يبدو أن الأيام المقبلة سوف تحمل الكثير من المفاجآت فى قضية التدخل الروسى المتهم فيها حملة الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، بالتواطؤ مع روسيا، خلال حملة الانتخابات الرئاسية فى 2016 ضد منافسته هيلارى كلينتون، حيث تشهد الساحة السياسية الأمريكية حالة من الصراع بين الجمهوريين والديمقراطيين حول القضية الأكثر إثارة للجدل فى الولايات المتحدة منذ تولى ترامب منصبه.
وفى ظل مساعى الرئيس الأمريكى وحلفاءه الجمهوريون داخل الكونجرس، ذكرت صحيفة واشنطن بوست، أن الجمهوريين يسعون لنشر مذكرة سرية يعتقدون أنها ستقوض التحقيق فى قضية التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية، وهو ما أعرب ترامب عن دعمه مبديا رغبته فى الإفراج عن المذكرة.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، فى تقرير على موقعها الإلكترونى، أن توجيه ترامب بنشر الوثيقة وضعه على خلاف مع وزارة العدل الأمريكية التى حذرت من أن الإفراج عن المذكرة السرية التى كتبها الجمهوريون فى الكونجرس سيكون "متهورا للغاية" دون مراجعة رسمية.
ومع ذلك، نقل كبير موظفى البيت الأبيض، جون كيلى، وجهة نظر الرئيس إلى وزير العدل جيف سيشنز، على الرغم من أن قرار الإفراج عن الوثيقة يقع على عاتق الكونجرس، فى نهاية المطاف، وقال مسئول كبير فى الإدارة الأمريكية إن كيلى وسيشنز تحدثتا مرتين فى ذلك اليوم - شخصيا خلال اجتماع جمعهما ظهر الأربعاء وعبر الهاتف فى وقت لاحق- ونقل كيلى رغبة ترامب.
ويركز ترامب وحلفاؤه الجمهوريون بشكل خاص على المذكرة السرية التى كتبها رئيس لجنة الاستخبارات فى مجلس النواب، ديفين نونيس، وتشير إلى أن مكتب التحقيقات الفدرالى ربما اعتمد على مصادر ذات دوافع سياسية أو مشكوك فيها لتبرير طلبه للحصول على أمر مراقبة سرية فى مرحلة التحقيق المبكر.
ووصف الديمقراطيون المذكرة على أنها نقاط محادثة مضللة تهدف إلى تشويه مكتب التحقيقات الفيدرالى، وقالوا إنه يلخص بشكل غير دقيق مواد التحقيق السرية أيضا.
وبحسب مسئول رفيع فى الإدارة الأمريكية، تحدث للصحيفة شريطة عدم ذكر اسمه، فإن ترامب يميل إلى الإفراج عن المذكرة لأنها ستسلط الضوء على كل الشائعات المحيطة بالقضية وسوف تساعد المحققين للتوصل إلى استنتاج".
وترى واشنطن بوست أن خلاف ترامب مع سيشنز فى هذه النقطة، هو مثال آخر على محاولات الرئيس الأمريكى التى دامت عاما كاملا للتأثير فى التحقيق الذى يجرى خارج سيطرته، وتشير إلى أن ترامب، الذى يشعر بالإحباط والغضب أحيانا، شكا إلى مقربين ومساعدين فى الأسابيع الأخيرة أنه لا يفهم لماذا لا يستطيع ببساطة إعطاء أوامر لـ"رفاقه" داخل ما يصفه أحيانا "وزارة عدل ترامب"، بحسب أشخاص مطلعون.
ويبدو أنه هناك حالة من التوتر داخل البيت الأبيض والسباق مع الديمقراطيين، بشأن التحقيقات الخاصة بقضية التدخل الروسى فى ظل التطورات التى شهدتها الأيام الماضية حيث كشفت صحيفة نيويورك أن الرئيس الأمريكى أصدر الأمر بإقالة المدعى الخاص روبرت مولر، المعنى بالتحقيقات، فى يونيو 2017، لكن المستشار القانونى للبيت الأبيض دون ماكجان، رفض ذلك على ما يبدو، مؤكدا أنه قرار سيكون له تأثير كارثى على رئاسة ترامب.
هذا الكشف الأخير دفع الديمقراطيين فى الكونجرس للسعى لضمان أن تتضمن المفاوضات المستمرة الخاصة بالميزانية، سن تشريع يحمى مولر من الإقالة، وأشار السيناتور تشاك تشومر، زعيم الأقلية الديمقراطية، إلى أن تقرير نيويورك تايمز، كشف تفاصيل سعى ترامب لإقالة مولر فى يونيو الماضى، مما يظهر ضرورة تحرك الكونجرس بشكل عاجل، وقال: " الأمر الأهم الذى يمكن للكونجرس فعله الآن هو ضمان أن المحقق الخاص يواصل تحقيقاته دون انقطاع أو عوائق".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة