محمود سعد الدين

ماذا يكتب التاريخ عن شريف إسماعيل؟

السبت، 03 فبراير 2018 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما كان المهندس شريف إسماعيل هو رئيس الوزراء صاحب النصيب الأكبر من الهجوم الإعلامى مقارنة بإبراهيم محلب وحازم الببلاوى لأسباب مختلفة، أهمها هو الاختيار غير المتوقع لتوليه الحكومة فى وقت كانت كل المؤشرات تتجه نحو أسماء أخرى وفى وقت كانت المعلومات الأولية تسير نحو تعيين رجل بعقلية اقتصادية على رأس حكومة ستتخذ قرارات اقتصادية صعبة لا رجل قادم من حقول البترول.
 
مرت أيام وشهور وتعالت الأصوات المطالبة برحيل المهندس شريف إسماعيل، بينما يمتنع الرجل عن الرد ويواصل العمل، وبالتأكيد كانت حكومته تقع فى إخفاقات ترتب عليها إجراء عدد من التعديلات فى حقب وزارية مختلفة، حيوية  كالتموين والسياحة والزراعة، وهو ما رفع سقف مطالبات الرحيل بتبنى عدد من أعضاء مجلس النواب نفس الخط وبدا المجتمع المصرى منتظرا هجوما برلمانيا على رئيس الحكومة ينتهى بخروجه من شارع القصر العينى، والبحث عن بديل جديد يجلس على كرسى الوزارة.
 
مع هذا كله، ثبت المهندس شريف إسماعيل فى مكانه وحافظ على وضعه كرئيسا للحكومة، فى وقت اتخذت فيه الدولة عددا من القرارات الاقتصادية، كان هو من يعلنها للشعب المصرى، هو من يقدم الصدمة وهو من يتلقى رد فعل الشارع. فى حوار مع وزراء سابقين فى حكومات مختلفة، قالوا لى إنهم لو كانوا مكان الرجل ما اتخذوا هذه القرارات، ليست لأنها ستضر بالمواطن المصرى أو ستؤثر على الطبقات المتوسطة إنما لأنها كانت ستضر باسمهم وشعبيتهم فى الشارع المصرى وفى التاريخ الحديث بشكل عام.
 
إذن شريف إسماعيل لم ينظر إلى الضرر باسمه وبما قد يقال عليه بعد القرارات الاقتصادية الصعبة، ولكنه نظر لأهمية تلك القرارات مستقبلا وجدواها للأجيال المقبلة، والحقيقة هو ما تبين لنا بعد شهور قليلة عندما اتخذت المملكة العربية السعودية عددا من القرارات المماثلة تحت نفس العنوان «الإصلاح الاقتصادى».
 
فى هذه الأثناء كان المهندس شريف إسماعيل يعانى من مرض شديد لم يمنعه من ممارسة عمله وأداء الواجب على أكمل وجه، لم يقدم اعتذارا أو يقصر فى أداء المهام على أكمل وجه، حتى قبل سفره فى رحلة العلاج الأخيرة بأيام كان يدير الاجتماع الأسبوعى لمجلس الوزراء ويعقد يوميا لقاءات عديدة مع مسؤولين عرب وأجانب.
 
الصور التى خرجت للإعلام بعد عودته من رحلة العلاج كانت قاسية، فقد الكثير من وزنه وبدا واضحا أن المرض يسيطر عليه، حتى فاجأنا قبل أيام بالعودة للعمل ومباشرة مهامه بمجلس الوزراء، وهو أمر أعاد إلينا من جديد التفكير فى تحركات الرجل وطريقة إدراته، والأهم إعادة تقييمه على الوجه الذى يستحقه.
 
اقتصاديا، سيكتب التاريخ عن شريف إسماعيل الكثير، سيكتب هل أخطأ اقتصاديا أم أصاب عندما اتخذ قرارات الإصلاح، ولكن من المؤكد أن التاريخ سكيتب أنه اسم فارق فى سلسة وزراء الحكومات المصرية، فالرجل، تولى الحكومة فى وقت صعب وأدى مهمته الوطنية بشكل طيب وهو يمر بظروف صحية صعبة والصورة التى  ظهر بها فى الاجتماع الأسبوعى الأول للحكومة عقب عودته للعمل، تعكس مدى إخلاصه فى المهمة الوطنية الملقاة على عاتقه، وإيمانه بكل دقيقة من وقته يقضيها فى خدمة بلاده.
 
حمد لله على السلامة، سيادة رئيس الوزراء.. دمت وطنيا، محبا للبلاد، وأمينا على كرسى رئيس الوزراء.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة