تضم جامعة بنى سويف 33 كلية من بينها كلية علوم الملاحة وتكنولوجيا الفضاء، وهى الأولى من نوعها فى مصر والوطن العربى فى دخول عالم الفضاء ومواكبة التقدم العلمى تماشيا مع رؤية الدولة لإنشاء وكالة الفضاء المصرية، وتتولى عمادة الكلية المسئول العلمى عن تنفيذ مشروع القمر الإسلامى لرؤية الأهلة، والتى وقعت العديد من بروتوكولات التعاون مع مؤسسات معنية داخليا وخارجيا تتيح لطلابها التدريب العملى فضلا عن تنفيذ مشروعات بحثية مختلفة.
"اليوم السابع" التقى بالدكتورة مرفت عوض، عميد كلية علوم الملاحة وتكنولوجيا الفضاء، جامعة بنى سويف، للحديث عن إنشاء الكلية وأنشطتها البحثية، وقالت: عقب تخرجى من كلية العلوم جامعة القاهرة بدأت أعد لتمهيدى الماجستير مع معيدين آخرين، وطلب الدكتور أحمد على، الذى كان يعمل وقتها فى وكالة ناسا الأمريكية أحد المعيدين ليشرف عليه فى الماجستير ويشركه فى أبحاث تحتاج إلى جهد غير عادى، وسجلت رسالتى ثم عاد دكتور أحمد إلى القاهرة ليجدنى أنهيت رسالتى فى تسعة أشهر قبل زملائى، وحصلت على جميع موافقات المحكمين داخل وخارج مصر، وبعد حصولى على الماجستير فى الأقمار الصناعية بشهور، سافرت إلى انجلترا فى منحة حصلت خلالها على الدكتوراه من جامعة مانشيستر، وعملت أستاذا لديناميكا الفضاء بكلية العلوم جامعة القاهرة ومدير مركز الاستشارات وعلوم الفضاء، ثم رئيسا لقسم علوم الفلك والفضاء والأرصاد الجوية بالكلية.
وأضافت مرفت عوض: برغم وجود أقسام علوم الفضاء والطيران بكليتى العلوم والهندسة جامعة القاهرة إلا أننى حلمت بوجود كلية تدرس الملاحة الفضائية التى تهتم بمواقع ومدارات القمر الصناعى بالنسبة للمواقع الثابتة النجوم والكواكب، ولذلك عندما عرض الدكتور أمين لطفى، رئيس جامعة بنى سويف الأسبق على المجلس الأعلى للجامعات فكرة إنشاء كلية علوم الملاحة وتكنولوجيا الفضاء فى 2016 كنت ضمن اللجنة المشكلة للتنفيذ وانتهينا من إعداد اللائحة خلال شهرين، وعقب الموافقة على بدء الدراسة بالكلية، أصدر الوزير قرارا بترقيتى وتعيينى عميدا للكلية عام 2017، وتسلمت مهام عملى واستقبلت 140 طالبا وطالبة خلال العام الدراسى الحالى، وبرفقتى مدير الكلية جمال مرزوق ومعه و20 من الإداريين، علاوة على 10 من أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة بينهم دكتور محمد شعبان وكيل الكلية لشؤون التعليم والطلاب.
وأشارت مرفت عوض إلى أن الكلية بها 6 معامل بحثية هى تحليل وتصميم برمجة المهمات الفضائية، تصميم الأجهزة الإلكترونية والمستشعرات، تحليل صور الأقمار الصناعية، تصوير وتتبع مواقع الأقمار الصناعية، تحليل تأثير البيئة الفضائية على الأقمار الصناعية، تصميم هياكل ومواد مركبات الفضاء، وتجميع الأقمار الصناعية الصغيرة، وسوف يستفيد منها طلاب البكالوريوس فى الجانب العملى، مع تطويرها لتخدم مرحلة الدراسات العليا وبحوث أعضاء هيئة التدريس، وذلك تزامنا مع الدراسة النظرية فى أربع قاعات للمحاضرات، علاوة على وجود قمر صناعى بحثى مكتمل الأجزاء ليتعرف الطلاب على طريقة تكوينه ووظائف كل جزء منه، وآليات تشغيله واستخداماته.
وأضافت مرفت عوض: كما نحظى بدعم من الدكتور منصور حسن رئيس الجامعة الذى وافق على أثاث وفرش جديد، علاوة على توفير الدعم المالى لشراء تلسكوب فضائى لتتبع مواقع الأقمار الصناعية وسوف نتسلمه خلال أيام، لنضعه أعلى مبنى الكلية لكى يتدرب الطلاب على كيفية استخدامه كمحطة رصد وتوجيهه إلى جسم معين ومعرفة برمجته وأجزاءه الداخلية، بهدف إكسابهم خبرة فى الملاحة الفضائية، بالإضافة إلى استضافة الكلية مستر كرول أستاذ وخبير ألمانى على مدى أسبوعين ليعطى كورس فى علوم الفضاء للطلاب، كما سينضم إلى هيئة التدريس الدكتور أحمد حسين سلامة، الذى قرر الاستقرار فى مصر بعد سنوات من العمل فى أمريكا.
وأشارت عميد كلية علوم الملاحة إلى أنه تم تكليفها لتكون مسئولة علميا عن تنفيذ مشروع القمر الصناعى الإسلامى الذى يهدف إلى رؤية الأهلة فى دار الإفتاء المصرية، ويتعاون معها فى ذلك المختصون من مركز تكنولوجيا الفضاء لدراسة العروض المقدمة من عدة شركات لإضافة كاميرا للقمر الصناعى لرؤية الهلال شهريا، وذلك لضمان رؤية موحدة للأهلة من داخل مقر دار الافتاء خلال شاشات عرض موصلة بالقمر الصناعى، تسير عليها الدول العربية والإسلامية خاصة بعدما لوثت مخلفات الحروب الغلاف الجوى بمنطقة الخليج العربى وأحدثت تغيرات مناخية بات من الصعب معها تأكيد رؤية الأهلة.
وأوضحت عميد كلية علوم الملاحة أن فكرة المشروع تعتمد على تحويل التلسكوب المثبت على أى منطقة جبلية على الأرض، إلى تلسكوب متجول ورفعه عن مستوى الغلاف الجوى الأرضى ووضعه على قمر صناعى يدور أربعة عشر دورة يوميا بمعدل ساعة ونصف الساعة لكل دورة، وتصبح السماء سوداء، وفى الدورة الأولى تظهر أول نقطة للهلال ثم يزداد حجمها ومعدل الرؤية مع كل لفة جديدة ليبدو الهلال واضحا بعد ذلك.
وذكرت مرفت عوض أن الكلية تعد لتنفيذ مشروعين هامين، أولهما إقامة القبة الفلكية العلمية، وهى أحد أهم الأجهزة والأدوات اللازمة لفهم ودراسة ومحاكاة الفضاء الخارجى والملاحة الفضائية ورصد الأجرام السماوية والأقمار الصناعية وعرضها بصورة تفاعلية قادرة على تخيل الحركة المعقدة للملاحة الفضائية بصورة بسيطة، علاوة على أهمية القبة فى خدمة الطلاب والباحثين ودورها التنويرى والثقافى لخدمة المجتمع المحيط.
أما المشروع الثانى، فأوضحت عميد كلية الملاحة أنه يتمثل فى المسح الرادارى لأراضى محافظة بنى سويف، ويهدف إلى مسح أعماق الأرض برادارات اختراق التربة التى توفر إمكانية اكتشاف ما فى باطن الأرض من خلال إنتاج قطاعات تصل إلى أعماق 400 متر بمعدل مسحى يتراوح من 2 إلى 5 كيلو متر طولى يوميا، ما يمكن هذه الأجهزة من إجراء الدراسات الهندسية الجيولوجية، وفحص أعماق التربة لمشروعات التشييد والبناء، البحث عن الفراغات الطبيعية أو الصناعية فى الأرض، مراقبة جودة الجسور والطرق الممهدة والأنفاق، واكتشاف التسرب لخطوط المياه والصرف الصحى وأنابيب البترول، اكتشاف خزانات المياه الجوفية وتحديد الطبقات الحاملة لها.
كما أشارت مرفت عوض إلى أن المشروع يسهم فى زيادة التعاون بين كليتى علوم الملاحة وتكنولوجيا الفضاء، وعلوم الأرض عن طريق أخذ صور لمناطق على الأرض بواسطة الأقمار الصناعية وتحليلها، ووافق رئيس الجامعة على إنشاء مركز المسح الرادارى بالمحافظة بإشراف من إدارة الجامعة والكلية بالتعاون مع هيئة الاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء.
وقالت عميد كلية الملاحة إننا نعلم جميعا ما بذله وزير التعليم العالى من جهد للانتهاء من قانون الفضاء، ولكن لابد من إطلاع الجامعات المصرية على الرؤية الشاملة وخطة الدولة للتنمية حتى يمكن إعداد مواد وبرامج يدرسها الطلاب ويتدربون عليها لنضمن تخريج كوادر تعمل فى المجالات التى تحتاجها الدولة لتحقيق تلك الرؤية، لذلك يجب أن يضع مجلس ادارة وكالة الفضاء التى لم تعلن الدولة عنها بعد، خطة لآليات استخدام صناعة الفضاء فى تطوير الصناعات المصرية والحصول على منتج بمواصفات عالمية.
وأشارت مرفت عوض إلى أن الكلية تضم ثلاثة أقسام هى الملاحة الفضائية، اتصالات الفضاء، علوم الفضاء، وتمنح الكلية درجة البكالريوس إلى جانب الدراسات العليا للماجستير والدكتوراه فى علوم الملاحة وتكنولوجيا الفضاء على المستوى الإقليمى والقارى والعربى.
وفى هذا السياق، سوف تضيف الكلية برنامجا جديدا لعلوم الفضاء فى العام القادم، كما أشارت إلى أن الكلية أبرمت عددا من بروتوكولات تعاون مع كل من الأكاديمية المصرية للهندسة والتكنولوجيا المتقدمة، برنامج الفضاء المصرى، وكالة الفضاء الجنوب إفريقية، الفنية العسكرية، كليتى العلوم والهندسة بجامعة القاهرة، الأكاديمية البحرية، جامعة نانجين للعلوم والتكنولوجيا الصينية، وزارة الإنتاج الحربى مركز التميز، بالإضافة إلى الجامعة الروسية، الهيئة العربية للتصنيع، الشركة العربية العالمية للبصريات، مركز البحوث الفنية بالقوات المسلحة، وسوف يبدأ الطلاب خلال الأيام القادمة زيارات لبعض هذه الأماكن للتعرف على الناحية العملية بها ونقل الخبرات العلمية والتطبيقية، فضلا عن إنشاء برنامج دراسى متميز، والاستعانة بورش هذه الأماكن ومعداتها فى تنفيذ أجزاء من الأقمار الصناعية البحثية المزمع إنشائها.
كما نفذت الكلية عدة أنشطة ومشروعات بحثية وعلمية مشتركة مع هذه الجهات منها ورشة عمل دولية فى الطقس والملاحة الفضائية وتم عرض مشروع تصميم وتنفيذ أقمار صناعية بحثية باستخدام تكنولوجيا ثلاثية الأبعاد ودراسة تأثير العواصف الشمسية على الأقمار الصناعية ووسائل الاتصالات ووسائل الاتصالات وانقطاع الكهرباء عن الأرض، بالإضافة إلى مشروع تصميم وتنفيذ وبناء الأقمار الصناعية البحثية باستخدام تقنية الطابعة ثلاثية الأبعاد ويعد هذا القمر هو أول قمر جامعى مصرى عربى لخدمة أغراض البحثى العلمى والتدريب ونقل الخبرات، وكذلك تصميم قمرين صغيرين للتصوير التجريبى.
ويلتقط أطراف الحديث الطالبتان كاترينا أيمن بشرى، وإيمان مصطفى كمال بالفرقة الأولى قائلتين: رغم أن التنسيق أتاح لنا دخول كليات أخرى إلا أننا فضلنا الالتحاق بهذه الكلية، لأنها جديدة ومتفردة وأقسامها مميزة، وسوف ندخل المعامل البحثية المجهزة والمتنوعة خلال أيام إذ أخبرتنا العميدة باستقبال الكلية لخبير ألمانى فى علوم الفضاء ليدرس لنا كورس نظرى بقاعة المحاضرات، وعملى داخل المعامل، فضلا عن تدريبنا على استخدام التلسكوب الفضائى.
وأضافت الطالبتان لدينا طموح لتحضير دراسات عليا بعد التخرج تأهلنا للحصول على فرص عمل فى مجالات مختلفة مثل وزارة الدفاع ومصانع الانتاج الحربى، ومؤسسات الأقمار الصناعية والأرصاد الجوية كما أن من يتقن اللغة الانجليزية ويحصل على تقديرات ويكتسب خبرات فى مجالنا يمكنه العمل فى وكالة ناسا الأمريكية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة