الشيخ زايد.. تاريخ أضاءته المواقف الخالدة.. شكل علامات فارقة فى تاريخ الأمة.. وطد التلاحم العربى.. خبراء: مواقفه تاريخية واعتبر مصر أم العرب.. استضاف أول قمة لـ "التعاون الخليجى".. وعاش حائط صد للتعصب

الأربعاء، 07 نوفمبر 2018 11:36 ص
الشيخ زايد.. تاريخ أضاءته المواقف الخالدة.. شكل علامات فارقة فى تاريخ الأمة.. وطد التلاحم العربى.. خبراء: مواقفه تاريخية واعتبر مصر أم العرب.. استضاف أول قمة لـ "التعاون الخليجى".. وعاش حائط صد للتعصب الشيخ زايد..داعم وحدة العرب
إيمان حنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تاريخ محفور بماء الذهب ذلك الذى كتبه الشيخ زايد بن سلطان مؤسس دولة الإمارات، فاستحق عن جدارة أن يحفر بقلوب وأذهان العرب وليس أبناء الإمارات فقط، مواقف تاريخية وقرارات حكيمة، بهذا النهج قضى الشيخ زايد حياته لنشر رسائل التضامن والمحبة مع كافة دول العالم العربى وغيرها، ويرفع رايات الوحدة مع دول الجوار العربى والخليجى.

 

يزخر تاريخ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ الذى تحتفل الإمارات الشهر الجارى بمئويته حيث تحل الذكرى الـ 14 لرحيله ـ بالعديد من المواقف الخالدة التى شكلت علامات فارقة فى تاريخ دولة الإمارات والأمتين العربية والإسلامية، تحدث عنها أبنائه بفخر وأكدها العديد من الدول العربية .."زايد" الرجل الذى استحوذ على قلوب العرب ولم يختلف أحد على بصماته الواضحة على الساحة العربية .

 

وفى إطار احتفالات مئوية زايد، قال اللواء عبد الله القحطانى الخبير العسكرى والسياسى السعودى، إن مؤسس دولة الإمارات العربية الشقيقة كان أحد دعائم الوحدة العربية وبدونه ربما لم تكن تنجح الكثير من الوحدات العربية والتفاهمات والتعاون على المستوى الإقليمية فقد حكم فى وقت كان يعانى فيه العرب من الشتات فهو رجل عروبى أصيل، أستطيع تحقيق الوحدة على أرض بلده أولا وعلى مستوى العالم العربى ثانيا.

 

وأضاف القحطانى، أن "زايد" كان له أفكار وسطية معتدلة وحارب التعصب الفكرى الأعمى وربطته علاقات مميزة مع المملكة العربية السعودية ومصر، لم تنقطع علاقاته يوما بهما، فقد كان "زايد" رجلا حكيما استطاع أن يستقرئ المستقبل منذ عقود، وأحاديثه تؤكد ذلك، لذا فأن "زايد" يعد نموذجا يصعب تكراره.

 

حكيم العرب
حكيم العرب

 

وأشار الخبير العسكرى والسياسى السعودى، إلى عدد من المواقف العربية الخالدة للشيخ زايد من أبرزها قيام مجلس التعاون الخليجى فكان ركنا قويا أساسيا من أركان هذا الاتحاد ودعا له منذ البداية وعقد أول قمة للمجلس بالإمارات العربية، ووضع أسس التنمية التى نرى ثمارها حاليا فى الإمارات فلمساته لن تنسى، وكان من واضعى أسس الاستقلال فى الدول العربية ويعزز قيم العلم والثقافة، فكان حقا أحد الوجوه العربية المشرقة، ورغم عظمة هذا القائد إلا أنه كان شديد التواضع وصدقا قولا وفعلا.

 

وأضاف القحطانى: "أننا نسعد بوجود قامات وقادة عرب أمثال الشيخ زايد وفى مصر نرى الرئيس عبد الفتاح السيسى ينتهج خطى ثابتة لنهضة بلده وشعبه".

 

مواقف لن تنسى

وعن المواقف الخالدة للشيخ زايد، قال الدكتور شافع النيادى الكاتب الإماراتى والخبير الدولى فى التنمية البشرية عضو مجلس إدارة مؤسسة الإمارات لرعاية الموهبين، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان له العديد من المواقف العروبية الخالدة التى شكلت علامات فارقة فى تاريخ دولة الإمارات والأمة العربية والإسلامية، وكان حريصا على تنمية العلاقات بين الدول العربية وتوطيد أواصر التلاحم وهذا كان ضمن أهدافه الكبرى وكان له دور كبير فى تماسك العرب والحد من الخلافات.

 

داعم الوحدة العربية ..الشيخ زايد
داعم الوحدة العربية ..الشيخ زايد

 

وأشار النيادى إلى أن تفكير "الشيخ زايد" واهتمامه كان منصبا على كيفية تكوين عالم عربى مترابط، ولم يبخل بالعطاء للعالم العربى مثلما رأينا وقوفه إلى جوار مصر فى حرب أكتوبر 1973 وبعث ابنه الشيخ خليفة بن زايد ليكون ضمن القادة فى تلك الحرب فكان لمصر مكانة خاصة بقلبه باعتبارها أم العرب وقوتهم، كذلك مواقفه فى حروب خاضتها اليمن وغيرها من البلدان .

 

وأضاف النيادى، فى تصريحاته لـ "اليوم السابع"، أن من أبرز الجمل الخالدة للشيخ زايد "الدم العربى أغلى من النفط العربى" وهذه الكلمات تعبر عن اعتزازه بكل مواطن عربى، ولم يتهاون فى تعضيد غيره من الدول، وكانت له بصمة فى معظم الدول العربية وحتى الآن يحظى بمكانة فى قلوب الجميع نتيجة مواقفه الصادقة.

 

زايد ورحلة تأسيس مجلس التعاون الخليجى
زايد ورحلة تأسيس مجلس التعاون الخليجى

 

وأكد النيادى أن حياة "حكيم العرب" خصصها للتخطط لكل ما يحقق تقدما للإماراتيين وركز على البناء البشرى، بناء إنسان إماراتى متطور ناجح، كما ركز على الترابط الأسرى فأنشأ مؤسسات أسرية كثيرة لإدراكه أن الأسرة الجيدة تخرج إنسانا ناجحا ونجاح الدول يرتكز على الأسر المترابطة أكثر من ارتكازه على المصانع والمنشآت الاقتصادية مما جعل الإمارات فى مقدمة دول العالم ويعتبر جواز سفر الإمارات أقوى الجوازات على مستوى العالم وغيرها من النجاحات .

 

الدكتور شافع النيادى
الدكتور شافع النيادى

 

وأكد النيادى، أن سر النجاحات التى تحققت جميعها أن الشيخ زايد نمى إنسانا يحب بلده أولاً وولائه لوطنه، وكان لديه إصرار وقوة إرادة وإيمان بما يفعل وما يريد أن يفعله، كل هذا جعل رؤية الشيخ زايد تفوق غيره من أبناء جيله، أضاف النيادى نحن حريصون على استكمال مسيرة "حكيم العرب" وما رسخه نسير عليه ونتبع خطاه.

 

حرص على العلاقات الخليجية

ومن جانب آخر رصدت وكالة أنباء الإمارات أبرز تلك المواقف والمشاركات ابتداء من العام 1966 حتى 2004 ، فعلى صعيد العمل الخليجى أكدت مواقف الراحل الكبير مدى اهتمامه وحرصه على تعزيز العلاقات الخليجية بهدف التنسيق والتعاون فى القضايا والهموم المشتركة التى كانت تسود المنطقة، ما جعل الشيخ زايد، يتقدم الصفوف ويحرص على المشاركة الفاعلة فى جميع القمم الخليجية التى صادف انعقادها خلال هذا الشهر.

 

أبناء زايد يسيرون على دربه
أبناء زايد يسيرون على دربه

 

اعتبر "زايد" أن انعقاد مجلس التعاون الخليجى رمزا مهما للتعاون بين دول المجلس الذى يؤكد قادته ضرورة بناء الإنسان الخليجى وتوفير كل مقومات الحياة الكريمة له، فحرص زايد على المشاركة بشكل مستمر فى أعمال قمم مجلس التعاون التى عقدت فى عواصم الدول العربية المختلفة بشكل سنوى، ففى 10 نوفمبر 1981 شارك "زايد" فى أعمال الدورة الثانية لقمة دول مجلس التعاون الخليجى حيث استضافتها الرياض، كما شارك بالعام الذى يليه وتحديدا فى 9 نوفمبر 1982 فى أعمال الدورة الثالثة من القمة، ودعا إلى مزيد من التنسيق والتعاون بين دول المجلس من أجل مواجهة التحديات التى تحيط بها وتحقيق طموحات وآمال شعوبها.

 

علاقات قوية بالأشقاء العرب
علاقات قوية بالأشقاء العرب

 

وافتتح فى 2 نوفمبر 1986 فى أبوظبى أعمال الدورة السابعة للمجلس الأعلى لمجلس التعاون فى دول الخليج العربى، حيث أكد أن مجلس التعاون الخليجى هو درع يقى جسد الأمة العربية وتعبير عن مصيرها المشترك.

 

جهود "زايد" للم شمل العرب

وحرص الشيخ زايد على تعزيز الروابط الأخوية مع الدول العربية الشقيقة، وتعميق أشكال التعاون الاقتصادى والسياسى والاجتماعى والثقافى معها، فيما شكلت جهوده ومساعيه المتواصلة للم الشمل وتحقيق التضامن العربى السمة البارزة لسياسة الإمارات، بينما كانت القضية الفلسطينية فى قلبه وعقله.

وفى 22 نوفمبر 1972 وصل الشيخ زايد إلى صنعاء فى زيارة رسمية للجمهورية العربية اليمنية.. وترأس فى 26 نوفمبر 1973 وفد الدولة المشارك فى أعمال القمة العربية التى استضافتها الجزائر حيث أكد ضرورة تفعيل آليات العمل العربى المشترك وتعزيز التعاون فى مواجهة التحديات التى تواجه الدول العربية.. كما شارك حكيم العرب فى منتصف نوفمبر 1985 فى أعمال لجنة تنقية الأجواء العربية فى المغرب .

 

التضامن مع الشعب الفلسطينى

أكد الشيخ زايد فى 30 نوفمبر 1985 ـ بمناسبة اليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى ـ أن دولة الإمارات ستواصل دعمها للكفاح المشروع للشعب الفلسطينى، معتبرا أن القضية الفلسطينية تمثل تحديا أساسيا لمصداقية الأمم المتحدة وقدرتها على إنصاف الشعوب المظلومة.

وخلال مشاركته فى القمة العربية التى استضافتها العاصمة الأردنية عمان فى 7 نوفمبر 1987 دعا زايد الدول العربية إلى الترفع عن الخلافات فيما بينها وأن ترتقى لمستوى المسؤوليات والتحديات التى تواجهها، مشيرا إلى أن المصلحة القومية العليا للوطن العربى لم تعد تحتمل الانقسام.

وحرصا منه على أمن واستقرار لبنان وشعبه، طالب الشيخ زايد فى 5 نوفمبر 1988 بإنهاء حالة اللامبالاة تجاه الأحداث المؤسفة التى يشهدها هذا البلد الشقيق.

البعد الإنسانى

وأضاف الشيخ زايد بعدا هاما جدا فى مرتكزات السياسة الخارجية تمثل فى "البعد الإنسانى"، حيث كانت الإمارات من أوائل الدول التى تبادر بمد يد العون لجميع الأشقاء والأصدقاء فى أوقات الشدة والحاجة.

وقرر الشيخ زايد فى 18 نوفمبر 1981 إهداء محطة لتوليد الكهرباء وتحلية المياه لدولة البحرين بهدف رفع الطاقة الكهربائية وتوفير المياه العذبة هناك، وتبرع فى 3 نوفمبر 1994 بمبلغ 13 مليون جنيه مصرى لمتضررى السيول فى مصر، وأمر فى 27 نوفمبر 1994 بإقامة جسر جوى لنقل المساعدات الإغاثية إلى منكوبى السيول والفيضانات التى اجتاحت جيبوتى، كما وجه فى 19 نوفمبر 2002 بعلاج 394 حالة مرضية من غير المواطنين خارج الدولة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة