أثناء حصولى على دورة تخصصية من إحدى الدول الكبرى عام 2002 كان من ضمن البرنامج الاجتماعى الترفيهى للدورة زيارة بعض الأماكن الأثرية بالدولة بمعدل مرتين كل شهر، ولقد فوجئت أثناء هذه الزيارات المتعددة بأن أقدم مكان زرناه ويعتبرونه هم مكانا أثريا، عمره لا يزيد على ثلاثمائة عام!!!. وعلى الرغم من قصر عمر هذه الأماكن وقلة مقتنياتها مقارنة بالثروات الأثرية الهائلة التى تمتلكها مصرنا الغالية، فإن الاهتمام الشديد من الدولة هناك بجميع التفاصيل الدقيقة التى تختص بها قد جعل منها قبلة للسياحة الداخلية والخارجية طوال العام بصورة لا تصدق، حتى أنها باتت أحد أهم روافد الدخل القومى للبلاد، ولقد قفز إلى ذهنى هذه الذكريات أثناء استماعى إلى شرح المرشد عند افتتاح المرحلة الأولى من تطوير محميتى الغابة المتحجرة ووادى دجلة بالقاهرة والذى ذكر فيه أن عمر أصغرهما يعود إلى 40 مليون سنة مضت!!!!. تخيل.. نملك آثارا فريدة يفوق عمرها عمر الهرم الأكبر بملايين السنين ولا يعلم عنها معظم المواطنين والشباب أى شىء على الإطلاق.. وكذلك ككل كنوزنا المهملة لا تستفيد منها الدولة سياحيا واقتصاديا بأى قدر ولو يسير مما ينبغى أن تكون عليه، والذى لا يعلمه الكثيرون أيضا أننا نمتلك أكثر من 30 محمية طبيعية غاية فى الجمال والتفرد فى عدة محافظات وتمثل مساحتها حوالى %15 من مساحة مصر!!!.
إن ملف المحميات الطبيعية وكيفية تعظيم الاستفادة القصوى منها داخليا وخارجيا يستحق أن يكون تحت الإشراف المباشر لرئاسة الجمهورية، وأقترح فى هذا الشأن تكليف وزارتى البيئة والسياحة بإعداد دراسة متكاملة مشتركة عن رؤيتهم تجاه هذا الأمر المهام، خاصة فى ظل الجهود المضنية التى بذلتها وزارة البيئة مؤخرا لتطوير المحميات واستدامة الحفاظ عليها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة