تعتبر المومياوات فى المتاحف والمخازن الأثرية فى مصر الشاهد والدليل القوي على قدرة المصريين القدماء وبراعتهم في فنون التحنيط وحفظ الأجساد، وبالتالي فإن فقدان هذه المومياوات والتوابيت الخشبية بمثابة فقدان لأقوى دليل على عظمة المصريين فى هذا المضمار.
إثر ذلك قامت إدارة التخطيط والمتابعة بوزارة الآثار بإطلاق حملة لإنقاذ المومياوات والتوابيت الخشبية والكرتوناج فى المخازن المتحفية.
وفى هذا الصدد قال الدكتور عبد الحميد الكفافى، رئيس إدارة التخطيط والمتابعة بوزارة الآثار:"بداية تحركنا كما من خلال المخزن المتحفى بكوم أوشيم بالفيوم لترميم وصيانة 26 تابوتا خشبيًا وكرتوناج ومومياء، فتحركنا إلى كوم أمبو بأسوان لحفظ وصيانة الكرتوناج ودفنات التماسيح التى لم تمتد إليها يد الترميم من قبل، وكذلك تحركنا إلى سيوة حيث المخزن المتحفى بسيوة والذى قمنا فيه بترميم 3 مومياوات وكرتوناج".
وأوضح الدكتور عبد الحميد الكفافى، أن الحملة وجهت إلى سوهاج حيث مخزن الديابات وبه حوالى 7 مومياوات تحتاج إلى أعمال الصيانة والترميم، كذلك فإن اللجنة المكلفة من النيابة للمخزن المتحفى بسقارة (1) أدرجت توصياتها بضرورة التسجيل والترميم لهذه المومياوات والتوابيت الخشبية والتى يصل عددها إلى أكثر من 200 مومياء وتوابيت خشبية تحتاج إلى مشروع قومى لإنقاذ هذه المومياوات والتوابيت الخشبية والكرتوناج من خلال المفهوم العلمى والفنى بحماية وصيانة الآثار، كما يوضحها ميثاق فينسيا والذى تنص الفقرة (4) منه على أن جوهر حفظ الآثار أن تتم صيانتها بشكل دائم وقد حددت بعض المواثيق الدولية مفهوم الحماية والصيانة بشكل واسع.
وأوضح أن الحماية ليست الحماية الأمنية بل تشمل الحفاظ والصون والتأهيل والتوظيف الملائم للأثر والصيانة المتتابعة، وقد أقر ميثاق فينيسيا فى بعض فقراته الفقرة (6) أن حفظ الأثر يتضمن حفظ حالة المنطقة فى نطاقه، ويمنع تماما أى نوع من التحديث أو الإزالة أو التعديل ويمكن السماح بذلك، بشرط عدم التأثير على علاقات الكتل وعلاقات الألوان.
واستعرض الدكتور عبد الحميد الكفافى خطة الصيانة للأثر أثناء العثور عليه فى موقع الحفر حيث يتضمن على "الأثر المنقول- نوع الأثر المكتشف ( عضوى أو غير عضوى )، وحجم الأثر (يسهل حمله ورفعه بعد الاسعافات الأولية أم كبير الحجم يحتاج إلى أدوات خشبية أو رفعه ببعض الآلات)، وحالة التربة وتأثير بيئة الدفن فيه (يتحمل أعمال العلاج فى الموقع أم توجد ضرورة لنقله إلى معمل الترميم)، حجم الاسعافات الأولية لإنقاذه يحتاج مواد كثيرة أم يحتاج تغليف وحماية".
وأشار مدير إدارة التخطيط والمتابعة، إلى أن هناك أيضا صيانة الوقائية فهى مجموعة إجراءات وتدخلات دورية ومستمرة (عكس الصيانة العلاجية) على محيط المادة الأثرية، تهدف لخلق وسط ملائم للمجموعات الأثرية، كما أن مظاهر التلف للمومياوات تتلخص فى فقدان التحنيط الذى يحفظها بمرور الأيام وتمزق فى حالة اللفائف الكتانية وتفحمها فى كثير من الأحيان وجفافها، أما التوابيت الخشبية فقد تعرضت معظمها إلى حالة كبيرة من التلف سواء جفاف الأخشاب المكونة للتوابيت أو أن الأخشاب قد تعرضت للاعوجاج والالتفاف وتعرضت للرطوبة التى جعلت من الكائنات الدقيقة مستعمرة للتغذى عليها، كما أن الكرتوناج الملون وغير الملون على وشك الاندثار والتفتت والضياع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة