فى 14 مارس 2015 كتبت مقالا أطرح من خلاله فكرة أزعم أنها قادرة على حل العديد من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على حد سواء، وبرغم أن الفكرة كانت موجهة فى الأساس إلى وزارة الثقافة، لكن وزارة الصناعة هى التى تجاوبت معها! وأرسل لى وزير الصناعة وقتها، منير فخرى عبد النور، رسالة أكد فيها استعداد الوزارة لتنفيذ الفكرة واستحسانه لها واستعداده لتنفيذها، ونشرت هذه الاستجابة تحت عنوان، وزارة الصناعة تتبنى مبادرة مشروع «كشك الهوية» التى طرحها نائب رئيس تحرير «اليوم السابع».. عبد النور فى رسالة لـ«السمرى»: سعدت لوجود صحفى مثقف يدافع عن قضايا الحركة الثقافية و«كشك الهوية» فكرة رائعة لكن للأسف خرج «عبد النور» من الوزارة بعد هذا التاريخ بقليل، وتفاؤلا بتولى فنانة قديرة ومديرة ناجحة لوزارة الثقافة أعيد نشر هذه الفكرة، ليقينى من أن «إيناس عبد الدايم» مثل الأرض الخصبة، التى ما أن تتلقى بذرة جيدة، حتى تتحول هذه البذرة إلى شجرة مثمرة.
ما أطرحه هنا ليس أكثر من «خطوة عملية» لتحريك مياه «الاقتصاد الثقافى» الراكدة، فليست الثقافة كتابا ومسرحا وفنا تشكيليا فحسب، وإنما هى دليل تفاعل الإنسان مع بيئته وعصره وصورة من صور فلسفته فى الحياة، ولقد تغربنا كثيرا عن إنتاج صيغنا الخاصة لهذا التفاعل واستعرنا من الحضارة الغربية كل أشكال تفاعلها مع الحياة، فأصبحت ميدالية المفاتيح «غربية» وباب الشقة «غربى» وأدوات الحلى والزينة «غربية» وأنواع ملابسنا وأشكالها «غربية» وأدوات طعامنا «غربية» وكان طبيعيا وسط كل هذا التغريب أن يشعر شبابنا بالاغتراب، وأن تصبح الحياة على الطريقة الغربية «أملا» عند البعض، وطوقا خانقا عند البعض الآخر.
هنا أدعو وزيرة الثقافة الفنانة الراقية إيناس عبد الدايم إلى عمل نهضة حقيقية للحرف التراثية، وأن تنشئ مجلسا وطنيا لرعاية هذه الحرف وتطويرها وتحديثها بما يناسب العصر الحاضر، وأن تتولى وزارة الثقافة بالاشتراك مع وزارة الصناعة والتجارة تدريب الكوادر الشابة من أجل إتقان هذه الحرف سواء بشكلها التقليدى أو شكلها المطور، بالشكل الذى يسمح لنا بأن نضيف مسحة «حضارية مصرية» على حياتنا المعاصرة، وأن تسهم وزاراتنا المختلفة فى تنشيط هذه الصناعة «المربحة» وترويجها وإتاحتها للناس فى كل مكان، وأخيرا أن تتفق وزارة الثقافة مع وزارة التنمية المحلية بأن تخصص «أكشاكا» فى الشوارع والميادين لبيع هذه المنتجات، بدلا من أن تظل غاية ملايين الشباب عمل «كشك سجائر» فيصبح عمل ملايين الشباب معتمدا على «أكشاك الهوية».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة