تعلم جيدًا أن تصريحات الوزراء وغيرهم من أصحاب المناصب التنفيذية مشكوك دائمًا فى صحتها، لا تساوى عند المواطن "قرش صاغ"، المواطن دائمًا يعتبر تصريحات الحكومة مكررة، وبياناتها حبر على ورق، وأقوال الوزراء الأصل فيها الظن السيئ وليس الحسن، المواطن يعتبر مؤتمرات الحكومة تحتوى على التضخيم لا الحقيقة، على المبالغة لا الشفافية، تدعى الإنجازات وتتغاضى عن السلبيات، تحكى فى المهرى وتسكت عن المطلوب الإفصاح عنه.
منذ متى والشعوب تصدق المسئول أو حتى تقتنع بكلامه وأحاديثه وتصريحاته؟ يا سادة سلطة إنفاذ القانون، والممثلة فى الحكومات، كل ما يخرج عنها من أقوال محل اتهام.. فلماذا يطل علينا بين الحين والآخر سياسى مرموق ينتقد حكومة الدولة المصرية بحجة أنها تُنجز إنجازات وتقيم المشروعات وتنفذ توجيهات الرئيس، ولكنها للأسف غير قادرة على تسويق إنجازاتها.. فهل دور الحكومة تسويق إنجازاتها؟.
لكى نتفق ونقف على أرضية مشتركة دعنا نتذكر معًا أن الحكومات، كل الحكومات، دورها إعلان وإعلام المواطنين بما يجرى داخل بلادهم بكل شفافية ووضوح، ويُحبذ أن يكون ببساطة وليس بمصطلحات حادة، وأن دور الحكومات الإفصاح عن خططها المستقبلية أمام المجالس الرقابية والتشريعية، ونقل الصورة للمواطن بشفافية ووضوح دون مبالغة وإغراق أو أفرط أو تفريط، وإعلان مؤشرات التنمية فى مختلف المجالات.
محاولة الحكومة لتسويق مشروعاتها ستكون شهادة مجروحة، وستندرج تحت بند "مين يشهد للعروسة"، فالتسويق للإنجازات وإنفاذ المشروعات التى يفتتحها الرئيس السيسى بين الحين والآخر هو دور المثقفين والسياسيين والإعلاميين والفنانين والشعراء.
تتفق معى أن هناك شبابًا وشيوخًا ترسخت فى أذهانهم الأحداث الوطنية بأغنية، والانتصارات العظيمة بفيلم، وتاريخ الدولة بقصيدة، فتذكر معى أغنية "حكاية شعب مكتوبة.. قلنا هنبنى وآدى إحنا بنينا السد العالى.. يا استعمار بنيناه بأيدينا السد العالى" التى غناها عبد الحليم وعبرت كلماتها عن معركة بناء السد، التى شهدت تحديًا عظيمًا من مصر لرفض أمريكا والبنك الدولى تمويل بنائه، فرد عبد الناصر على ذلك بتأميم قناة السويس يوم 26 يوليو 1956.
تدرك أنه لم يعرف أحد البطل رفعت على سليمان الجمال إلا بعدما جسد الراحل محمود عبد العزيز دوره فى مسلسل درامى حول ملحمة وطنية فى ملفات المخابرات المصرية عن سيرة الجاسوس المصرى رفعت على سليمان الهجان الذى تم زرعه داخل المجتمع الإسرائيلى للتجسس لصالح المخابرات المصرية، وكان له دور فعال فى الإعداد لحرب أكتوبر.
وفيلم "أيام السادات" للراحل أحمد زكى، والذى جسد فيه حياة وانتصارات رجل الحرب والسلام أنور السادات، وغيرها من الأعمال الفنية التى أبرزت بشكل مبسط إنجازات الدولة المصرية فى كثير من المجالات.
ما أريد قوله، إن قول الشاعر عن إنجاز الحكومة يغنينا عن مئات البيانات الحكومية، وإن أغنية وطنية عن المشروعات القومية تقنع المواطنين بجدواها وتفيد عن مئات المؤتمرات، وإن فيلماً عن حكاية الحقبة الحالية يعيش فى وجدان الناس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة