كريم عبد السلام

المشروعات الصغيرة وتوفير فرص عمل للشباب

الثلاثاء، 20 نوفمبر 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
النسبة الغالبة فى مجتمعنا المصرى من الشباب الباحثين عن فرصة لبناء حياتهم، الأمر الذى يجعل منهم ثروة محتملة وفرصا واعدة فى قطاع الاستثمار وإضافة قوية للاقتصاد، أو عبئا محتملا على كاهل الدولة والحكومة والمجتمع، وبالنسبة للخيار الأول، يمكن أن يتحقق إذا تحولت تلك النسبة الغالبة من السكان إلى أصحاب مشروعات وكيانات منتجة، من خلال توفير المناخ الداعم لتحفيز الشباب على العمل الحر وإقامة مشروعاتهم الخاصة التى تحقق مستقبلا أفضل لهم يقوم على الابتكار والمعرفة، وفى الوقت نفسه تسهم فى تنمية الاقتصاد الوطنى.
 
نعرف أن هناك توجها عاما من الدولة لدعم الشباب والمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، ولكن حتى تتحقق الفائدة ويسود المناخ المحفز على الابتكار والإبداع كأساس للتقدم الاقتصادى، يجب على جهاز تنمية المشروعات وقطاع المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر أن يدرس بعناية طبيعة فئة الشباب من عمر 18 وحتى 29 عاما، كما وردت فى آخر مسح إحصائى، حتى يتسنى للجهاز وضع برامج التدريب فى القطاعات التى تناسب هذه الفئات سواء فى الريف أو فى المدن.
 
أعلى نسبة للشباب فى الفئة العمرية بين 18-29 عاما تتركز فى محافظات القاهرة والجيزة والشرقية، بينما أقل نسبة لهم فى المحافظات الحدودية، ويوجد 11.3 مليون شاب فى المناطق الريفية مقابل 8.5 مليون شاب فى الحضر بنسبة 6: 4، ويواجه الشباب صعوبات جسدية تتعلق بالحركة والرؤية بنسبة %1.7، وصعوبات فى بعض الأنشطة المعرفية والتعليمية بنسبة %1.6.
 
نسبة المتسربين الذكور فى المرحلة الإعدادية ارتفعت فى الريف بنسبة %40، مقارنة بالمتسربين من المرحلة الابتدائية بنسبة %27، وبلغت نسبة الذكور المتسربين فى الحضر %36، مقارنة بالمتسربين فى المرحلة الابتدائية بنسبة %25، و%17 من الشباب لم يلتحقوا بالتعليم أصلا، مقابل %13 منهم مازالوا فى التعليم، وحوالى %21 من الإناث يتزوجن بعمر 19 عاما وهى نسبة أعلى كثيرا من الذكور الذين يتزوج %1 فقط منهم فى هذا العمر، بينما يتزوج %50 تقريبا من الذكور فى سن متأخرة بين 25-29 عاما.
 
إذن، كيف نضع مناهج تدريبية تقوم على الابتكار والإبداع مع نسبة التسرب الكبيرة من التعليم؟ وكيف يمكن التغلب على الآثار الجانبية للزواج المبكر خصوصا للفتيات فى الريف؟ وكيف نتحول من العائل الوحيد للأسرة والذى يتجه غالبا إلى العمل الزراعى اليدوى أو الأعمال البدنية غير المهارية وغير المتخصصة فى الحضر، إلى الأسرة المنتجة؟ وهل هناك مهن محددة يمكن أن يتم نشرها بالتوعية والتدريب بين الفتيات فى الريف؟
 
هناك مشروعات وقصص نجاح كثيرة قامت على حسن توظيف وزرع أعمال بعينها فى البيئة الريفية، وكذلك توطين صناعات وحرف بعينها فى المناطق الحضرية الأكثر ازدحاما بالسكان، منطقة كرداسة مثلا التى تزدهر فيها صناعة الملابس الجاهزة والملابس ذات الطرازات الخاصة والشعبية، وأخميم التى تشتهر بصناعة السجاد والكليم اليدوى وهناك قرى بكاملها تقوم على إنتاج الكليم والسجاد اليدوى الفاخر وتصديره للأسواق العالمية ومنافسة دول شهيرة وذات باع مثل إيران والهند وفرنسا.
 
جميل أن يكون هناك شوارع لأصحاب المشروعات الصغيرة تقوم على بيع وتجارة المنتجات الغذائية والأطعمة سريعة التحضير، وجميل أن ندعم أصحاب المشروعات الذين يتقدمون للجهاز بطلباتهم، ولكن علينا أن نتحرك على نطاق واسع وندعم المجموعات الكبيرة المنتجة، ولدينا بالفعل قرى ومجموعات حرفية فى الريف والحضر متخصصة فى صناعات بعينها من الحصير إلى الحرير ومن البامبو إلى الأثاث المزخرف بالأويما ومن الكليم والسجاد إلى حرف وصناعات خان الخليلى، وجنبا إلى جنب مع المشروعات الجديدة والفردية، نحتاج إلى مسح شامل بالقرى والمجموعات المنتجة فى الريف والحضر والنزول إليها ومعرفة احتياجاتها من تسويق أو تدريب أو تزويد بالتكنولوجيا المتطورة، حتى تتحول خطوات دعم المشروعات الصغيرة إلى إنجازات كبيرة تنعكس على المجتمع وحركة الاقتصاد الكلى.
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة