وائل السمرى

فكرة (4) لوزيرة الثقافة

الأربعاء، 07 فبراير 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تلعب الصدفة دور البطولة فى صناعة النهضة، لكن العلم والتخطيط والإرادة تصنع هذا، والنوايا الصالحة لا تكفى لعمل إنجاز عظيم، لكن اكتشاف الداء وابتكار الدواء هو ما يصلح الأحوال ويشفى الجسد، وإذا ما نظرنا إلى حال العالم العربى الموسيقى الآن سنجد أنه لا يسر أحدا، ولهذا كان علينا أن نكتشف الداء ملتمسين طريق الشفاء، ولقد وعى عظماء الفن المصرى هذا الأمر جيدا، لذلك فقد شهدت مصر فى أوائل القرن الماضى انتفاضة كبرى للحفاظ على الموسيقى الشرقية، ووضع الأسس العلمية الكفيلة بإحداث نهضة موسيقية عربية خالصة، وكان من أثر هذه الانتفاضة إقامة مؤتمر الموسيقى العربية سنة 1932 الذى يعد أهم مؤتمرات تاريخ الموسيقى فى العالم العربى، ونتج عن هذا المؤتمر اقتراح بعمل مجمع الموسيقى العربية الذى تتولى الفنانة الراقية «إيناس عبد الدايم» الآن رئاسته، وسنة بعد سنة أصبحت توصيات هذا المؤتمر واقعا ملموسا، فنهض كل شىء فى الموسيقى، وأصبح لدينا مدرسة فنية تنافس المدارس العالمية، وتتميز عنها فى الكثير  من الخصائص، وهنا لابد أن نشير إلى أن هذا المؤتمر لم يترك صغيرة ولا كبيرة فى الموسيقى إلا والتفت إليها وأدلى بدلوه فيها تحت رعاية مباشرة من «الملك فؤاد الأول».
 
ولأن الشيطان يكمن فى التفاصيل، فلابد هنا أن نبدأ أولا برعاية فن صناعة الآلات الموسيقية، التى كانت توليها مصر اهتماما كبيرا فى أوائل القرن الماضى، وكانت مدرسة الصناعات الزخرفية فى بولاق من أهم منابر الاهتمام بهذه الصناعة، حيث اشتهر رئيس قسم الآلات الموسيقية الصانع «خليل إبراهيم الجوهرى» كأفضل صناع الآلات الموسيقية فى زمنه، كما اشتهرت أسماء صناع آخرين مثل عبد العزيز الليثى والحفناوى الكبير وجميل جورجى ورفلة أرازى وحنفى محمد وحنفى الكيال ومحمود على، فى الحقيقة فإن أساس اقتراحى اليوم يأتى استلهاما فى الصانع الراقى «محمود على» الذى أقتنى له أحد الأعواد فقد كتب هذا الصانع الماهر فى بطاقته التعريفية الموجودة بداخل العود باللغتين العربية والفرنسية أنه حاصل على دبلوم صناعة آلات الطرب من باريس سنة 1926، كما أنه حاز على الجائزة الأولى من معرض مصر للآلات الموسيقية فى ذات السنة، وهو ما يبرز لنا جانبا مهما من تاريخ مصر التى كانت ترسل صناعها إلى فرنسا ليتعلموا أصول الصناعة كما كانت تحتفى بهم وتقيم لهم المعارض والمسابقات لكى يتطورا ويتنافسوا ويكرموا، وهو أمر أراه ضروريا لإعادة الروح إلى ثقافتنا الموسيقية، فلماذا لا تنظم مصر معرضا كبيرا لصناع الآلات الموسيقية ليتنافس الصناع فيما بينهم، ثم نقيم مسابقة بين تلك الآلات لنمنح الفائزين الجوائز والشهادات التقديرية التى تحدد بوصلة السوق وتشير إلى المتميزين بتذدهر الصناعة ويرتقى الصناع؟









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة