بوتيرة متصاعدة ، وصلت الخلافات بين البيت الأبيض ومكتب التحقيقات الفيدرالية الـ"FBI" إلى نقطة الصدام العلنى، بعدما ندد مكتب التحقيقات بقرار الكونجرس الإفراج عن مذكرة سرية تظهر تورطه مع وزارة العدل فى تجاوزات خلال تحقيقات التدخل الروسى فى الانتخابات الأخيرة، والتى يتهم فيها الديمقراطيين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالتعاون مع مسئولين روس وأطراف خارجية لحسم السباق الانتخابى الذى خسرته هيلارى كلينتون.
وأصدر مكتب التحقيقات الفيدرالى بيان أمس الأربعاء، يدافع فيه عن نزاهته فى مواجهة تقرير الجمهوريين فى مجلس النواب الذى يتهم وزارة العدل والـ "اف بى آى" بتجاوز سلطتهما للحصول على ترخيص بدواعى الأمن القومى لمراقبة اتصالات كارتر بيج المستشار الدبلوماسى فى الفريق الانتخابى لترامب على خلفية الاشتباه بقيامه بالتجسس نظرا لاتصالاته المنتظمة مع مسئولين روس.
ترامب وجيمس كومى رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالية السابق قبل إقالته
ويضيف التقرير أن المراقبة استندت على التحقيق المثير للجدل الذى قام به جاسوس بريطانى سابق يدعى كريستوفر ستيل حول روابط بين ترامب وروسيا. ويشير الجمهوريون إلى أن تقرير ستيل منحاز لأنه بتمويل من الديمقراطيين عندما كانوا لا يزالون فى السلطة.
ويشير تقرير الكونجرس المتنازع عليه، إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالى ربما اعتمد على مصادر ذات دوافع سياسية أو مشكوك فيها لتبرير طلبه للحصول على أمر مراقبة سرية فى مرحلة التحقيق المبكر. وندد ديفن نونيس، رئيس لجنة الاستخبارات فى مجلس النواب، باستخدام "معلومات لم يتم التحقق منها فى وثيقة قضائية لدعم تحقيق حول التجسس خلال حملة انتخابية أمريكية".
ويتصاعد الخلاف حول المذكرة بسبب إتجاه الرئيس الأمريكى للسماح بنشر المحتوى السرى للمذكرة قبل أن يقوم مختصون من وزارة العدل والإف بى آى بمراجعة المواد المتضمنة بها. وجاء فى بيان مكتب التحقيقات الفيدرالى: "كما قلنا فى المراجعة الأولى، لدينا قلق بالغ إزاء إغفال للوقائع تؤثر جوهريا على دقة محتوى المذكرة"، مضيفا أنه لم يُمنح سوى فرصة محدودة للإطلاع عليها.
المحقق الخاص روبرت مولر
وتتضمن المذكرة على ما يبدو أدلة بأن وزارة العدل حاولت زعزعة مصداقية ترامب الذى ندد بـ"تدهور" سمعة الجهاز الفدرالى بسبب تأييد مفترض للديمقراطيين من قبل بعض العملاء. يأتى هذا التطور فى الوقت الذى يقترب التحقيق حول التدخل الروسى من ترامب. فقد أوردت صحيفة نيويورك تايمز ان المحقق الخاص روبرت مولر يركز على الرد الاول لنجل الرئيس الأمريكى حول لقاء مثير للجدل عقده مع محامية روسية فى برج يملكه والده.
وفى تقرير لها، قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن الاحتكاك بين الرئيس الأمريكى ومكتب التحقيقات الفيدرالى ليس الأول. ولكن نادرا ما اشتبك رئيس أمريكى مرارا وتكرارا علنا مع أجهزة الاستخبارات مثلما يفعل ترامب.
ووصف ترامب، فى العام الأول له فى منصبه، التحقيق الجارى فى ما إذا كانت حملته تواطأت مع روسيا للتأثير على الانتخابات الرئاسية لعام 2016، بأنه "خدعة" وكتب على تويتر أن "سمعة مكتب التحقيقات الفدرالى منهارة ". وأقال بعد ذلك مدير مكتب التحقيقات الفدرالى، جيمس كومى، فى مايو الماضى، والآن يخوض نزاع علنى مع كريستوفر راى، خليفة كومى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة