ليس بعد الحقيقة إلا الكذب، فالكذب فى هذا الزمن لدى بعض الناس أصبح من الفنون المهمة، الذى يتعلمونها ويجيدونها بمهنية شديدة ثم نرى الكاذبين لديهم حرفية شديدة فى سياسة قلب الحقائق.
فى الحقيقة هم مبدعون فى هذه السياسة، قلب الترابيزة على الآخرين للتضليل وتشتيت الناس.
فهناك اشخاص لم تتلوث قلوبهم بالكذب ولا بالحقد ...الخ، ولكنهم ليس لديهم أى مهارة فى الدفاع عن أنفسهم عندما يكونوا موضع اتهام وتختفى من رؤوسهم الكلمات التى من المفترض أن يدافعوا بها عن أنفسهم، وبذلك يكونوا فريسة لـ معدومى الضمير الذى يقلبون الترابيزة عليهم ويستغلون نقاط الضعف فيهم ليثبتوا للجميع أن الاتهام صحيح ويقتنع المعظم أن الاتهام صحيح، علما انه ليس صحيح مطلقا ولكنها سياسة قلب الحقائق.
وهناك اشخاص لديهم مهارة كبيرة جدا فى الكذب وقلب الحقائق والدفاع عن انفسهم عندما يكونوا فى حالة اتهام، حتى يجعلوا المحيطين بهم يصدقونهم ويتعاطفون معهم .
فيجب علينا أن كل ما نراه لا نصدقه وننساق وراء اتهام الاخرين حتى وأن أبدوا لنا أنهم كذلك، يجب أن نرى بالبصيرة وقلوبنا وليس فقط البصر.
فقال الله تعالى "أفلم يسيروا فى الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور".
ويجب علينا أن لا نصدر احكاما سريعة على الآخرين، فهذا مات فى مسجد والآخر مات فى بيت دعارة، دخل الأول المسجد ليسرق والثانى دخل لينصحهم.
ويجب علينا أن لا ننخدع فى الكلمات الناعمة والدافئة وأسلوب المسكنه، فإذا تحدث عن الحية البيضاء ماذا نقول؟ نقول لا يغرنك نقاء لونها ففى فمها السم الزعاف فكذلك هناك بشر بيض الوجوه وقلوبهم اشد من السواد، ، إذن علينا أن لا نشارك فى الظلم.
وعلى من يفتقد مهارة الدفاع عن النفس أن يتدرب عليها جيدا ويعلم أن الشخص الذى يفشل فى تشخيص مرضه بشجاعة يموت نتيجة تناول الدواء الخطأ، ولا يخشى اراء الاخرين فإنها افكارهم وليس واقعه، ولا تقلل من شأنك أبدا لأنك اذا فعلت سيتعامل معك الاخرون من ذلك المنطق، ثق فى نفسك وبقدراتك ولا تجعل حياتك مشاع للاخرين ولا تبنيها بناء على اراء الاخرين بك فاصنع مصيرك بنفسك وألا تتحمل بصمت ما يصنعه بك الاخرون.
وليعلم صاحب مهارة الكذب والتضليل أن الله يمهل ولا يهمل، وان الله حرم الظلم على نفسه واقسم على نفسه لينصرن المظلوم مهما طال الزمن.
اذا نجحت فى خداع الاخرين، هل تخدع الله، إذن فانتظر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة