بالتزامن مع اقتراب تنفيذ قرار منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" وبدء خفض الإنتاج بـ 1.2 مليون برميل يوميا لضبط أسعار النفط والتى انخفضت قرابة 40 % منذ أكتوبر الماضى وحتى اليوم لينخفض سعر البرميل من 86 دولار إلى 54 دولار، يبرز تساؤل هل يقف زيادة إنتاج أمريكا حائل أمام أوبك، وكذلك التحديات الاقتصادية للدول الأعضاء فى المنظمة.
على أرض الواقع بدأت أمريكا فى رفع إنتاجها من النفط ليبلغ 11.6 مليون برميل يوميا لأول مرة، لتتحدى بذلك قرار أوبك بخفض الإنتاج، والمنظمة نفسها اعترفت يوم 29 نوفمبر الماضى فى تقرير رسمى بأن إنتاج الولايات المتحدة ارتفع لمستوى قياسى، وإذا ما أضفنا له إنتاج روسيا والذى تجاوز 11 مليون برميل يوميا فإن "أوبك" ستكون فى مأزق فعلى قد يدفعها لاتخاذ قرار آخر بخفض الإنتاج لأكثر من 1.2 مليون برميل يوميا.
أسعار النفط اليوم الخميس تراجعت بعدما قفزت 8% فى ظل استمرار المخاوف من تخمة المعروض النفطى والقلق من تباطؤ الاقتصاد العالمى مما ضغط على الأسعار التى تلقت بعض الدعم من صعود أسواق الأسهم.
ورغم موافقة روسيا وهى دولة ليست عضوا فى " أوبك " على مساعى المنظمة لخفض الإنتاج، لكن هناك تخوفات من قبل المنظمة بعدم التزام روسيا بخفض الإنتاج وهو ما قد يضع مصدرو النفط فى مأزق كبير، وذلك لأن روسيا ضمن أكبر 3 دول منتجة للنفط فى العالم ويقترب إنتاجها اليومى من إنتاج المملكة العربية السعودية.
قرار دول "أوبك" يواجه صعوبات وتحديات عدة منها حالة إيران الاقتصادية المتأزمة إضافة إلى الاضطرابات الأمنية والاقتصادية فى ليبيا وفنزويلا ونيجيريا، وأغلبهم يسعون إلى زيادة الإنتاج وليس خفضه، وفق تقرير صادر عن المنظمة نفسها والذى عددت فيه هذه التحديات، لكن الجميع داخل المنظمة يرى ضرورة التمسك بالوحدة داخل المنظمة وضبط سياسات الإنتاج، التي تقودها عمليا السعودية.
يشار إلى أن أوبك تضم 11 دولة وتمتلك حوالى 42% من إجمالي إنتاج النفط في العالم وشكّلت منظمة الدول المصدرة للنفط 73% من احتياطيات النفط "المثبتة" فى العالم وفق تقرير لإدارة معلومات الطاقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة