لكل إنسان هدف وطموح يعيش له ويسعى لتحقيقه، تختلف الأهداف باختلاف الأشخاص، وهذا ما سعت إليه السيدة "نسيم أختر" من ولاية بنجاب الباكستانية، التى قضت ما يقرب من 32 عامًا من حياتها فى كتابة المصحف الشريف بطريقة "التطريز اليدوى".
فى أغسطس عام 1987، أرادت السيدة الباكستانية التى تبلغ من العمر 62 عامًا، أن تقوم بعمل شىء يخلد فى التاريخ، فقررت كتابة القرآن الكريم كاملاً على الطريقة والمهنة التى تتقنها وهى "التطريز"، عكفت خلال هذه السنوات الطوال التى وصلت إلى 32 عامًا على كتابة المصحف، الذى يبلغ عرضه 38 سنتيمترًا وطوله 56 سنتيمترًا، فيما بلغ وزن العشر مجلدات 55 كيلو جرامًا.
ويشمل المصحف 10 مجدات كل منها 3 أجزاء وكل جزء يضم 24 صفحة إلا الجزء الأخير فكان 28 صفحة، وكل صفحة 15 سطرًا، ولمدى عشقها وإيمانها بقدسية القرآن الكريم، عاهدت السيدة نسيم أختر نفسها ألا تعمل ولا تخيط حرفًا واحدًا منه إلا وهى على طهارة وبتدبر كامل وبدون مساعدة من أحد، وكانت تقوم بعملية الخياطة والتطريز خلال الفترة ما بين صلاة الظهر والعصر أو فى الثلث الأخير من الليل.
المصحف فى معرض القرآن الكريم
فى مطلع العام الحالى وتحديدًا فى يناير 2018، انتهت السيدة الباكستانية من تطريز المصحف الشريف كاملاً، وفى موسم الحج الماضى، أهدته إلى المملكة العربية السعودية وتحديدًا معرض القرآن الكريم فى المدينة المنورة والتابع لوزارة الشئون الإسلامية السعودية، بعد مراجعته وتحقيقه من كبار العلماء فى باكستان والمملكة.
من جانبه، قال عبد الرحمن البنا، المتحدث الرسمى ومدير العلاقات العامة فى معرض القرآن الكريم بالمدينة المنورة، فى تصريحات صحفية، إن المصحف موجود حاليًا فى المعرض وهو يمثل مجهود أكثر من 30 عامًا من عمر السيدة الباكستانية، موضحًا أنه أهدته للمعرض فى 10 محرم الماضى من التوقيت الهجرى.
وذكر البنا، أنه بإهداء السيدة الباكستانية للمصحف المصنوع من التطريز اليدوى، فإنها شاركت فى أهداف المعرض وهو تعريف الناس بكتاب الله تعالى عبر محتوى دقيق ومنظومة واسعة من التقنيات وفق أسلوب العرض المتحفى، ودعوة الناس لتعلّم القرآن الكريم وإبراز جوانب عظمة كتاب الله عز وجل، ومعرفة تاريخ القرآن العظيم، وإبراز جهود الدولة السعودية التاريخية والحديثة فى العناية بالقرآن الكريم.
يذكر أن معرض القرآن الكريم، افتتحه الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة فى عام 1436 هـ، 2015 ميلادية، برعاية وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ويقع بالجهة الجنوبية قبلة المسجد النبوى، ويهدف المعرض إلى تعريف الناس بكتاب الله تعالى عبر محتوى دقيق ومنظومة واسعة من التقنيات وفق أسلوب العرض المتحفى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة