عالم المياه "هانى سويلم": مواردنا المائية محدودة والتحلية أملنا لمواجهة أزمة الفقر المائى.. ربط الإنتاج باستراتيجيات الزراعة وطرقها الحديثة طريق الحل.. ونصيب الفرد فى المياه لم يزد منذ أن كنا 27 مليون نسمة

الإثنين، 26 فبراير 2018 11:30 ص
عالم المياه "هانى سويلم": مواردنا المائية محدودة والتحلية أملنا لمواجهة أزمة الفقر المائى.. ربط الإنتاج باستراتيجيات الزراعة وطرقها الحديثة طريق الحل.. ونصيب الفرد فى المياه لم يزد منذ أن كنا 27 مليون نسمة العالم المصرى هانى سويلم
كتب محمود راغب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- بعدما أصبحنا 100 مليون نسمة فقد انخفض نصيب الفرد السنوى من المياه إلى 640 م3 وهو أقل من حد الفقر المائى 

- لابد أن يكون هناك فكر جديد فى التعامل مع المياه داخليا بصرف النظر عن البعد الخارجى لملف المياه

- التحلية الأمل الحقيقى للتغلب على مشكلة المياه 

- تحدى المياه لابد أن يقوينا ويجعلنا نقود العالم فى حلول وتكنولوجيا المياه

- وجود خطة واضحة المعالم وإصرار وحرفية فى التطبيق يمكننا أن نقود العالم فى تكنولوجيات الرى والصرف

 

"مصر تستطيع" ليس مجرد اسم للمؤتمر الذى ترعاه وزارة الهجرة والمصريين بالخارج، بل هو شعار يرفعه العالم المصرى الدكتور هانى سويلم المتخصص فى إدارة المياه والتنمية المستدامة، ومدير وحدة اليونسكو لإدارة المياه والتغيرات المناخية، إذ يضع عبر حواره مع "اليوم السابع" حلولًا مثلى لاستغلال المياه فى الاستثمار والاستصلاح الزراعى.

 

ينطلق الدكتور هانى من خلفية أكاديمية وعملية كبيرة إذا أسس عام 2008م أول مركز فى شمال أفريقيا للخبرات فى مجال التعليم من أجل التنمية المستدامة الذى تم إقراره من قبل الأمم المتحدة، وفاز بجائزة أفضل مشروع تنموى، وقدم مشاريع تنموية لمصر دون أن تتحمل الدولة أى تكاليف مالية، وفى 2013 أسس أول مركز للتنمية المستدامة بالشرق الأوسط بالجامعة الأمريكية بالقاهرة وكذلك برنامج للدراسات العليا فى التنمية المستدامة.

 

ووضع "سويلم" حلا لمشكلة الفقر المائى التى قد تواجهها مصر مستقبلًا يعتمد على استغلال مثلث العلاقة بين المياه والطاقة والغذاء، كما يعمل سويلم على مشروع آخر يخص استخدام المياه فى إنتاج الأسماك والمحاصيل الزراعية المختلفة بطرق تتناسب مع ظروف مصر والمنطقة العربية، وهو أحد المشروعات البحثية التى بدأها عام2014 .

 

يلفت سويلم إلى أن موارد مصر المائية محدودة وتقدر بـ5.55 مليار م3 خلاف جزء بسيط من المياه الجوفية والأمطار التى تسقط على الساحل الشمالى، مؤكدًا أن هذه الموارد ثابتة ولم تزد منذ أن كان تعداد السكان 27 مليون نسمة والآن وبعد أن أصبحنا 100 مليون نسمه فقد انخفض نصيب الفرد السنوى من المياه إلى 640 م3 وهو أقل من حد الفقر المائى وهو 1000م3 للفرد سنويا، ولذلك لابد أن يكون هناك فكر جديد فى التعامل مع المياه داخليا بصرف النظر عن البعد الخارجى لملف المياه.

 

يؤسس سويلم لشقين فى التعامل مع أزمة المياه الأول هو الترشيد والتطوير فى طرق التعامل مع المياه فى جميع المجالات المنزلية والزراعية، والصناعية وغيرهم، والثانى وهو زيادة مواردنا المائية للزراعة والتى تمثل التحدى الأكبر فى أمننا المائى، ويكون زيادة الموارد عن طريق إعادة الاستخدام "الأمن" لأغراض الزراعة وكذلك التحلية، قائلا "أنا أعتبر التحلية الأمل الحقيقى للتغلب على مشكلة المياه".

 

وتابع العالم المصرى قائلا: "هناك من ينتقد ويقول إن استخدام التحلية فى الزراعة أشبه بالجنون لارتفاع سعر التحلية، لكن هذا ما سأشرحه فى المؤتمر وهنا سيأتى دور المراكز البحثية المنتشرة فى أنحاء الجمهورية.

 

وأكد سويلم أن الرسالة الحقيقية التى يريد إيصالها هى أن "تحدى المياه لا بد أن يقوينا ويجعلنا نقود العالم فى حلول وتكنولوجيا المياه وبما أراه من إصرار وسرعة فى الأداء فى العديد من المجالات الأخرى فأنا متأكد أنه فى وجود خطة واضحة المعالم وإصرار وحرفية فى التطبيق يمكننا أن نقود العالم فى تكنولوجيات الرى، الصرف، إعادة استخدم، تحلية، وغيره.

 

واستطرد "لابد أن نفعل كما تفعل الدول العظمى ونقوم بانتقاء مجموعة بحثية فى كل مجال من مجالات المياه ويتم إصدار "تكليفات" بحثية بتمويل من الدولة لحل مشاكل محددة والوصول إلى تكنولوجيا مصرية تقوم بتصنيعها مؤسسات الدولة الموثوق بها، موضحا أنه على الجانب الآخر لابد من التعامل مع إدارة المياه بشكل مختلف يتسق مع الأجيال الحديثة للزراعة فلا بد أن تكون إنتاجية المتر المكعب من المياه هى أحد أهم المعايير فى صنع القرارات المرتبطة بالاستثمار والاستصلاح الزراعى.

 

وأوضح سويلم "بمعنى أن يتم تعظيم إنتاجية المتر المكعب من المياه سنجد أن المشروعات الزراعية الجديدة ستكون ذات جدوى اقتصادية وذات تأثير إيجابى لخلق وظائف عمل، وزيادة الدخل للأفراد، وكذلك صديقة للبيئة وتحافظ على حق الأجيال القادمة فى المياه والتنمية".

 

يعد سويلم أحد أهم خبراء المياه والتنمية المستدامة فى العالم، وهو ابن محافظة الشرقية وله مساهمات عملاقة فى مجال المياه فى ألمانيا وتم اختياره من قبل وزارتى الخارجية والتعليم والبحث العلمى الألمانية فى 2017 ليكون ضمن مجموعة المائدة المستديرة من أساتذة الجامعات والخبراء لوضع سياسة وآليات تدويل التعليم والبحث العلمى الألمانى، فهو منسق المياه و الطاقة فى هذه المجموعة، كما تقلد منصب المدير الأكاديمى لقسم "هندسة المياه" فى الجامعة، إلى جانب منصبه كمدير تنفيذى لوحدة "اليونسكو للتغيرات المناخية وإدارة المياه" بالجامعة نفسها، عمل سويلم خلال مشواره فى الأمم المتحده منسقا لبرامج التعليم والتدريب فى مجال المياه.

 

ولم تجد ألمانيا أمامها سوى "سويلم" للإشراف على فريق بحثى لوضع نظام لتطبيق معايير الإتحاد الأوروبى لإعادة تأهيل الأنهار والمجارى المائية ووضع نظام يساعد متخذى القرار لحماية الموارد الطبيعية.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة