على هامش الدورة الـ54 لمؤتمر ميونخ للأمن والذى يحضره العشرات من رؤساء الحكومات ووزراء الخارجية والدفاع ومئات من خبراء الشئون العسكرية والأمنية، سيطرت ثلاث قضايا أساسية على محادثات المشاركين، كان فى مقدمتها العمليات الناجحة للقوات المسلحة المصرية فى سيناء لاجتثاث الإرهاب، والتى تعد خطوات دفاعية عن أمن واستقرار مصر والبحر المتوسط وأوروبا، وما ستقوم به مصر بعد الانتهاء من حملتها ضد الإرهاب وتطهير سيناء.
وتشيع إسرائيل فى أوساط المؤتمر أنها لا تريد الحرب، لكنها لن تسمح فى الوقت نفسه باستمرار وجود "أسلحة تهدد أمنها" وغالباً لا يأتى أى رد من الأوروبيين على ما تردده إسرائيل عبر وفدها المشارك إلا فى الغرف المغلقة.. ففى الغرف المغلقة يسأل كثيرون هل بالفعل لا تريد إسرائيل الحرب؟ وهل ما لدى إسرائيل لا يهدد دول المنطقة برمتها؟ وما الذى تفعله تل أبيب مع الإرهابيين الذين يُعالجون لديها؟ وإلى أى حد تورطت إسرائيل فى سوريا والعراق حتى الآن؟ وماذا تفعل فى شمال العراق؟ وما هو موقفها الحقيقى مما يدور بين تركيا والأكراد فى سوريا؟.
الحرب فى المنطقة حال نشوبها لن تكون نزهة، ويمكن بالفعل أن تشتعل لأهون سبب، وحينها لا ولن يعلم أحد كم ستطول تلك الحرب، لكن الأكيد أنها لن تنتهى بسرعة، ولن تظل مقتصرة على حزب الله إسرائيل فقط.
الأزمة السورية حاضرة أيضاً وبقوة فى مؤتمر ميونخ، ومن يريد التحدث بشأنها يتحدث مع كثيرين، ومن بينهم الروس والإيرانيين والأتراك، وبالرغم من ذلك فالإجابات الشافية لها مصدر واحد فقط هو دمشق، ودمشق حتى الآن هى من تقرر وليس غيرها، وفى العلن لا أحد يتحدث مع وزير الخارجية الإيرانى لكنهم يتحدثون طيلة الوقت معه فى الغرف المغلقة، والصحفيون ينتظرون أية تسريبات دون طائل.
الألمان معنيون بشدة بكل ما يحدث فى سوريا، ليس فقط بسبب عشرات الآلاف الذين باتوا ضيوفاً عندها إلى حين، بل أيضًا بسبب تزايد احتمالات وصول إرهابيين مع اللاجئيين كخلايا نائمة، فليس سرًا أن جواز السفر السورى الحقيقى يباع على الأرصفة وفى الأكشاك، وليس سرًا أن عشرات الآلاف الذين باتوا مسجلين كلاجئين سوريين فى ألمانيا ليسوا سوريين، بل ولا يتحدث أغلبهم العربية، ولهذا فألمانيا معنية بشدة وأكثر من غيرها.
قضية أخرى مطروحة أيضًا على بساط البحث فى الغرف المغلقة باعتبارها مثار اهتمام من الجميع: إلى أين سيذهب الإرهابيون المطاردون الآن فى سوريا والعراق وليبيا ومصر؟ مصر قررت التخلص منهم بشكل كامل، وفرنسا ترفض نقلهم إلى مالى أو أفريقيا لأنهم يهددون مصادر المواد الخام التى تحتاجها، واليمن لم يعد من الممكن إرسال إرهابيين إليه.. فهل يمكن الاتفاق على التخلص منهم بشكل نهائى.
وفيما يخص الملف الأفغانى، فإن الولايات المتحدة لم تحسم أمرها بعد بشأن "التعامل مع الإرهابيين"، وبالرغم من أنها لا تريدهم لديها، إلا أنها قد تحتاجهم فى أماكن أخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة