لأول مرة منذ عقود، حدد الباحثون دواءً جديدًا يمكنه علاج الاكتئاب الشديد بنجاح، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية يؤثر الاكتئاب على حوالى 300 مليون شخص فى جميع أنحاء العالم، ما يجعل هذه الحالة "السبب الرئيسى للإصابة بالمرض والعجز على مستوى العالم".
وفى 2016 فى الولايات المتحدة، كان أكثر من 10 ملايين بالغ يعانون من نوبة اكتئاب كبرى واحدة على الأقل، وما يقرب من 64% من هؤلاء الأشخاص تعرضوا لضرر شديد فى حياتهم نتيجة لذلك، وعلى الرغم من انتشار وشدة هذه الحالة، فإن العلاجات الحالية محدودة وغير فعالة فى كثير من الأحيان، حيث يعانى ما يصل إلى 30% من الأشخاص الذين يعانون من اكتئاب شديد من مقاومة العلاج.
وعلاوة على ذلك، اقترحت بعض الدراسات أن مضادات الاكتئاب قد يكون لها مجموعة من الآثار الجانبية غير المتوقعة، مثل زيادة خطر الإصابة بالسكتة القلبية والنوبة القلبية أو الوفاة المبكرة .
الآن، جدد بحث جديد الأمل فى علاج الاكتئاب الشديد من خلال عقار مضاد للاختلاج يدعى"إيزوجابينى" ezogabine " ، وقام العلماء فى كلية ايكان للطب فى ماونت سيناى فى مدينة نيويورك باختبار 18 مشاركا كانوا يعانون من نوبة اكتئابية كبيرة لكنهم لم يتناولوا أى دواء.
وقال الدكتور"جيمس مورود"، مدير برنامج اضطرابات المزاج والقلق فى كلية الطب فى إيكان، بالنسبة للبحث الجديد، استقى الدكتور مورو وزملاؤه من إحدى دراساتهم السابقة، وأظهروا أن عقار" إيزوجابينى" نجح فى علاج أعراض تشبه أعراض الاكتئاب لدى الفئران.
وتمكن هذا العقار من فتح قناة "البوتاسيوم" فى الدماغ، وهى منطقة تساعد فى علاج الإكتئاب .
وفى الدراسة الجديدة، قام الدكتور مورو وفريقه بإعطاء ما يصل إلى 900 ملليجرام من عقار "إيزوجابينى"، شفويا، لـ18 شخصًا يعانون من اضطراب اكتئابى كبير لمدة 10 أسابيع. وباستخدام ماسحات التصوير بالرنين المغناطيسى الوظيفية، فحص الباحثون مسارات الدماغ قبل المشاركين فى العلاج وبعدها، وكانوا يتطلعون لمعرفة ما إذا كان هذا الدواء له أى تأثير على أنظمة المكافآت الخاصة بأدمغتهم.
وكشفت الدراسة أن عقار إيزوجابينى أدى إلى انخفاض بنسبة 45% فى أعراض الاكتئاب، كما تم قياسه من خلال النشاط فى دائرة المكافأة فى الدماغ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة