جاء تأكيد حزب المؤتمر الوطنى الأفريقى الحاكم فى جنوب أفريقيا، أمس الثلاثاء، على نيته عزل الرئيس جاكوب زوما من منصبه ليضع البلاد أمام تحد سياسى جديد، وليطرح أسئلة حول ما إذا كانت هذه الخطوة ستضع نهاية للأزمة السياسية التى تعيشها البلاد منذ نحو عامين، أم أنها ربما تكون بداية لأزمة جديدة، لاسيما فى حال تمسك زوما بالبقاء فى منصبه حتى نهاية فترته الرئاسية الثانية، والمقرر أن تنتهى منتصف العام المقبل، ليبقى السؤال الأن هل سيقبل جاكوب زوما الاستقالة ويستجيب لضغوط حزبه أم سيصرعلى تكملة فترته الرئاسية الثانية؟.
ويقدم لكم اليوم السابع أبرز المعلومات عن تلك الأزمة فى جنوب أفريقيا.
هل اللجنة التنفيذية الوطنية للحزب الحاكم فى جنوب أفريقيا لها الحق فى عزل الرئيس؟
لا توجد نصوص دستورية تلزم رئيس الدولة بتنفيذ قرارهذه اللجنة .
هل من حق النظام الأساسى للحزب إصدار أوامر للرئيس؟
يعطى النظام الأساسى للحزب هذا الحق للجنة التنفيذية، والتى تضم سلطة إصدار أوامر للرئيس، بصفته أحد قيادات الحزب بالاستقالة من منصبه.
كم عدد أعضاء اللجنة التنفيذية؟
107 أعضاء من القيادات العليا فى الحزب.
هل طلب الحزب من زوما الاستقالة؟
منح الحزب زوما مهلة 48 ساعة بدأت الإثنين الماضى، للاستقالة من منصبه.
جاكوب زوما
ماذا لو لم يستجب الرئيس لأمر الاستقالة؟
سيطرح حزب المؤتمر الوطنى الأفريقى لائحة حجب ثقة بحلول الخميس القادم، ويمكن إقرار حجب الثقة بالأغلبية المطلقة وحمل زوما على الاستقالة، وفى حالة استقالة زوما، فإن نائب الرئيس سيريل رامافوزا الذى انتخب فى ديسمبر رئيسا للمؤتمر الوطنى الأفريقى سيتولى منصبه.
هل هذه المرة الأولى التى يطالب فيها الحزب الرئيس بالاستقالة؟
هذه ليست المرة الأولى التي تتخذ فيها قيادة حزب المؤتمر الوطنى قرارًا بإقالة الرئيس، حيث سبق أن اتخذت نفس هذه الخطوة مع الرئيس السابق "ثابو مبيكى" عام 2008، لكن الفارق هنا أن "مبيكي" استجاب لقرار الحزب وقدم استقالته طواعية، وهو ما يرفضه زوما حتى الآن.
متى تأججت أزمة المطالبة بتنحى زوما عن الرئاسة؟
تصاعدت الدعوات المطالبة بتنحي زوما عن منصبه داخل حزب المؤتمر الوطنى، منذ انتخاب "سيريل رامافوسا" زعيما للحزب فى شهر ديسمبر الماضى، وذلك مع تراجع شعبية الحزب وتصاعد الانقسامات داخل صفوفه.
هل يقف رئيس الحزب الجديد وراء رغبة أعضاء اللجنة التنفيذية لاستقالة زوما ؟
سعى سيريل منذ توليه زعامة الحزب إلى التعجيل برحيل زوما عن الرئاسة.
جاكوب زوما
لماذا يصر الحزب على عزل الرئيس؟
يرى كثيرون من قيادات المؤتمر الوطنى أن بقاءه فى منصبه يمثل عبئًا سياسيًا على الحزب وفرصه فى الانتخابات العامة المقررة عام 2019.
ماذا يأمل قيادات الحزب من هذا القرار؟
تأمل قيادات حزب المؤتمر الوطنى فى أن تسهم هذه الخطوة فى استعادة الحزب لشعبيته التى تراجعت بصورة كبيرة فى السنوات الأخيرة من حكمه.
لماذا يرى حزب المؤتمر أن زوما لايصلح أن يبقى فى منصبه؟
بسبب شبهات الفساد التى لاحقت الرئيس زوما وحكومته وتورطه فى سلسلة فضائح لطخت سمعة حزبه الحاكم منذ نهاية نظام الميز العنصرى فى 1994،وادين بانتهاك الدستور وهو مهدد أيضا بتوجيه الاتهام فى قضية رشاوى قديمة وبات اسمه مرتبطا بأسرة غوبتا ورجال أعمالها الفاسدين وهم فى قلب قضايا أخرى للاستيلاء على أموال واستغلال نفوذه.
ماذا رأى المحللون من الأزمة؟
لا يستبعد المحللون استمرار الأزمة التى يعشيها الحزب الحاكم فى جنوب أفريقيا حاليًا، خصوصًا فى ضوء التقارير التى أشارت إلى أن زوما قد يرفض قرار اللجنة التنفيذية للحزب ويصر على البقاء في منصبه، وذلك خشية ملاحقته قضائيًا فى حال ترك منصبه، بتهم تتعلق بقضايا فساد.
رامافوسا نائب زوما
ما سبب تمسك زوما بمنصبه؟
يرى مراقبون أن سبب تمسك زوما بالسلطة يعود إلى رغبته فى الحصول أولًا على حصانة من الملاحقة القضائية في هذه الاتهامات وبعضها يتعلق برشاوى في صفقة أسلحة.
ما التصعيد الذى استغلته المعارضة فى جنوب أفريقيا بسبب الأزمة السياسية؟
دخلت المعارضة في جنوب أفريقيا على خط الأزمة لتمارس مزيدًا من الضغوط على الحزب،وطالبت فى بيان لها بحل البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة؛ كسبيل للخروج مما اعتبرته الأزمة السياسية التي سببها رفض زوما التنحى،وأعلنت المعارضة أنها تنوي طرح مذكرة جديدة لحجب الثقة عن الرئيس وحكومته في البرلمان يوم 22 فبراير الجاري، إذا استمر زوما في منصبه حتى هذا التاريخ، وفى هذه الحالة سيكون تاسع طلب لحجب الثقة تقدمه المعارضة منذ تولي زوما السلطة عام 2009.
ماذا لو استجاب زوما لمطالب استقالته؟
في حال استجاب زوما لقرار الحزب وقبل التنحى عن منصبه، فإن “رامافوسا” هو الذى سيتولى رئاسة البلاد بصفته نائب الرئيس، وذلك لفترة مؤقتة لا تتعدى شهرًا حتى يتمكن البرلمان من انتخاب رئيس جديد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة