فى خطوة معتادة، أصدرت الحركة المدنية الديمقراطية، التابعة لحمدين صباحى، بيانا وصفه سياسيون بالمناكفة التى لا تستند لواقع، بل هدفه فقط إثبات الوجود بعدما فشلت الحركة فى الحصول على التزكيات والتأييد الشعبى المطلوب لطرح مرشح تابع لها فى الانتخابات الرئاسية.
وحاول بيان الحركة التابعة لحمدين صباحى، إثارة الجدل حول ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال افتتاح حقل غاز ظهر، لكنها فشلت فى تحقيق مسعاها، وفقاً لما أكده سياسيون بأن البيان كشف عن ضيق الأفق والتفكير عند من أصدروه، الذين حاولوا تأويل حديث الرئيس بغير ما كان يهدف إليه.
واعتبر محللون، إن بيان الحركة المدنية الديموقراطية، التى فشلت فى الحصول على أى مقاعد برلمانية فى الانتخابات الأخيرة، قبل ضم الحزب المصرى الديموقراطى بنائبيه إلى صفوفها، هو نوع من المناكفة السياسية لشغل الفراغ بما لايفيد، ومشاغبة اعتادت عليها الشخصيات والأحزاب الكرتونية غير المؤثرة فى الشارع والتى لا تمتلك قواعد شعبية حقيقية فى المحافظات، وكذا ليس لديها تمثيل مؤثر فى البرلمان ولا منابر إعلامية قوية تحظى بالقبول الجماهيرى.
بيان الحركة المدنية قوبل برفض شديد من جانب القوى السياسية وبرلمانيين، حيث انتقد النائب يحيى الكدوانى، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، البيان، مؤكدا إن هذه الحركة لا تمتلك أى شعبية فى الشارع المصرى بل هى شخصيات لا تمثل إلا أنفسهم.
وقال "الكدوانى" فى تصريحات لـ"اليوم السابع": "بيانات الحركة المدنية تشوه صورة مصر فى الخارج، والنظام المصرى لو كان يقمع المعارضة كما يزعم هؤلاء فى بيانهم، لما صدرت آرائهم للرأى العام ونشرت فى وسائل الإعلام، مضيفًا: "انتقاد هذه الحركة لكلمة الرئيس "أنا مش سياسى" فى غير محله، فالرئيس عبد الفتاح السيسى كان يقصد بهذه الكلمة أنه يتحدث بوضوح ودون مواربة.
وأضاف وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، أكثر من 500 نائب فى البرلمان يؤيدون انتخاب الرئيس السيسى لمرحلة ثانية، وهؤلاء هم نواب الشعب، الذين يمثلونه، مضيفًا:" نحن فى مرحلة حرجة تحتاج لتكاتف الجميع للتصدى لجميع المؤامرات التى تواجه مصر، ولابد من ارتفاع مستوى الوعى السياسى والأمنى لدى الجميع لضرورة الحفاظ على مقدرات الوطن".
ووجه "كدوانى" رسالة إلى الحركة المدنية التى يتزعمها حمدين صباحى، قائلا :" أنتم لا تملكون إلا أنفسكم وتصرفاتكم تسيء للشعب المصرى، وجميع محاولاتكم فاشلة وغير مسئولة".
"البيانات التى تصدرها الحركة المدنية الديمقراطية والتى يتزعمها حمدين صباحى، تدل على إفلاس حقيقى فى الفكر"، بهذا الكلمات وصف الكاتب الصحفى مصطفى بكرى، عضو مجلس النواب، بيان الحركة المدنية، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، مضيفا أن هؤلاء الذين يصدرون بيانات هدفها إثارة الرأى العام مصابون بعمى فكرى، فهم الذين لم يتجاوبوا مع مطالب الشعب المصرى وحرصوا على مصالحهم الشخصية، بعد أن انكشفوا أمام الشعب بأن ليس لهم برامج.
وأشار عضو مجلس النواب إلى أن حمدين صباحى ورفاقه ليس لديهم قاعدة شعبية، ويحاولون إشاعة الأكاذيب فى محاولة "لجر الشكل" ظنا منهم أنهم رقما فى المعادلة السياسية، مؤكدا إن هؤلاء لا يستطيعون تجميع 100 شخص حولهم بسبب مواقفهم وعملهم لصالح أجندة أجنبية.
وتابع أنه من المؤسف أن هؤلاء الأشخاص تجاهلوا مصلحة الدولة وفضلوا مصلحة أنفسهم، مضيفا أن بياناتهم ليس لها تأثير فى المجتمع ومع الأسف هم يخدمون الحلف المناوئ للدولة المصرية فى محاولة للإساءة للوطن.
واتفقت الكاتبة الصحفية، فريدة الشوباشى، مع الآراء السابقة، حيث علقت على البيانات الصادرة عن الحركة المدنية الديمقراطية، قائلة:" هذه المجموعة لا تصلح إلا لإصدار البيانات فى محاولة فاشلة لتشويه الدولة".
وأضافت فريدة الشوباشى فى تصريح لـ"اليوم السابع"، إن هؤلاء الأشخاص الذين تضمهم الحركة المدنية الديمقراطية ليس لديهم أى تأثير أو وزن فى الشارع المصرى، بدليل أنه عندما ترشح منهم أحد لم يتفاعل الشارع معهم، وكذلك عندما قرروا الانسحاب لم تخرج الملايين فى الشارع لهم.
وتابعت أنه عندما خاض حمدين صباحى الانتخابات الرئاسية فى 2014 حصل على أصوات أقل من الأصوات الباطلة، وهذا دليل وأضح على حجمهم فى الشارع، فالجماهير لا تلتف لهم.
وأضافت أن ما قام به الرئيس عبد الفتاح السيسى فى الفترة الماضية إنجاز كبير، متابعة: السيسى استلم البلد خربانة وهناك مؤامرة ضد الرئيس ليس لشخصه وإنما للمشروع الذى يقوم به".
وأشارت إلى أن حمدين صباحى هو من تحالف مع جماعة الإخوان فى مجلس الشعب عندما كانوا فى الحكم.
وبدوره قال النائب سمير الخولى الأمين العام المساعد لائتلاف دعم مصر، إن الرئيس السيسى حين أكد خلال افتتاح حقل ظهر على أن ما حدث فى مصر منذ سبع سنوات لن يتكرر، لم يكن يتحدث عن ثورة يناير، لكن قصد المؤامرات على الوطن وقتها، مشدداً، : " الرئيس أول من اعترف بثورتى 25 يناير و 30 يونيو، ويحترمهما و أقسم على الدستور الذي يعترف بثورات مصر".
وأضاف "الخولى" فى تصريح لـ "اليوم السابع" رداً على بيان ما يُسمى بالحركة المدنية الديمقراطية التى يتزعمها حمدين صباحى، إن حديث البيان عن تفريغ الحياة السياسية به تزييف كبير، مضيفاً، : "حمدين ومن على شاكلته هم الذين فرغوا الحياة السياسية بضعفهم و بغياب دورهم الحزبى"، موجههاً رسالة لحمدين صباحي : " تصريحاتك الخبيثة مكشوفة، انزل الشارع وورينا شعبيتك".
وأوضح القيادى بائتلاف دعم مصر، إن الرئيس السيسى حين قال إنه "مش سياسى"، كان يقصد إنه لا يتبع منهج الخداع أو الكذب الذي يتبعه بعض السياسيين، متابعاً، : "نحن لا نفوض الرئيس، لكن نُكلفه بالترشح فى الانتخابات"، مؤكداً أن الغرض من إصدار تلك البيانات فى ذلك التوقيت هو تحفيز الناس على العزوف عن الانتخابات، وإحراج مصر، وإثارة البلبلة فى الرأى العام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة