كشفت تقرير إعلامية مغربية عن تفاصيل الجريمة البشعة التى ارتكبها ثلاثة مواطنين فى مدينة مراكش، وذلك بذبح سائحتين دنماركية ونرويجية على طريقة تنظيم داعش الإرهابى، مشيرة إلى أن قوات الأمن المغربى تمكنت من توقيف المتورطين الثلاثة وهم على متن حافلة بعدما تمكنوا من حلق لحاهم بشكل جزئى لإبعاد الشبهات عنهم.
ونشرت تقارير مغربية مساء أمس الأربعاء صور 3 مغاربة اعتقلتهم الشرطة فى مدينة مراكش، بشبهة اغتصابهم وذبحهم لسائحتين كانتا الاثنين الماضى تمارسان رياضة التسلق فى جبال أطلس، إحداهما نرويجية، والثانية دنماركية تصغرها سنا بأربعة أعوام، ورافقت نشر الصور في مواقع التواصل معلومات بأن السلطات المغربية بدأت تتعامل مع ما حدث على أنه كان عملا إرهابيا.
كان نشطاء مغربيون قد نشروا مقطع فيديو عبر مواقع التواصل مساء الأربعاء، يوضح جريمة الإرهابيين المغاربة خلال قطع رأس إحدى السائحتين بعد ذبحها على طريقة داعش، وهو فيديو مدته 15 ثانية، ويصور مشاهده منفذو الجريمة المزدوجة أنفسهم.
ويقول أحد منفذى الجريمة البشعة عبر مقطع الفيديو "هذا جزاء أعداء الله وذلك أثناء فصله لرأس فتاة بأسلوب "داعشى" دموى من أبشع ما يكون".
كانت وزارة الداخلية المغربية قد كشفت معلومات حول منفذى الجريمة البشعة الذين تم اعتقالهم ويقيم أحدهم فى حى سيدى يوسف بمدينة مراكش وقد اعترف على منفذى الهجوم اللذين تم اعتقالهما وهم من مدينة مراكش أيضا، والذين اعترفوا بارتكابهم الجريمة فى منطقة مجاورة لقرية "امليل" الجبلية.
عثرت السلطات المغربية صباح الاثنين الماضى على المذبوحتين داخل خيمة قامت السائحتان بنصبها هناك، وقال موقع "هسبريس" المغربى أن منفذى الجريمة البشعة يعيشون فى أحياء فقيرة وعشوائية فى مدينة مراكش، ويمتهنون حرفا بسيطة مثل التجارة والنجارة، وأعمارهم بين العقدين الثانى والثالث.
ونقل "هسبريس" عن بوبكر سابيك، الناطق الرسمى باسم المديرية العامة للأمن الوطنى ومديرية مراقبة التراب الوطنى فى المغرب، أن فرضية الطابع الإرهابى لجريمة قتل السائحتين الأجنبيتين قرب قرية "إمليل" فى إقليم الحوز بجبال أطلس، تبقى قائمة وغير مستبعدة، وأن التحقيق مستمر لمعرفة الدافع الحقيقى لما حدث، ولاعتقال شريك رابع للثلاثة لا يزال فارا.
وتعالت دعوات فى المغرب لتجفيف منابع دعم الإرهاب والتطرف فى البلاد، وإيجاد حل للمناهج والمقررات الدراسية المغربية وتجديد الخطاب الدينى، ومعالجة كافة الأفكار التى تنشر الكراهية والتعصب والحقد على الآخر وتدفع نحو التطرف والإرهاب.
وبدوره دعا الباحث المغربى المتخصص فى الشئون الإسلامية، محمد عبد الوهاب رفيقى، إلى ضرورة مكافحة الفكر الإرهابى المتطرف بعيدا عن الأيديولوجيات الدينية التى أنتجت الخراب فى المغرب.
وأضاف الباحث المغربى رفيقى: "حين تدافع عن المنظومة التراثية بكل ما فيها من خير وشر، وترفض أى نقد لها أو مراجعة، فأنت تطبع مع الإرهاب، لأن ذلك المجرم يعود إلى تلك المنظومة فيجد فيها أن نساء الكفار حلال، وأن دم الكافر حلال، وأن سبى نساء الكفار قربة وعبادة وجهاد، وأن اليهود والمسيحيين هم المغضوب عليهم والضالون، وأن الولاء والبراء عقيدة لا يصح دين المسلم إلا بها، فكيف تلومه بعد ذلك على اتباع منظومة تدافع عنها؟"
فيما قال أحمد عصيد، الباحث المغربى، إن الجهود الأمنية للدولة معروفة، لكنها تتمركز بشكل كبير على مستوى المدينة، والجريمة الإرهابية الحالية وقعت فى الجبال، مؤكدا أن المجرمين تربصوا بالسائحتين ونجحوا فى تنفيذ جريمتهم البشعة بحكم غياب الحراسة الأمنية عن المناطق الآخرى.
وأكد الباحث المغربى فى تصريح لصحيفة هيسبرس أن "الجريمة ستؤثر بشكل كبير على السياحة وصورة المغرب لدى المجتمع الدولى، مشددا على أن على العملية الإرهابية أن تجعل الدولة المغربية تقوم باحتياطات أكبر على مستوى جميع المناطق، مطالبا بإنزال أقسى العقوبات على الإرهابيين.
ودعا الباحث المغربى إلى ضرورة قيام المغرب بحملة وطنية ضد ثقافة الكراهية التى تنتشر فى مواقع التواصل الاجتماعى، وفى الأسرة والمدرسة، لافتا إلى أن التيار العام داخل المجتمع المغربى يتقبل العنف بشكل غريب، مضيفا "المطلوب هو التحرك لإصلاح مجتمع مريض، والقضاء على ثقافة كره الاختلاف".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة