الأنف من أكثر الأجزاء تعقيداً فى جسم الإنسان، فهى ليست فقط مسئولة عن شم الروائح المختلفة حولنا، ولكنها أيضاً تعمل كمرشح لتنقية الهواء قبل الدخول إلى الرئتين، ومن خلال سلسلة "اعرف جسمك" نتعرف على كيفية عمل حاسة الشم لدينا وارتباطها بالذاكرة.
وذكر موقع " Medical daily" أن حاسة الشم من أقوى الحواس وأكثرها أهمية، حيث تلعب الرائحة دوراً مهماً لمساعدتنا على شم الطعام والتواصل الاجتماعى من خلال رائحة الجسم، فهى تتحكم فى الحب والإنجذاب لشخص دون غيره، كما تعمل كآلة زمنية نتذكر من خلالها الذكريات.
الشم
كيفية عمل حاسة الشم
في كل مكان حولنا، أشياء مثل القهوة أو البنزين أو العطور أو الطعام تنبعث منها جزيئات صغيرة يمكن أن تدخل نظام حاسة الشم بطريقتين: إما من خلال فتحتي الأنف أو مؤخرة الحلق نحن على دراية كبيرة بالرائحة من خلال فتحات الأنف، وكذلك فإن تناول الطعام يحرر الجزيئات في الجزء الخلفي من الحلق وهو ما يجعلنا ندرك الرائحة بخلاف شمها من فتحتى الأنف.
وبعد دخول الجزيئات الصغيرة الطائرة أو الرائحة من فتحتى الأنف إلى الممرات الأنفية تنتقل إلى مكان آخر يسمى "الظهارة الشمية" وهو نسيج مغطى بالمخاط داخل تجويف الأنف، و تحتوي الظهارة على ملايين من المستقبلات الشمية، أو خلايا عصبية قادرة على الارتباط بجزيئات محددة من الروائح.
جزيء الرائحة من فنجان القهوة يتدفق إلى أنفك ويرتبط بمستقبلات شمية صممت خصيصًا لتحديد هذا الجزيء، وبمجرد ربط المستقبلات الشمية برائحة معينة، فإنها ترسل نبضاتها الكهربائية، والتي تمر بها إلى أجزاء أخرى من الدماغ ويتم تفسيرها على أنها رائحة.
الانف
والأنف البشري قادر على شم ما يصل إلى تريليون من الروائح، هذا لأن جزيئات الرائحة لديها عدد لا يحصى من الأشكال المختلفة التي يمكن أن تتناسب مع العديد من المستقبلات في وقت واحد، مما يجعل من الممكن للأنف تحديد المزيد من الروائح.
ويعتبر الأنف أيضًا "حارس رئتيك" ، حيث يعمل كمرشح يرطب الهواء الذي تتنفسه ويدفئه للحفاظ على رطوبة أنابيب القصبات الهوائية.
كيف ترتبط الرائحة بالذاكرة؟
توجد البصيلة الشمية، التي تحتوي على جلوميرول، في الجهاز الحوفي للمخ، والذي يرتبط في الغالب بالذاكرة والعواطف.
ترتبط البصيلة الشمية أيضًا مع اللوزة المخية، التي تعالج العاطفة، بالإضافة إلى الحصين، المعروف بدوره في التعلم، ولهذا السبب تشتهر الرائحة بإثارة الذكريات والعواطف القوية.
حاسة الشم
كيف تؤثر الرائحة على التفاعل الاجتماعي؟
ولعل أكثر ما يثير الدهشة في الأنف هو دورها في مساعدتنا على اجتياز العالم الاجتماعي، فعلى مستوى العقل اللاواعي، يمكن للمواد الكيميائية والتى تسمى "الفيرمونات" المنبعثة من شخص آخر في سوائل الجسم (مثل العرق والدموع) أن تؤثر على كيفية رؤيتنا له وتغيير هرموناتنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة