الدبلوماسية ذوق وفهم وإحساس بالآخرين، أما النفاق فهى صفة لا أخلاقية تسعى لهدف، فبأي الصفتين تتمتع؟ نصيحتنا الأولى لك: الدبلوماسية صفة تكتسب بخطوات، وخطط محكمة، فهيا اجعل فضولك يمتد إلى كل ألوان المعرفة، واكتسب الخبرة بخوض التجارب، وتعلم لغة وثقافة البلدان.
نصيحتنا الثانية لك: الحرص والدقة في التعبير بالكلمات؛ حتى لا تؤذي الآخرين. تعلم فن المراوغة والبعد عن الصراحة اللاذعة، لتنقذ موقفاً ما ليس عيباً، كما أن مجاملة الناس بكلمة أو لمسة حنان، ربما شجعتهم ودفعتهم إلى الأمام.
حتّى يصبح الشّخص دبلوماسيّاً عليه أن يتواصل بفعاليّة مع من حوله ويكون هذا التّواصل من خلال أمور وهي اختيار الكلمات بدقة وعناية: قبل التّحدث في أي موضوع حسّاس لا بدّ من أن يتحقّق الشخص من العبارات الّتي سوف يقولها، وأن تكون هذه العبارات صحيحة ومفيدة، وألا يكون هدف العبارات إلقاء اللوم على الآخرين
كثيرًا ما نسمع عن بعض من كتبوا في الدبلوماسية عمن يلقبونهم بالدبلوماسيين الهواة، أي هؤلاء الذين يعهد اليهم بمهام أو بمناصب دبلوماسية هامة دون أن يكونوا أصلا من اهل المهنة الذين تدرجوا في مختلف وظائفها ومارسوها الوقت الكافي لاكتساب الخبرة التي تؤهلهم لتولي المفاوضات وادارة الشؤون والعلاقات الخارجية... ويقف هؤلاء الكتاب من الريق من الدبلوماسيين موقف النقد الشديد محاولين بطريقة او باخرى التدليل على عدم كفاءتهم وعدم صلاحيتهم للقيام بالمهام الدبلوماسية كالدبلوماسيين المحترفين. ويعتبرون الدبلوماسي الهاوي يهتم بالشكليات الدبلوماسية، ولا طاقة له باحتمال تقاليدها ويحاول عبر تقاريره ورسائله عرض ذكائه وابراز لمعانه الادبي بدلا من أن يمد حكومته ببيان معقول ودقيق للحقائق.
غير أن الكلام والتقييم ان صح، وقل يصح لحدٍ ما، فان ما فيه من نقد يمكن أن يوجه مثله للكثيرين من أهل المهنة ذاتها ممن تدرجوا في وظائفها من بدايتها الى قمتها . فكم من دبلوماسي محترف خيَب فيه الآمال فكان مفاوضاً فاشلا أو ممثلأً غير مشرف لبلاده في اساليبه وتصرفاته، وقدرته على الاضطلاع بمهامها وحقق من الخير لبلاده ما لم يفعله الكثيرون من القدامى . فالدبلوماسية هي علم وفن معاً.
أما العلم فيكتسب بالدرس والاطلاع والمتابعة، وليس هناك ما يمنع ان تكون حصيلة الدبلوماسي الحديث منه بقدر حصيلة الدبلوماسي المحترف أو يزيد وأما الفن فيعتمد أولا على المواهب الشخصية، وهذه يصقلها المران ويهذبها ان وجدت، لكن لا يخلفها ان لم توجد.
وقد يصلح شخص بطبيعته لممارسة الدبلوماسية اذا كانت لديه هذه المواهب ولو لم يكن من أهل المهنة اصلاً ، كما انه قد يكون من ارباب المهنة من هم غير أهل لها فلا تكسبهم مزاولتها ما ينقصهم ابتداء ولا يفيدهم المران او تصقلهم التجارب .
فالحصافة واللباقة والكياسة واللياقة والدقة وحسن التصرف والتبصر في الامور وغير ذلك من الصفات اللازمة لممارسة الدبلوماسية ليست وقفاً على الدبلوماسيين المحترفي، وقد تتوافر للكثيرين غيرهم كما قد لا تتوفر للكثيرون منهم .
وما نشاهده أو نقرأه أو نسمع به من يوم لآخر عن تصرفات البعض من هذا الفريق أو ذاك يؤيد ما نقول وما خفيٌ عنا يكون أدل وأعظم .
فالدبلوماسي هو انسان متعلم، مثقف، يمارس مهنته عن علم وفن، ويتقن عمله في تمثيل دولته ومصالحها الوطنية، غيور في الدفاع عنها وقت السلم والحرب، واخيرا رسول لشعبه في تدعيم السلم وتجنب الحرب ...الخ .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة