شارك القراء محمد عبد الله عبد التواب بدر بقصة عبر على البريد الإلكترونى send@youm7.com تحت عنوان "نحمدو.. الأيام.. والليالى".
أنا اسمى نحمدو من قرية صغيرة تسمى الكداية مركز أطفيح محافظة الجيزة، والدى فلاح بسيط مستأجر 6 قراريط زراعية يقوم بزراعتها بمساعدة أمى وأخى الصغير وأخواتى، بالمناسبة نحن أسرة تتكون من 6 أفراد (أبى وأمى وأخى محمد 6 سنوات ونحن ثلاث فتيات نحمدو 8 سنوات وعطيات 4 سنوات وفاطمه سنتين) ، نعمل جميعا فى مساعدة أبى فى الغيط وعندما لا يوجد عمل بالغيط مع أبى نذهب لجنى المحصول عند جيراننا أنا وآخى محمد وأختى عطيات. ومع أذان المغرب أخذ حزم البرسيم التى تعملها لى أمى وأذهب إلى بيوت القرية لأبيعها حتى نستطيع توفير متطالبات الحياة من مأكل وملبس.
لم نذهب أنا أو أخواتى إلى المدرسة وكان أبى يقول البنت ليس لها إلا بيتها تقعد وتستريح عند أبيها أو زوجها لترعى مصالح البيت والأولاد، فعندما تذهب البنت إلى المدرسة تتفتح عيونها لأشياء غريبة ممكن يكون لها حق فيها لكن ليس من مصلحتها، ومع ذلك عندما كان يقول أبى ذلك كنت أرى فى عينيه دمعة أكاد لا أنسها أبدا، كأنه يطلب منى العفو عن عدم تعليمنا لضيق اليد، وكنت أصبره وأقول له أنت على حق يا أبى ونحن سنظل فى طوعك وما تقوله سننفذه نحن من غيرك نتوه ولا نعرف كيف نسير فأنت الخير والبركة. وكان يقول لأخى محمد سامحنى يا بنى كان نفسى أوديك المدرسة مثل أبناء جارنا الأستاذ إبراهيم لتكون دكتور ولا مدرس لكن يا بنى أنت عارف المدرسة تحتاج لبس ومصاريف وسندوتشات وكتب ودروس ودى عايزه فلوس ياما وأبوك على أد حاله، اليد قصيرة والعين بصيرة لكن يا بنى لما تكبر ويكون عندك عيال حاول على أد ما تقدر توديهم المدرسة وتعلمهم - التعليم حلو بردوا يا بنى - بيفتح المخ والعقل.
وكان أخى محمد يقول له يا بوى أنا مش عايز أتعلم أنا راجل لازم أساعدك وأشيل عنك وعن أخواتى وأريحكم كلكم، أنا عايزكم تكونوا أحسن ناس ولما أكبر يا بويا مش هاخلى حد فيكم يتعب ولا يشتغل عند حد فيقول أبى: الحمد لله يا بنى أنا هو ده اللى عايش عليه ونفسى تفضلوا محافظين عليه إننا نظل يدا واحدة نحب بعض ونساعد بعض ونلم بعض القوى يا بنى فى لمتنا وخوفنا على بعض مهما كان معاك ومالكشى جذر يمسكك هاتقع وهاتضيع الإنسان يا بنى عامل زى النخلة تعطى للناس بلحها وجريدها وخيرها، ومع ذلك بردوا يرموها بالطوب ومافيش مرة تقول لأ مش هاعطيكم بلحى.. الحمد لله.
وكنت أقول بداخلى أما أنا كان نفسى أروح المدرسة ولو ليوم واحد أشوف الدنيا الغريبه دى فيها إيه.. حلوة ولا وحشة.. وفى طريقى للذهاب للغيط كنت أحاول أن أمشى بجوار المدرسة وكنت أشوف ولاد الأستاذ إبراهيم أسماء وخالد وعلى وهم فرحانين ومبسوطين ولبسهم نظيف وشايلين الشنط ومعاهم سندوتشاتهم ومصروفهم وداخلين المدرسة وكنت أقوال لنفسى لما أكبر ويكون عندى عيال لازم أوديهم المدرسة لو هاموت من الجوع ..هعلمهم يعنى هعلمهم.
اصحى يا نحمدو خليكى فى اللى إنت فيها الوقت روحى الغيط وارعى مصالح البيت وريحى أمك وإخواتك وإفتكرى دائما أن أبوكى وإمك محتاجينك وهم دول عيلتك الوقت اللى ماينفعشى إنك تقصرى معهم أبدا مهما كلفك. قابلنى الواد عبد التواب وقال لى يا بت يا نحمدو رايحة فين فقلت له مودية الغداء لأبويا فى الغيط فقال طيب ماتنسيش يوم الخميس ها نجمع بامية تيجى إنت وإخواتك بعد صلاة الفجر عايزين نلحق نجمع البامية عشان رايحين مصر يوم الجمعة نبعيها هناك، فقلت له مابتبعوهاش هنا ليه ما بردوا اللى هنا بيعرفوا ياكلوا البامية، فقال اللى هنا ويمصص شفتين وهو يقول اللى هنا آخرهم حاجة بخمسين قرش بجنيه.. بس بتوع مصر فلوسهم كتير ودول ناس بتاكل بجد.
ماتتأخروش تيجوا بعد صلاة الفجر على طول، فقلت فى نفسى صحيح كلام الواد عبدالتواب ده صح بتوع مصر فلوسهم كتيره وأكلهم كتير.. يابختهم بقى مايجليش عريس حلو وغنى من مصر يعيشنى هناك يا سلام دى تبقى دنيا تانية فوصلت الغيط وكان أبى بانتظارى فأخذ منى الأكل وقال لى إنت أكلتى فقلت أيوة فقال طيب روحى حشى شوية برسيم علشان تأخذيهم معاكى وانت مروحة عشان تبعيهم يا بنتى أنا ماعييش ولا تعريفة فقلت له حاضر يابا، وتذكرت عبد التواب فقلت له يابا الواد عبد التواب عايزنا نروح عندهم يوم الخميس علشان نجمع بامية فيقول أبى هم كدا يا بنتى ولاد الحج الحسين مايعرفناش اللى فى البامية اللى بتقطع إيديكم إنت وإخواتك فقلت له مش مهم يابا المهم يدفعوا لنا الأجرة فذهبت وحشيت البرسيم وعملت 25 رابطة ذى كل مرة وأخذت البرسيم وعندما عدت لم أجد أبى فقلت يمكن سبقنى على البيت وفى طريقى للبيت كانت عيون الناس تنظر لى باستغراب وكأن حدث جلل حدث فى بيتنا يا رب سترك فأخذت أسرع الخطا فى الذهاب للمنزل وعندما وصلت إلى أول الشارع رأيت ناس كثيرة أمام بيتنا فجريت أسرع ماذا حدث ؟ مصيبه.. مصيبة.. مصيبة أخى محمد سقطت رصاصة عليه أثناء عمله فى غيط الحج عبدالراضى وجابوه الناس البيت والدكتور معه بيكشف عليه يارب استر يارب ... يارب استر يارب... يا رب استر يارب خرج الدكتور مسرعا وقال أنا قلت لكم من الأول لازم تودوه المستشفى هناك أفضل من هنا، فيقول الأستاذ إبراهيم بسرعة يا واد خالد روح هات عربية الأسطى صبرى بسرعة فى ثانية تكون هنا وبالفعل حضرت العربية وأخذت أخى محمد وتسابق الناس لركوب السيارة وذهبوا إلى المستشفى.
وعندما وصلوا إلى المستشفى أخذ أبى يصرخ وينادى أين الطبيب.. أين الطبيب.. فقالت له الممرضة سيحضر حالا أرسلت له عم حسن ليجيبه من العيادة الخاصة به فهى قريبة من هنا، فيصرخ الأستاذ إبراهيم هو مش نبطشى هنا ولا أيه بسرعة فين العيادة دى أروح أجيبه أنا فذهبوا إلى العيادة وأحضروا الطبيب الذى حاول أن ينقذ أخى إلا أنه فشل ومات أخى محمد السند والأخ والونيس والصاحب.. وأخذت أمى تصرخ وتصوت وتنادى إبنى.. إبنى... لا لا لا لا ونبكى وننوح أنا وأخواتى وأبى جالس بجواره لا ينطق بكلمة واحدة لا أرى منه إلا دموعه التى كانت لا تتساقط أمامى أبدا، فهى الآن كالبحر الغائر لا تقف والنساء حول أمى تصبرها والرجال حول أبى يصبرونه ويشدون من أزره أيها الموت أنت صعب ومصيبة كبيرها ما أعظم تلك المصيبة.. وبعد شهر من موت أخى البيت يملؤها الحزن لا نكاد نتكلم إلا أقل القليل اعملى كذا.. افعلى كذا.. اذهبى إلى كذا.. الدنيا تقف عندنا يكاد أبى وأمى أن يموتوا من الحزن لفراق أخى المرحوم محمد فقلت فى نفسى لابد أن أخذ بيد أمى وأتحدث معها فى أى موضوع لأن الحياة مستمرة لا تقف لموت أحد فقلت يا أمى هل المرحوم أخى جاءت فيه طلقة رصاص قالت نعم يا بنتى فقلت أخى لم يؤذ أحد فلما قتلوه احنا فى حالنا ماعملناش حاجة فى حد فقالت أمى يا بنتى هذا قضاء الله وقدره لا نملكك سوى أن نقول لله ما أعطى ولله ما أخذ ولا نقول إلا ما يرضى ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون فقلت هو عمل أيه عشان يقتلوه فيرد أبى يا بنتى أخوك لم يقتل بقصد شخص ما فى بلد ما قام بإطلاق رصاصة فى السماء ولا يقصد بها أذى لأحد فترتفع فى السماء حتى تصل لأقصى مدى لها ثم تهبط إلى الأرض قد تسقط هنا أو هناك لكن القدر.. يا الله يجعل أخيك يقف مكان سقوط الرصاصة فتصيبه.. الحمد لله ويأخذ يزرف الدموع فأسكت وأقول ليتنى ما سألت ولا تكلمت.
تمر 6 سنوات على وفاة أخى والبيت هو هو الحزن فى كل مكان أمى لا تلبس إلا الأسود وأبى إبيض شعره كله ولا يأكل إلا القليل حتى صار كالجلد على العظم من النحافة فتدخل علينا الست تحية وتقول لأمى عواف يا أم محمد عامل إيه إنت وبناتك لعلكم بخير فترد أمى الحمد لله كل إللى يجيبوا ربنا كويس نحمدو ونشكر فضلة فقالت أنا جايه لك فى خير وفرح فترد أمى ما فيش فرح بعد المرحوم محمد فتقول الست تحية لا فى فرح إنت عندك ثلاث عرايس حلوين وجمال والخطاب واقفين على الباب منتظرين الإذن بالدخول فتقول أمى البنات لسه صغيرين دا نحمدو ما كملتش 15 سنة إنت بتقولى أيه فتقول الست تحية هى الـ15 سنة دى صغيرة دا اللى من سنها عندهم عيل ولا إتنين الوقت. فتصمت أمى ولم ترد عليها فتقول أنا أدامى عريس من مصر لنحمدو ومش هايكلفكم كافة شيء هو عايزها بجالبيتها بس واللى تأمروا به سينفذه وهيدفع مهر ألفين جنيه أنا هاجيلك يوم الأربعاء أشوف ردكم إيه وتمشى الست تحية.
ويأتى يوم الأربعاء وتحضر الست تحية فتدخل على أمى وتجلس معها وتنادينى بيت يا نحمدو تعالى أنا عايزاك فقلت لها عايزه إيه يا خالتى تحية فتقول أنا جايبه لك عريس من مصر فترد أمى مسرعة قومى يا نحمدو اعملى شاى لخالتك تحية فتسأل الست تحية أمى وتقول لها أيه الأخبار أنا بكره رايحه مصر عايزه أبشر العريس فترد أمى عليها لسه ما فاتحتش أبوها أبقى تعالى الإسبوع الجى أكون كلمت أبوها فتقول الست تحية طيب ماتتأخروش علشان العريس مستعجل فتقول لها أمى هو بيشتغل أيه فترد عليها هو سائق ميكروباص شغال عليه وعنده شقة أوضة وحمام ومطبخ وعايش لوحده وعايز واحدة من الفلاحين تكون مراته ومالوش حد لا أم ولا أب وزى ماقلت لك مش عايزكم تجيبوا حاجه هو راضى بيها كدة فتقول لها أمى هاقول لأبوها واللى فيه الخير يقدمه ربنا.
وتمشى الست تحية وأدخل على أمى وأقول الشاى هى خالتى تحية مشت ياما ولا أيه فترد على أمى وتقول إيوه يا بنتى.. تعالى يا نحمدو فأقول إيوه ياما عايزه حاجه أعملها فتصمت برهة وتقول أيه رأيك خالتك تحية جايبالك عريس فتستغرب نحمدو وتقول عريس لمين لى أنا ياما بس أنا مش عايزه أتجوز أنا مش هاتجوز إلا لما تجوزوا الأول أخواتى عطيات وفاطمة فترد الأم لأ يا بنتى إنت الكبيره لازم تتجوزى إنت الأول مايصحش الناس تاكل وشنا.. نقول للناس أيه.. لأ لأ فترد نحمدو بس ياما إحنا ظروفنا وحشة قوى قوى ومافيش فلوس ولا أى حاجة من البنات اللى بتجيبها إزاى هاتجوز بس فترد الأم العريس مش عايزنا نجيب حاجه هو هايتكفل بكافة شيء.. ويا بنتى الدنيا ما بتقفشى وهى دى سنة الحياة.. روحى إنت الغيط الوقت ولما ييجى أبوكى نبقى نشوف رأيه إيه.
فتذهب نحمدو للغيط فتجد أبوها يجلس بجوار النخلة المهاد التى كان يحبها أخى محمد ويطأطئ رأسه ناحية الأرض وكأنه يعاتب الأيام والليالى فيقول الأب فى نفسه ليه يا زمن كده إنت بتعمل فى كده ليه أنا ما عملتش حاجة وحشة فى حد من البيت للغيط ومن الغيط للبيت.. ليه يا دنيا كدة أخذتى من سندى ليه حرام عليك.. حرام.. حرام فيفيق على صوت نحمدو وهى تقول له يا با إنت عايزنى أعمل حاجة فيقول أيوه يا بنتى روحى حشى شوية برسيم للجاموسة ماكلتشى من الصبح حرام علينا فترد نحمدو حاضر يابا.
وفى المساء يعود الحج أحمد إلى البيت فتقابله زوجة مبتسمة فيستغرب فى نفسه أشد استغراب ويحادث نفسه بقوله ماذا حدث لأم نحمدو أبهذه السرعة تنسى ولدنا محمد إخص.. إخص عليك يا دنيا . وبعدما تناول بعض البتاو والجبن القديم وشرب كوب الشاى الثقيل الذى إعتاد أن يشربه بعد الأكل قالت له أم نحمدو النهاردة جاءت عندنا الست تحية جايبة عريس لنحمدو فلم يمهلها فى استكمال حديثها وبسرعة قال لها أسكت.. أسكت وكأنه خاف أن يسمعه أحد فترد عليه مالك يا راجل أنا بقول لك جاء عريس ليخطب نحمدو فيقول لها إنت مش عارفه إحنا عندنا أيه ولا نسيت الغالى ؟ فتبادره القول حرام عليك أنساه إزاى بس الحى أبقى من الميت وإحنا مش عندنا بنت واحده دول ثلاثة لازم مانظلمهمشى معانا وحقهم نسترهم قبل ما نقابل رب كريم والبنات دى تضيع بعدك وكأن دش مياه بارد سقط على وجه الحج أحمد ما هذا الذى يسمعه؟ فصمت ثم قال لها: أنا هاروح أصلى العشاء وفى طريقه للمسجد تزرف عيناه بالدموع ويقول لنفسه أيه اللى بيحصل أيمكن أن أخلع ثوب الحزن الذى لبسته منذ سنوات لألبس ثوب الفرح مرة أخرى.. لأ.. صعب وما ذنب البنات وينهى صلاته وإذا بالاستاذ إبراهيم يسلم عليه ويقول له تقبل الله فيسمك بيده الحج أحمد ليمشيا سويا وكأن الحج أحمد وجد شيء يبحث عنه فقال فى نفسه استشيره ما خاب من استشار _ فى عريس جى لنحمدو أيه رأيك يا أستاذ إبراهيم فيرد عليه بقوله إذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه فتهلل وجه الحج أحمد وعاد إلى بيته وقال لزوجته إذا جاءت إليك الست تحيه فقولى لها تبقى تخلى العريس ييجى نشوفوا ودخل لينام.. وبعد خمسة عشر يوما يأتى العريس ليفاجأ الحج أحمد بأنه رجل كبير فى العقد الرابع إلا أنه لن يكلفهم شيء وسيدفع مهر ألفين جنيه وحضرت نحمدو لترى زوج المستقبل وفى القرية البنت تسمع رأى الأب فهو الكبير ويعرف أكثر وعلى الجميع السمع والطاعة ومع ذلك سألها أبوها إيه رأيك يا بنتى فى العريس فطأطأت رأسها، وقالت الرأى رأيك يابا. وخلال شهرين كانت نحمدو فى بيت الزوجية.. فى دنيا جديدة تماما عما عاشته قبل ذلك.
فى بيت الزوجية رجل كثير الكلام غير ما إعتادت عليه عند أبيها لا يعرف شيئا للمستقبل ما يتحصل عليه يوميا يصرفه ولا يدخر شيء ويضحك دائما ويقول إصرف ما فى الجيب يأتيك ما فى الغيب وتمر السنوات الجميلة بسرعة وترزق نحمدو بأحمد وأسماء ومحمد وعادل. تقعد نحمدو تتذكر مع نفسها وتقول ياه معقول أديلى فى مصر عشرة سنوات الحمد لله جوزى بيحكى لى كل حاجة عن شغله وعلمنى إزاى أسوق العربية وهو بيفسحنى أنا والعيال ومش حرمنا من حاجة الحمد لله بس كان نفسى تكون أمى وإخواتى جانبى أعرف أروح أزورهم ويزورونى بسى الحلو ما بيكملشى وإذا بضرب شديد على الباب ماذا حدث سترك يا رب.. سترك يا رب الزوج إصطدم بسيارة أخرى وقد مات ومن هول الموقف يغمى على نحمدو وفى الاستفاقة تقول أنا بحلم ولا ده كابوس ياليت يكون كابوس لكن للأسف ليس كذلك لقد مات الزوج وأصبحت وحيده بل والطامة الكبرى فى رقبتها أربعة أولاد من الذى سيتكفل بهم أبى وأمى لا يقدرون على شيء فأنا أعلم ظروفهم جيدا ماذا أفعل وكيف أعيش لا يوجد فى البيت أكثر من مائة جنيها.. كيف سنعيش؟ من الذى سيصرف على البيت ؟ والمدارس؟ ماذا أفعل؟ وهى تتخبط فى أفكارها تلك تأتى إليها جارتها الست أم محمود بالعشاء وتتحدث معها ما الذى تنوى أن تفعله وهى وزوجها مستعدون لمساعدتها فى أى حاجة.
وإذا بخاطر يرن فى أذنها وتقول ولما لا.. سأعمل مثل زوجى وأسوق سيارة فترد عليها أم محمود بس يا ست نحمدو إنت واحدة ست والسواقه دى محتاجة راجل يعرف يتكلم مع الناس ويعرف يأخذ منهم الأجرة. فترد نحمدو أنا هاعرف أسوق وأعرف أخذ الأجره من الناس فتبادرها واللى ما يرداش يعطيكى الأجرة هاتعملى معه إيه؟ فترد نحمدو هأخذها منه بالعافية دا قوتى وقوت عيالى.. يا واخذ قوتى يا ناوى على موتى.. بس بالله عليك يا أم محمود خلى زوجك يشوفى عربية أشتغل عليها.. إنت عارفه مصاريف البيت والمدارس والبيت على الحميد المجيد. فتخرج نحمدو للعمل فى اليوم الأول لتجد معاكسات وكلام قبيح لم تكن تسمعه من قبل ماذا تفعل ؟ هل تجلس فى البيت ولا تخرج؟ والبيت والمصاريف هاتجيب فلوس من أين؟ فتبكى ..وتبكى لكن البكاء لن ينفع لازم تشتغل ولازم تغير من طريقتها ولابد أن تكون شديده فى التعامل مع من يحاول أن يتطاول عليها. مافيش مفر لازم أشتغل ولازم أعلم ولادى إللى أنا إتحرمت منه لن أحرمهم منه مهما كلفنى.. لو هاموت مائة مرة فى اليوم لازم أعلمهم. يطلب صاحب السيارة من نحمدو أن تعمل على خط العاصمة الجديدة فهو خط مريح وماعلهوش مشاكل لأنه خط جديد وتقدرى تشتغلى الوردية بتاعتك بأمان وتستمر نحمدو تعمل على هذا الخط وتشجع أولادها على المذاكرة لمدة عامان وفى صباح يوم الخميس يقول لها صاحب السيارة بلاش شغل النهاردة الرئيس عبدالفتاح السيسى بيفتتح بعض المشاريع فى العاصمة الإدارية الجديدة ومش هاتلاقى زبائن فترد عليه وتقول له ما إنت عارف الزير وغطاه مانقدرش أقعد أى يوم فيقول لو كده حاولى تغير الخط النهارده علشان نرزق فتقول يا رب أرزقنا يا رب ... يا رب أرزقنا يا رب فتقول سأذهب إلى الشروق لعل الله يرزقنى وفى طريقها للشروق لا تجد من يركب معها ولم تحصل على أى أجره فتبكى وتدعوا الله يارب أرزقنا يا رب ... يا رب أرزقنا يا رب فإذا بشخص يقف من بعيد فتقول يا رب يركب فإذا به يشاور بيده فتقول فى نفسها إن شاء الله هوصلوا إلى أى مكان وتظل تدعوا.
وعندما تقف ليركب من هذا؟ أنا مش مصدقة عينى؟ مين الرئيس عبد الفتاح السيسى فيسلم عليها ويعرف ظروفها ويطمئنها فهو ليس رئيس مصر فحسب بل أب لكل المصريين ويفرح الرئيس عبدالفتاح السيسى ويشد من أزرها ويقول أنا أحيى أى إمرأة تعمل لتنفق على بيتها وأولادها ويأمر الرئيس عبدالفتاح السيسى بعربية ملك لنحمدو لتسترها هى وأسرتها، فتحية للرئيس الأب الرئيس عبد ىالفتاح السيسى.
يواصل "اليوم السابع " استقبال القصص القصيرة عن كفاح نحمدو "سائقة الميكروباص"، فى المسابقة التى أطلقها الموقع لتكريم السيدة المكافحة، التى التقاها الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال عودته من الجولة التفقدية بالعاصمة الإدارية، الأسبوع الماضى، ويمكن إرسال الأعمال على البريد الإليكترونىsend@youm7.com
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة