لا أعرف لماذا احتفظت بكتاب «كن لنفسك كل شىء» لعمار الشميرى ضمن قائمة كتب التنمية البشرية، رغم أن غلاف الكتاب لا يحوى أية إشارة إلى انتمائه إلى هذه النوعية من الكتب التى تتصدر واجهة المكتبات الآن، وتعد الأكثر مبيعا على المستوى العالمى، ربما عنوانه هو الذى أوحى إلىَّ بهذه الرؤية.
المهم أننى عندما بدأت فى قراءة الكتاب وجدته شعرًا، أو لو شئنا الدقة مكتوبا بهيئة القصيدة، لكننى لم أجد على الغلاف أيضا، رغم أنه وصل إلى طبعته الثانية عشرة، وهى التى أقرأ منها، لم أجد ما يشير إلى أنه «شعر» وعندما بدأت القراءة وجدت الخيال يتراجع بعض الشىء لصالح الفكرة، ويمكن أن نقرأ معا هذا النص الذى يحمل عنوان «كرة الثلج» كى نفهم ما أود قوله.
يقول الكتاب «ولأن القلب أرض غير مستوية/ لا يبدو الحب كما نشعر به الآن/ إلا من طرفك/ وهذا الأمر لا يكفيك.. كأمنية لم تسع/ خيال أحلامك المطاطية/ إنما تظنه وجعا فى علاقتك مع من تحب/ أراه دافعا للبقاء/ وما تراه وقتا مناسبا للرحيل/ جراء عتب أو تعب هى لحظة لا مبالاة/ حاول أن تبتعد قليلا، لترى ما ستفتقد بشكل واضح».
«تطيل النظر/ تتذكر لحظاتك الحلوة/ تتأمل نموك داخلها حتى تؤمن بأن الحب مر/ ولولا مرارة الأشياء لن تشعر بحلوها/ فما نحن إلا عصارة تجارب وأحاسيس تجتاحنا من ذواتنا/ تكوننا الأشياء التى نعانى منها ونكرهها/ لتجعلنا بشكل آخر لا نريده/ ثم نفتخر بما أصبحنا عليه».
«وإن رحلت/ فاترك غصن الحزن طويلا/ ليتسنى لها التسلق إليك/ لأن جيبك العلوى لن يصمد/ حاملا قلبك الممتلئ بالفقد/ ولأن الحب أرض غير مستوية/ سيتدرج قلبك ككرة ثلج/ تكبر شيئا فشيئا/ من أثر الوجع».
«ازرع زهرة/ ليقطع عاشق يهديها حبيبته ذات مساء/ شجرة ليستظل تحتها/ عاشقان أنهكهما لهيب الفقد/ فإن عين الحياة/ دون من تحب/ عمياء لا تبصر شيئا/ فلا تفوت فرصة التشبث بصدر آخر/ ليتسنى لك التنفس».
قرأت النص أكثر من مرة، ولم أستطع الانحياز إلى أى الحقلين «التنمية البشرية أو الشعر» لكن، فى المجمل، فإن الفكرة أعجبتنى، على مستوى الكتابة، وطبعا ربما قصد عمار الشميرى ذلك، ألا يعرف القارئ ما الذى بين يديه بالضبط، فقط عليه قراءته، إن أراده شعرا فليكن وإن أراده تنمية وأفكارا حماسية تدغدغ القدرات الكامنة فى النفس فبها ونعم، وربما لم يقصد ذلك وإنما الكتابة هى التى فعلت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة