"48 ساعة".. عاصفة مرت على سوريا ودول جوارها بعد أن صعدت إسرائيل هجومها على مواقع داخل دمشق، وهو ما استدعى دخول الدول ذات النفوذ فى الاراضى السورية على خط الأزمة وفى مقدمتهم روسيا وإيران، ولكن على الجانب الآخر وفى خلفية هذا المشهد المشتعل كان هناك بوادر حرب تلوح فى الأفق بين تل أبيب وبيروت.
فعلى الرغم من أن المعلن هو استهداف سوريا إلا أن تعمد القيادات الاسرائيلية لاستخدام الاجواء اللبنانية غصبا ليس إلا محاولة من تل أبيب لاستدراج لبنان إلى بدء حرب مؤجلة مع بيروت منذ فترة، فالخلافات بين الجانبان تتفاقم يوما بعد يوم فى ظل تعاظم قوة حزب الله العسكرية مؤخرا، وما أظهره من قوة قتالية خلال الحرب السورية، وهو ما فجر مخاوف إسرائيل من هذه القوة العسكرية المنظمة التى تقف على حدودها.
حزب الله ليس السبب الوحيد لاستفزاز إسرائيل.. فالأسبوع الماضى شهدت سماء البلدين جوا ملبدا بالغيوم بعد أن أعلنت بيروت حقها فى التنقيب عن الغاز بمياهها الاقليمية، ليخرج وزير الدفاع الإسرائيلى افيجدور ليبرمان عن حدود اللياقة كما هو معتاد ويدعى حق تل أبيب فى هذا الغاز وأن تلك المنطقة من حق بلاده، مهددا بيروت بحرب مقبلة.
تلك التداعيات تؤكد أن بيروت مستهدفة، ويرى المراقبون أن مؤشراتِ اندلاع حرب بين إسرائيل ولبنان أصبحت أكثرَ من أي وقت مضى، بينما قال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إن إسرائيل لم تعد تميّزُ بين حزب الله ولبنان وبيّن ليبرمان أنه إذا ما اندلعت الحرب فإن جيش بلاده سيستخدم كامل قوته لحسمها حتى لو اضطره ذلك لإدخال قوات برية واجتياح مناطقَ في لبنان.
وذكرت تقارير إعلامية رسمية اليوم أن بقايا صاروخ من مخلفات الغارة الاسرائيلية على سوريا سقطت في منطقة (البقاع) المحاذية للأراضي السورية شرق لبنان، وقالت (الوكالة الوطنية للاعلام) اللبنانية الرسمية أن بقايا صاروخ سقطت في سهل بلدة (سرعين) في (البقاع) بالاضافة إلى شظايا سقطت أيضا في سهل بلدة (علي النهري) من مخلفات الغارة الاسرائيلية التي تم التصدي لها فجر اليوم بالمضادات الارضية السورية عند تخوم سلسلة جبال لبنان الشرقية على مقربة من الحدود اللبنانية – السوى.
وإمعانا فى استفزاز الجانب اللبنانى قال مصدر عسكرى، اليوم السبت، أن جيش إسرائيل نفذ عدة غارات وهمية فوق أجواء مناطق الجنوب اللبناني وأعالي إقليم التفاح والنبطية وصور، موضحا أن الطيران الإسرائيلي يحلق على علو منخفض، مجددا انتهاكاته لسيادة الأجواء اللبنانية دون أخذ القرارات الدولية في الاعتبار.
وقالت رئاسة الجمهورية اللبنانية، في بيان صحفي اليوم السبت، إن الرئيس عون تلّقى" عدة تقارير عسكرية وأمنية حول مسار هذه الاعتداءات التي طاولت شظاياها أراض لبنانية في منطقة البقاع ".
وأضافت أن عون " أجرى اتصالات هاتفية مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ، ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الموجود خارج لبنان، وتشاور معهما في الأوضاع المستجّدة، وما يمكن أن يُتخَذ من مواقف حيالها"، وتلقى عون "اتصالات من وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزف عون لمتابعة التطورات".
وعلى الجانب الدبلوماسى اشتكت بيروت تل أبيب لمجلس الامن، حيث كلف وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك لتقديم شكوى إلى مجلس الأمن بحق إسرائيل لإدانتها وتحذيرها من مغبة إستخدامها الأجواء اللبنانية لشنّ هجمات على سوريا”، مضيفة أن “مثل هذه السياسة العدوانية التي تمارسها إسرائيل تهدد الاستقرار في المنطقة، لذلك تطلب الوزارة من الدول المعنية كبح جماح إسرائيل لوقف اعتداءاتها“، مؤكدة حق لبنان فى الدفاع المشروع مقابل أي اعتداء إسرائيلي.
ويبدو أن تل أبيب أدركت أن واشنطن لم يعد لها اليد الطولى فى المنطقة، وأن هناك أطرافا أخرى لها سلطات أعلى من البيت الأبيض، وهو مايفسر توجه مسئولى إسرائيل إلى موسكو للتوسط لدى سوريا ولبنان لاحتواء الأزمات، حيث طالب السفير الإسرائيلي لدى روسيا، هاري كورين، موسكو بالتدخل لمنع التصعيد مع سوريا، والضغط من أجل خروج وقوات حزب الله والمقاتلين الشيعة.
وقال السفير الإسرائيلي لدى موسكو هاري كورين أن على وحدات حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران والمقاتلين الشيعة الانسحاب فورا من منطقة خفض التصعيد في جنوب سوريا، مضيفا "نفضل التحدث عن تنفيذ الاتفاقات المختلفة بشأن مناطق خفض التصعيد، وفي حالتنا هذه، في الجنوب على الحدود مع إسرائيل".
وعلق رئيس اللقاء الديموقراطي، النائب وليد جنبلاط على تطورات الأحداث عبر حسابه على موقع "تويتر"، فقال: "يبدو أن اضطرابات كبيرة مقبلة على المنطقة. لن ينفع التفكير بفصل المسارات لأن إسرائيل أصلا أعلنت ربطها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة