الهدوء يخيم على الشارع من أوله إلى آخره، الكل هنا يعرف بعضه بعضا، فلا مفر للغريب من التخفى، هنا فى شارع محمود الشامى بمنطقة المعصرة فى حلوان، ذلك الشارع الذى كان شاهدا على نجاح أجهزة الأمن فى مديرية أمن القاهرة فى الإيقاع بأكبر شبكة دولية للاتجار فى الأعضاء البشرية.
"اليوم السابع"، انتقل إلى الوكر الذى اتخذه المتهم الرئيسى مكانا لإيواء الضحايا من الراغبين فى بيع كلاهم، حيث استأجر المتهم شقتين الأولى فى الطابق الأرضى والثانية فى الطابق الثانى، المنزل يخضع الآن لحراسة من قوة أمنية من قسم شرطة المعصرة، تحت أشراف العميد د.حسام أبوزيد ، مأمور القسم .
المتهم-الرئيسى-فى-قضية-الاتجار-بالأعضاء-البشرية
يقول "عصام"، أحد العاملين فى القهوة المجاورة للمنزل، إنه فوجئ بتفاصيل الواقعة من المواقع الإخبارية، مشيرا إلى أن المتهم كان دائما ما يجلس على القهوة بمفرده وأحيانا بصحبة شخصين أو ثلاثة غير مصريين، وهو من يدفع الحساب وأحيانا أخرى يأتى هؤلاء الأشخاص بمفردهم يحتسون الشاى والشيشة.
ويضيف عصام، لـ"اليوم السابع"، أنه كان دائما ما يشاهد المتهم، وهو يعطى من معه من غير المصريين كل فرد منهم مبلغ 200 جنيه، وحينما سأل أحدهم فى إحدى المرات هل أنتم تعملون هنا أجاب بأنهم ضيوف لديه وأنه مسئول عنهم وعن مصاريفهم فى مصر بزعم أن المتهم كان يعمل مع شقيقهم فى دولتهم العربية.
المنزل-الذي-شهد-واقعة-ضبط-عصابة-الاتجار-بالأعضاء-البشرية
وتابع عامل المقهى المجاور لوكر الشبكة : أن أحد هؤلاء الأشخاص غير المصرى، جاء إلى المقهى، وطلب منى أن أحضر إليهم في الشقة شيشة ومشاريب لكننى رفضت وقلت له: "لو عايز تشرب حاجة تعالى هنا المقهى".
فيما يقول إبراهيم عبدالعزيز، أحد سكان الشارع، إنه كان يستأجر المحل الملاصق للمنزل فى الفترة من عام 2006، وحتى عام 2013، وطوال هذه السنوات لاحظ أن صاحب هذا المنزل يسكن بمفرده فيه، ويؤجر باقى الشقق لأشخاص من جنسيات عربية وأفريقية، ولا يستمرون طويلا فيها.
وتابع إبراهيم عبد العزيز لـ"اليوم السابع"، إنه لا يعلم شىء عن جريمة الاتجار فى الأعضاء البشرية سوى من أحد الجيران، الذين أكدوا لهم أنهم كانوا بالفعل يرتابون فى أمر المتهم الذى سكن جديد فى المنزل.
يأتى ذلك فيما يواصل المستشار وائل بركات، وكيل نيابة حلوان الكلية، بإشراف المستشار تامر العربى، المحامى العام لنيابات حلوان ، التحقيقات مع المتهم والضحايا.
أهالى-المعصرة-يكشفون-تفاصيل-قضية-الاتجار-بالأعضاء-البشرية
المتهم الرئيسى فى شبكة الاتجار فى الأعضاء البشرية بمنطقة المعصرة فى حلوان ويدعى"محمد.ر.أ 33 سنة عاطل"، اعترف أمام النيابة الكلية أنه يعمل مع شخص عربى مقيم بإحدى الدول الأوروبية، فى عمليات بيع الكلى، مؤكدا أنهم يستقطبوا الراغبين فى بيع كليتهم عن طريق موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك".
وأضاف المتهم فى تحقيقاته أمام النيابة الكلية، أنه يحصل على مقابل مادى ألف دولار عن كل شخص نظير إيوائهم فى شقة سكنية استأجرها بمنطقة المعصرة بحلوان، كما يعطيهم مصاريف يومية خلال فترة تواجدهم بمصر وحتى إجراء العملية، فيما يحصل المتبرع على مبلغ مالى ٨ آلاف دولار .
فيما قال الضحايا، وهم "أحمد.م، ومحمد.ز، ورزق.م، وفؤاد.ق"، وجميعهم يحملون جنسية دولة عربية، أنه ظروفهم المعيشية الصعبة، وخاصة ما تعانيه دولتهم الآن، دفعتهم للجوء لبيع كلاهم وأنهم شاهدوا الإعلان على "الفيس بوك"، وأغراهم المبلغ المالى، فتواصلوا فورا مع الصفحة وقدموا إلى مصر لإتمام الصفقة.
وكانت الأجهزة الأمنية فى القاهرة، قد نجحت فى ضبط أحد الأشخاص بحلوان لاتهامه وآخر يحمل جنسية إحدى الدول العربية باستقطاب رعايا إحدى الدول العربية من راغبى بيع وشراء الأعضاء البشرية داخل البلاد.
وأكدت معلومات وتحريات إدارة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر بقطاع مكافحة المخدرات والجريمة المنظمة، بالإشتراك مع قطاعى الأمن الوطنى، ونظم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن "محمد ر.إ" سن 33، عاطل، مقيم المعصرة حلوان، و"عبدالله .ن"، يحمل جنسية إحدى الدول العربية، مقيم حالياً بإحدى الدول الأوروبية ، أنشآ "مجموعة" على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" بمسمى "متبرعين كلىُ بمقابل مادى"، مستخدمين أسماء منتحلة، لاستقطاب رعايا إحدى الدول العربية من راغبى بيع وشراء الأعضاء البشرية، وجلبهم للبلاد والتوسط فى عمليات البيع والشراء، مقابل مبالغ مالية، مُتخذين فى ذلك العديد من الوسائل الاحتيالية حتى يكونا بمنأى عن ضبطهما.
وعقب تقنين الإجراءات تمكنت القوات الأمنية من ضبط المتهم الأول، وبصحبته 3 أشخاص "يحملون جنسية إحدى الدول العربية"، وعثر بحوزتهم على مجموعة من المستندات والأشعة التحاليل الطبية التى تؤكد صحة ما أسفرت عنه التحريات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة