يُعلن معدل البطالة من قبل الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء كل 3 أشهر بدورية ربع سنوية، ومنذ بداية عام 2017 وحتى انتهاءه، و"البطالة" تشهد انخفاضاً فى معدلها خلال كل دورية على مدار العام، حيث بدأ العام الماضى خلال الربع الأول منه "الفترة من يناير – مارس" بمعدل بلغ 12%، وظل يتراجع حتى وصل إلى 11.3% خلال الربع الرابع والأخير للعام "الفترة من أكتوبر – ديسمبر".
وفى قراءة للبيانات الرسمية المعلنة من جهاز الإحصاء عن مؤشرات البطالة خلال كل ربع من عام 2017، تبين أن أبرز الأسباب وراء انخفاض معدل البطالة خلال العام الماضى بنسبة بلغت 0.7%، هو دخول نحو 354 ألف مشتغل جديد لسوق العمل منهم 200 ألف شاب تخلص من لقب "عاطل" ونحو 154 ألف آخرين خريجين جدد، ليصبح عدد المشتغلين بنهاية عام 2017 نحو 26 مليون مشتغل بعد أن كان 25.646 مليون مشتغل أول العام.
فيما تراجع عدد العاطلين من 3.503 مليون متعطل خلال الربع الأول من عام 2017، إلى 3.3 مليون متعطل فى الربع الرابع لذات العام، وذلك بعد دخول 200 ألف عاطل لسوق العمل على مدار العام، كما جاءت أبرز أسباب تراجع معد البطالة خلال العام الماضى أيضاً، متمثلة فى استمرار تنفيذ المشروعات القومية وبعض الأنشطة الاقتصادية التى اجتذبت عدد كبير من العمالة فى الفترة الأخيرة.
ومن أهم تلك الأنشطة، نشاط النقل والتخزين، والذى اجتذب 724 ألف مشتغل جديد خلال الربع الرابع لعام 2017 زيادة عن الربع الثالث السابق له، ونشاط الصناعات التحويلية، اجتذب 403 ألف مشتغل زيادة، هذا بالإضافة إلى نشاط الإمداد المائى وشبكات الصرف الصحى وإداره معالجة النفايات، والذى اجتذب 76 ألف مشتغل، و58 ألف مشتغل جديد اجتذبهم نشاط إمدادات الكهرباء والغاز.
ولم يقتصر دخول المشتغلين الجدد "العاملين بأجر نقدى"، والذين ساهموا فى تراجع معدل البطالة خلال2017، على من اجتذبتهم الأنشطة الاقتصادية فقط، بل اشتمل من دخلوا سوق العمل كأصحاب أعمال، وذلك من خلال الدعم الذى قدمته الدولة عن طريق جهاز المشروعات المتوسطة والصغيرة، والذى وصلت قيمته لنحو 5 مليارات جنيه العام الماضى.
ومن الأسباب التى ساهمت فى تراجع معدل البطالة خلال 2017 أيضاً، دخول مشتغلين جدد لسوق العمل من الحضر والريف، حيث شهد الحضر والريف تراجعاً مستمراً فى معدل البطالة بهما على مدار العام الماضى، إذ تراجع معدل البطالة على مستوى الحضر من 13.7% خلال الربع الأول للعام، إلى 12.9% فى الربع الرابع، وأيضاً تراجع على مستوى الريف من 10.8% إلى 10.1%، وقد ساهم هذا التراجع فى انخفاض المعدل العام للبطالة على مستوى الجمهورية فى 2017.
ومن الجدير بالذكر أن معدلات البطالة المعلنة على مدار عام 2017، تمثلت نسبتها فى 12% خلال الربع الأول من العام "الفترة من يناير – مارس"، و 11.98% خلال الربع الثانى "الفترة من أبريل – يونيو"، و 11.90% خلال الربع الثالث "الفترة من يوليو – سبتمبر"، و 11.30% خلال الربع الرابع "الفترة من أكتوبر – ديسمبر".
خبراء يوضحون أسباب تراجع معدل البطالة فى 2017
ومن جانبه قال الدكتور صلاح الدين فهمى، أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر، حول أسباب تراجع معدل البطالة خلال 2017، أن الفترة الأخيرة شهدت دخول عدد من المشروعات التنموية حيز التشغيل الفعلى على أرض الواقع، وهو ما ساهم فى استيعاب عدد كبير من العمالة، هذا بالإضافة إلى القطاع الخاص الذى فتح الباب للعديد من فرص العمل خلال الأشهر القليلة الماضية.
وأوضح فهمى لـ"اليوم السابع" أن معدل البطالة حالياً، والبالغ 11.3% بالرغم من كونه معدل مرتفع، إلا أنه مقارنة بالأعوام الماضية يعتبر جيداً، معرباً عن أمله باستمرار المعدل فى التراجع حتى يصل لـ5% فى أقرب وقت ممكن.
فيما قالت الدكتورة أمنية حلمى أستاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، ومدير مركز بحوث الدراسات الاقتصادية بالكلية، أن المشروعات التنموية التى أطلقتها الدولة فى الفترة الأخيرة مثل العاصمة الإدارية الجديدة ومشروعات قناة السويس وغيرهما، كانت مشروعات كثيفة التشغيل وهو ما ساهم فى دخول عدد كبير من العمالة لهذه المشروعات، خاصة العمالة الفنية، مما أدى لتراجع معدل البطالة.
وأضافت "حلمى"، أن استمرار معدل البطالة فى الانخفاض على مدار العام الماضى، يعنى وجود استثمارات، كما أن المشروعات القومية التى سعت الدولة فى تنفيذها مؤخراً، ساعد على توفير وإيجاد العديد من فرص العمل، لافتة إلى أن الانحسار المتواصل لمعدل البطالة فى كل ربع سنة عن الربع السابق، يعد مؤشراً إيجابياً، ينعكس فى زيادة فرص التشغيل والعمل، مشيرة إلى أن التراجع التراكمى فى معدلات البطالة، يزيد من التوقعات بأن تشهد الأعوام القليلة المقبلة انخفاض لمعدل البطالة دون الـ9%.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة