم يتم ذلك فإن القارئ نفسه سوف يضغط على أصحاب سور الأزبكية كى يوفروا لهم الكتب المزورة، فالقارئ لن يجبر أبدا على شراء الكتب، بل سيلجأ إلى الحيلة للحصول على المعرفة، وعندما يكون الصراع بين دور النشر والقارئ فدار النشر حتما ستخسر معركتها.
المهم أن تجربة مواجهة الكتاب المزور تستحق. لكن يجب استكمالها بأفكار جديدة لتوفير الكتاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة