أيام قليلة وتبدأ احتفالات أعياد الميلاد ونرى صورًا وأزياء لـ بابا نويل أحد رموز الاحتفالات خاصة فى البلاد الغربية، والذى يرتبط عند الأطفال خاصة بتوزيع الهدايا، لكن فى الثقافة المصرية عبر تاريخها الطويل: هل وجدت فيها شخصية مثل بابا نويل؟
قال الدكتور الحسين عبد البصير، مدير متحف آثار الإسكندرية، إن هناك (نقوشا) تصور إخناتون وزوجته (نفرتيتي) والعائلة يلقون الهدايا إلى الشعب باعتبار إخناتون هو الوسيط بين الشعب وبين الإله آتون، وهذه كانت عادة ملكية فى مصر القديمة.
وأشار الدكتور حسين عبد البصير، إلى أنه كان يتم تصوير هذا المشهد فيما يعرف بنافذة التجليات، وهذه عادة تعود لحكم الملك إخناتون الذى كسر كثيرًا من القواعد الملكية فى الفن وفى مفهوم الملكية والعلاقة بينه وبين أفراد الشعب، وحاول أن يظهر بصورة إنسانية غير مسبوقة عن الفرعون فى مصر الفرعونية الذى كان يصور على أنه إله فى الأغلب الأعم، وفى هذه المناظر الجديدة على الفن المصرى القديم أحدثت ثورة على كل المستويات.
ومن جانبه قال الباحث والشاعر مسعود شومان، إن توزيع الهداية عادة قديمة، حيث كان يسير عدد كبير من الرجال فى كل محافظة محملين بالهدايا لتوزيعها على كل من يقابلهم فى الشارع من الأطفال، كما كانوا يمرون على المنازل ليوزعوا الهدايا على ساكنى البيوت.
وأوضح مسعود شومان، أن فكرة توزيع الهدايا ليست فكرة أوروبية، فمصر منذ قديم الزمان بها أفراد يقومون بتوزيع الهدايا فى المناسبات والأعياد، فنجد على سبيل المثال توزيع الهدايا على الطفال فى العيدين (الفطر والأضحى) عند المسلمين، وما زالت إلى الآن قائمة، إضافة لتوزيع الهدايا على الأطفال فى أعياد الأقباط، وتبادل الأطعمة بين الجيران فى المناسبات وغير المناسبات، فهذه عادة لا تنقطع من مصر، فمصر بها العديد من بابا نويل.
وهو ما اتفق معه الدكتور خالد أبو الليل، أستاذ الأدب الشعبى بجامعة القاهرة، قائلاً إن عادة توزيع الهدايا عند المصريين قديمة، فنجد مع كل مناسبة ما يسمى بـ "التزاور" بمعنى تبادل الزيارات فى المناسبات والأعياد الدينية سواء للمسلمين أو الأقباط، ونجد من يمشون فى الشوارع خلال الأعياد لتوزيع الهدايا على المارة، وللأطفال نصيب الأسد بكل تأكيد من تلك الهدايا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة