لا أعرف كيف أبدأ ولا من أين تكون البداية، ففى الوقت الذى نحتفل فيه بانتصار قواتنا المسلحة يخرج علينا خائن «كلب» عميل أكل من عيشها ونام آمن تحت سمائها وافترش أرضها الطيبة على إحدى القنوات المشبوهة، ويقول إننا هُزمنا فى 73، مع أن الإسرائيليين قيادات عسكرية وسياسية معترفون بالهزيمة، وقد استغل هذا المتخلف «المونتاج» لعمل الفيلم الذى يستشهد به، ومعظمه تم عرضة على التليفزيون المصرى والفضائيات المصرية، لكن تم اقتطاع أجزاء من الكلام وإعادة تركيب مشاهد (هى عملية معروفة ولو ضميرى يسمح لفعلت به ما يعلمه الأدب وجعلته يسب من يحتمى به «قردوغان» بل ويسب المرشد وكل المرشدين وكل قيادات الإخوان بل وجعلته يسب أمه وأهله).
آسف على انفعالى عند كتابة هذه السطور، لكن والحمد لله كنت أنوى الكتابة عن دراسة قام بها د. ســــيد غنــــيم، استشارى وأستاذ زائر للأمن الدولى بأكاديمية دفاع الناتو، رئيس مركز دراسات شؤون الأمن العالمى والدفاع، واستغرق فى هذه الدراسة سنوات من البحث الدقيق والترجمة وهى نحو 3000 كلمة قام بها خلال خدمته بالقوات المسلحة واختتمها عندما كان يعمل قائدًا لمركز المعلومات والدراسات التكتيكية بكلية القادة والأركان عام 2007 واستعان فيها بالعديد من المراجع الرئيسية العالمية والعبرية والمصرية والتى توصل خلالها إلى نص من دراسته:
«١٧- وفى جلسات علمية مع بعض قادة وضباط حرب أكتوبر، منهم المستشارون حاليًا بكلية القادة والأركان وأكاديمية ناصر العسكرية العليا، وغيرهم آخرون علمت أمورا كثيرة.. حيث علمت من اللواء أ.ح/ أحمد المرزبان، والذى كان يعمل وقت الحرب رئيسًا لاستطلاع اللواء 15 مدرع مستقل بقيادة العقيد أ.ح/ تحسين شنن، أن كتيبة دبابات من اللواء عبرت غربًا من القنطرة.. كما علمت من اللواء أ.ح/ عبدالغفار حجازى والذى كان (رئيس شعبة عمليات الجيش الثالث الميدانى)، أنه كان قد كُلف بتشكيل (مجموعة لتصفية الثغرة) بقيادته، وسميت وقتها بـ(مجموعة حجازى)، لتتمركز شمال جبل عويبد بهدف حفظ الاتزان الاستراتيجى للجبهة، ومحاصرة القوات المخترقة غرب القناة بعد الخسائر التى مُنيت بها القوات الإسرائيلية خلال معركة الثغرة.. تحقق هدفها بالتعاون مع الفرقة الرابعة مدرع والفرقة 23 مشاة ميكانيكى عدا لواء مدرع والفرقة الثالثة مشاة ميكانيكى، ومعهم عناصر من القوات الخاصة.
18 - أشارت معظم النقاط بمذكرات الإسرائيليين والمراجع الأجنبية لأن الهجوم الإسرائيلى من خلال الثغرة قد تسبب فى خسائر كبيرة فى قواتهم، ولم تشر لها على أنها قد حققت نصرًا حاسمًا لهم، حيث يتحقق النصر العسكرى بتحقيق الهدف منه.. وهنا وجب علينا أن نسال أنفسنا «ماذا كان هدف الإسرائيليين من الثغرة؟».
نجد أن الهدف الأول: كان معنويا غرضه خفض الروح المعنوية للجيش والشعب المصرى وبالتالى رفع الروح المعنوية للجيش والشعب الإسرائيلى مما يؤثر جذريًا على نتائج الحرب وهذا لم يحدث.
والهدف الثانى: ضرورة عبور القناة غربًا بواسطة قوات إسرائيلية تحاصر أو تسيطر على مدن مصرية مهمة كمدينتى السويس والإسماعيلية، وبما يمكنها من استمرار التقدم غربًا تجاه القاهرة، وقد نجحت إلى حد كبير فى ذلك، حيث عبرت قوات ضخمة القناة غربًا وحاصرت مدينة السويس، ولكنها لم تتمكن من السيطرة عليها.
أما الهدف الثالث: فكان تدمير الأهداف الإستراتيجية للقوات المسلحة المصرية والوصول إلى القاهرة والسيطرة على مشارفها، وهذا أيضًا لم يحدث.. إذن إسرائيل قد تعتبرها نجاحًا فى معركة محددة إلى حد معين لم يتحقق به الهدف الاستراتيجى، ولكنها ليس نصرًا فى الحرب بشكل عام.
ولأن الحرب انتهت بتحقيق مصر لأهدافها باستعادة الأراضى المحتلة كاملة، سواء بالعمليات العسكرية ثم بالمفاوضات السياسية فحرب أكتوبر نصر عسكرى/ سياسى لمصر.
ويجب ألا ننسى طباع الإسرائيليين أنهم لا يجلسون على طاولة مفاوضات أيًا كانت الظروف حالة انتصارهم».
بعد هذا المقتطف من الدراسة ماذا أقول لهذا الجاهل المتخلف الذى ادعت حلقته التى كانت بعنوان «أسرار هزيمة حرب أكتوبر ١٩٧٣.. وخيانة أنور السادات»؟.. حسنًا سأقول له.. وبمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين على نصر أكتوبر صدر عن كتاب اليوم عن مؤسسة أخبار اليوم الطبعة الثانية من كتاب «حرب أكتوبر شهادة إسرائيلية» تأليف الكاتب الصحفى وجية أبو ذكرى والذى سطر فيه اعترافات القادة الإسرائيليين عن حرب أكتوبر يتضمن الكتاب ست شهادات إسرائيلية عن حرب أكتوبر لم تستطع إخفاء بسالة الجيش المصرى ونهاية أسطورة الجيش الذى لا يقهر أمام تصميم وعزيمة المقاتل المصرى.
«وتأتى الشهادة الأولى من كتاب «المحدال» وهو يعنى بالعبرية «التقصير» وبالرغم من مرور الكتاب على الرقابة العسكرية الإسرائيلية وحذف فصول كاملة منه إلا أن هذا الكتاب يعتبر وثيقة تاريخية لكفاءة الجندى المصرى ومهارته فى التعامل مع العدو، وفى نفس الوقت شهادة إسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر ما هو إلا أسطورة حطمتها شجاعة المقاتل المصرى.
وتتناول الشهادة الثانية جزءا من مذكرات رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير التى نشرتها فى كتاب «حياتى» والتى أفردت لها الفصل الرابع عشر من الكتاب، وتقول مائير «لن أكتب عن الحرب من الناحية العسكرية فهذا أمر متروك للآخرين ولكنى سأكتب عنها ككارثة وكابوس عشته بنفسى وسيظل معى طول العمر».
وتوضح «مائير» فى هذه المذكرات أن السفينة العسكرية الإسرائيلية كادت أن تغرق تمامًا وأنها طلبت من الرئيس الأمريكى «نيكسون» إنقاذ إسرائيل من الهلاك وأنها لم تشعر بالارتياح إلا بعد وصول الدعم الأمريكى إلى مطار الليد، وفى النهاية تشير جولدا مائير إلى أن موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلى - رمز الأمن فى إسرائيل - كان متشائمًا وقدم استقالته مرتين أثناء الحرب وتقول: «دخل علىّ ديان المكتب وظل واقفًا وقال لى: هل تريدين استقالتى فأنا مستعد لتقديمها. فأجبته بكل أسف لابد أن يبقى وزير الدفاع فى منصبه، ووقف يشرح لى الوضع على الجبهة الجنوبية وكنت أستمع إليه بفزع واشمئزاز شديدين.
وتضيف «مائير» أنها فكرت فى الانتحار فى الأيام الأولى للحرب وقد صرحت فى أكثر من مرة قبل حرب أكتوبر بأن مصر لا تملك القدرة على شن حرب ولا يوجد فى مصر القائد الذى يستطيع اتخاذ قرار حرب وإلا أرسل شعبه للهلاك.
كتابات القادة العسكريين الإسرائليين كثيرة ومدونة لا ينكرون الهزيمة وفئة تحسب علينا، ونحن منهم براء، ينكرون علينا النصر والسؤال لفئة البهائم التى حكمت مصر عامًا كاملًا لو كانوا لا يرونه نصرًا كيف احتفل به الإرهابى الجاسوس محمد مرسى؟!
إن هذا الجيش ورجاله مازالوا يحاربون وهؤلاء الأبطال لن يهزموا لأنه جيش وطنى لا يوجد به جنود مرتزقة ويعمل للدفاع عن شرفه وأرضه ووطنه الغالى، فكثير من الدول فى مناطق كثيرة حول العالم حاولت التصدى للإرهاب ولكنها لم تنجح فالمحارب المصرى الحالى هو امتداد لجيل أكتوبر العظيم، فيجب عدم الخوف عليهم من أى شىء لأنه شباب واعٍ ومتعلم ومثقف متطور يضاهى أقرانه فى استخدام العلم والسلاح ويتفوق عليهم بالروح المعنوية والعقيدة القتالية،
فالجيش فى مرتبة أفضل وأقوى مما كان وسيصبح غدًا أقوى من اليوم يدافع عن وطنه وعرضه وشرفه، مما يعطيه قوة دافعة كبيرة جدا، وهذا ما يحدث حاليا فى عملية تطهير سيناء 2018.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة