طرح كتاب "نبوءات الموت.. فى الموروث الشعبى بين إيران ومصر دراسة مقارنة"، الصادر حديثا عن، المجمع الثقافى المصرى، عددا من الأسئلة المتعلقة بفلسفات وعادات وتقاليد الموت لدى كل من الإيرانيين والمصريين القدماء.
وأبرزت الدراسة التى قدمها الدكتور هاشم محمد هاشم الكومى، مدرس اللغة الفارسية وآدابها بكلية الآداب فى جامعة أسيوط، مجموعة من علامات الاستفهام حول نظرة كل من الإيرانيين والمصريين للموت ومدى خصوصيته فى فكر كل من الشعبين، فضلا عن أثر نظرة كل من منهما للموت على حضارتيهما، إلى جانب الطرق التى استخدمها الشعبين للتنبؤ بالموت من خلال المعتقدات التراثية.
وقسم الباحث الدراسة إلى ثلاثة مباحث سبقتها مقدمة وتلتها خاتمة وعرض للمصادر والمراجع، وفى المبحث الأول تناولت الموت وحقيقته فى الفكر الإيرانى والمصرى، أما المبحث الثانى فتناول الأحلام المنبئة بالموت فى المعتقدين الشعبيين الإيرانى والمصرى، وركز المبحث الثالث على عناصر الطبيعة المنبئة بالموت فى المعتقدين الشعبيين الإيرانى والمصرى.
غلاف كتاب نبوءات الموت
وخلصت الدراسة الصادرة حديثًا إلى أن قضية الموت حازت على حيز كبير فى الفكرين الإيرانى والمصرى القديم، إذ كانت محورا رئيسا من محاول الحضارة الإيرانية القديمة والحضارة الفرعونية، مشددة على أن الحضارتين المصرية والإيرانية اتفقتا على أن فكرة الموت، هى من الأمور الحتمية التى لا يستطيع الإنسان الهروب منها.
ولفتت الدراسة إلى أن فكرة الخلود هى الوسيلة التى اعتقد كل من المصرى والإيرانى القديمين، أنها الحل الأمثل لمقاومة الخوف من الموت ورهبته ولذلك تعددت الصور التى انعكس من خلالها هذا الاعتقاد.
واستنتجت الدراسة أن الأحلام كانت من أهم الوسائل التى استخدمها كل من الإيرانيين والمصريين على حد سواء؛ للتنبؤ بالموت وبدأ الاهتمام منذ العصور القديمة بالأحلام كوسيلة للتنبؤ بالموت فى الحضارتين المصرية والإيرانية، إذ كانت عبارة عن "رسائل من الآلهة" ترسل للإنسان فى أثناء نومه إما للبشرى أو للتحذير.
ونوهت الدراسة إلى أن هناك بعضا من صور التشابهات بين المعتقدين الشعبيين الإيرانى والمصرى، فيما يخص عناصر الطبيعة المنبئة بالموت إذ نالت بعض الحيوانات مثل القطط والكلاب مكانة كبيرة فى المعتقدين، وكذلك وجد تشابه واضح بينهما من حيث الاعتقاد فى التنبؤ بالموت، فضلا عن بعض الطيور مثل الغراب والبومة والدجاج، التى تؤكد على مدى التشابه الواضح بين المعتقدين فيما يخص هذه الطيور والتنبؤ بالموت.
واختتمت الدراسة بالقول: "ارتبط الموت بالفكر الأسطورى ورموزه وأنماطه فى الموروثين الشعبيين المصرى والإيرانى، وهو بقايا التفسير البدائى للإنسان ووجوده، واتصاله بالطبيعة والذى استقر فى الوجدان الجمعى؛ فأصبح معتقدات شعبية بالرغم من وجود الأديان السماوية".
دكتور هاشم الكومى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة