يبدو أن قضية صحفى دير شبيجل تتجه لاتخاذ منحى سياسى ربما يسفر عن صدام دبلوماسى بين قوتين غربيتين، إذ دعت الولايات المتحدة برلين إلى إجراء تحقيق مستقل فى فضيحة الصحفى الذى زيف طيلة سنوات قصص إنسانية بينها قصص ناقدة عن ناخبى ترامب فى الأماكن الريفية فى أمريكا وقصة عن مهاجرين على حدود المكسيك.
الصحفى الألمانى
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، على موقعها الإلكترونى، السبت، أن ريتشارد جرينيل، السفير الامريكى لدى برلين، بعت خطاب لرئيس تحرير "دير شبيجل"، أحد أكبر المجلات الألمانية، يطلب منه تحقيقًا خارجيًا بشأن فشل المجلة فى كشف فساد واحد من ألمع صحفييها طيلة سنوات.
وكتب السفير الأمريكى يقول "نشعر بالقلق من أن هذه الروايات مدفوعة من قبل قيادة شبيجل، فالمراسلون يستجيبون لما تريده القيادة". وأشارت المجلة الألمانية إلى أن كلوسمان اتهمها بالتحيز المؤسسى ضد أمريكا، مدعيًا أن المراسلين والمحررين عملوا بشكل روتينى على إضافة معلومات وقصص غير صحيحة وكان يمكن تجنبها إذا ما قاموا بتدقيق الحقائق مع السفارة أولاً.
السفير الأمريكى فى برلين
واضطر كلاس ريليوتيوس، الصحفى ذو الـ33 عامًا والحائز على العديد من الجوائز الصحفية، لتقديم استقالته بعد أن اعترف بفبركة قصصه واختراع شخصيات وهمية فى أكثر من 12 مقالة فى موضوعات المجلة المطبوعة وعلى الإنترنت. كما أعلنت المجلة عبر موقعها الإلكترونى استقالة مقررة لمجلس التحرير فى 31 ديسمبر وسيتولى رئاسة تحريرها بدءا مطلع 2019 ستيفن كلوسمان.
وردت المجلة على السفير الأمريكى قائلة "نعتذر لجميع المواطنين الأمريكيين الذين شعروا بالإهانة أو الإساءة جراء هذه المقالات. آسفون للغاية، ما كان ينبغى لهذا قط أن يحدث". وأضافت إنهم يعملون بجهد على تحسن إجراءات ومعايير التحقيق من قصصهم".
واستدركت أنها تختلف معه فى نقطة، قائلة فى رد منشور على موقعها الإلكترونى بقلم ديرك كوربجويت، نائب رئيس التحرير: "عندما ننتقد الرئيس الأمريكى، فإن هذا لا يرقى إلى كونه تحيزًا مناهضًا لأمريكا، بل هو انتقاد لسياسات الرجل الموجود بالمنصب حاليًا فى البيت الأبيض."
كلاس
وأضاف نائب تحرير المجلة الألمانية "إن معاداة أمريكا أمر غريب للغاية بالنسبة لى، وأنا على وعى تام بما لدى ألمانيا لتشكر الولايات المتحدة عليه: الكثير. إن دير شبيجل لا تحمل أى تحيز مؤسسى ضد الولايات المتحدة." ودعاه لتقديم ما لديه من أمثلة على تقارير غير صحيحة حتى تراجعها.
وبعد الكشف عن الفضيحة، الأربعاء الماضى، نشرت المجلة مقالًا لهيئة تحريرها، قالت فيه إن الفضيحة التى تتضمن مواضيع من بينها الأيتام السوريين وناج من المحرقة تعد من "أسوأ الأمور التى يمكن أن تحدث لفريق تحرير صحفى". واعتذرت عن ارتكابها هذا الخطأ وتعهدت "بالقيام بكل شىء لتعزيز مصداقيتنا مجددا".
وأعلنت المجلة الأسبوعية أنها ستنشر ملفًا خاصًا مكونًا من 23 صفحة للكشف عن كيفية قيام "كلاس ريليوتيوس" الحائز على جوائز بتزوير قصصه، كما خصصت المجلة صفحتها الأولى اليوم السبت للاعتذار عن الواقعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة