فى أولى خطواتها لنشر ثقافة "البودكاست" أو التدوين الصوتى، كما رشحتها السفارة الأمريكية بمصر، بدأت أستاذة الإعلام بجامعة كولومبيا، كيرى دوناهيو، تقديم طرق نشر البث الصوتى فى مركز الجزويت بالإسكندرية، لتعلن خلالها القدرة على تكوين مشروعات إعلامية بعيدة عن شاشات التليفزيون والجرائد، وحتى مواقع السوشيال ميديا واليوتيوب، من خلال تدوين حلقات مختلفة لقصص يستمع إليها الملايين بمجرد رفعها على الإنترنت.
وعن حرية الإعلام بأمريكا ومستقبل الصحافة المطبوعة، ونظرة الإعلام الغربى لقضايا الشرق الأوسط تحدثت كيرى دوناهيو لـ"اليوم السابع"، معلنة أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، دائمًا الاتهام لوسائل الإعلام الأمريكية بالتضليل، وعدم وجود مصداقية، لكنه لا يملك السلطة فى قمع الحريات، ولذا فإن الإعلام الأمريكى ما زال يتمتع بحرية التعبير.
وأوضحت كيرى، أن وسائل الإعلام بمدينة نيويورك فى أمريكا، مهتمة بقضايا الشرق الأوسط، بسبب أن غالبية السكان هناك من حاملى الجنسية اليهودية، لذلك هناك اهتمام بقضايا الصراع العربى الاسرائيلى، ومتابعة الوضع فى الدول العربية، المرتبطة بهذا الشأن، أما باقى الشعوب الأمريكية فقد اهتموا فى فترة بقضايا مثل ثورات الربيع العربى، ولكن ما لبث الاهتمام أن تلاشى، وعادوا للتركيز قى شئونهم وقضاياهم الداخلية.
وعن مستقبل الصحافة المطبوعة فى أمريكا، أكدت كيرى أنها فى خطر بعد انتشار الصحافة الرقمية، والتى أصبح من السهل من خلالها الحصول على المعلومة فى أسرع وقت وبتفاصيل أكثر، بالإضافة إلى كونها مصورة وبالفيديو، مع الاستخدام الواسع لأجهزة التليفونات المحمولة، التى يكفى بضغطة واحدة على محرك البحث googleأن تعرف كل أخبار العالم فى الحين، مشيرة إلى أن حتى الصحف التى كانت توزع مجانًا مثل villge voice، قد توقف هى الأخرى عن النشر والصدور، بعد أن تقلص عدد متابعيها.
وأوضحت دوناهيو، ضرورة استخدام "البودكاست" كأحد أهم وسائل الإعلام السريعة الانتشار، واستغلاله فى تنمية المجتمع، مشيرة إلى أنه من الممكن استخدامه فى أهداف تجارية، والإعلان عن منتجات مختلفة وهو ما تفعله بعض الشركات فى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.
وأشارت دوناهيو، إلى أن الحكومة الأمريكية تحاول نشر ثقافة البودكاستنج فى الشرق الأوسط، لذا تم إرسالها لبدء التدريبات على ذلك فى مصر، موضحة عدم وجود مانع يرفض انتشار التدوين أو البث الصوتى، وأن الأمر يعتمد على مدى رغبة الشباب فى إنتاج مشروعاتهم الإذاعية، وطرق الدعاية عنها ونشرها.
وأعلنت دوناهيو أن السبب وراء اختيار مصر كأولى محطات التدريب على صناعة "البودكاست"، هو أن الدراسات التى أجريت فى السفارة الأمريكية، أكدت أن مصر من الدول التى لا تنتشر فيها هذه الثقافة وتحتاج إلى المزيد من التدريب فيها، كما أن مصر كانت دائمًا هى التى تقود المجال الإعلامى بكل وسائله، ولذا فإن انتشار التدوين الصوتى بها سيزيد من فرص انتشاره فى الشرق الأوسط والعالم العربى.
وشرحت الخبيرة الإعلامية، كيف أن أفضل مدة زمنية للبودكاست تؤثر على المستمع، تصل من 5 إلى 10 دقائق، ولكن هناك محتوى يجذب المستمع قد يصل قرابة الساعة، وفى الحالتين لا عيب طالما المضمون جيد.
وأكدت دوناهيو أن البودكاست لا يؤثر على صياغة الكتب، فلكل جمهوره وأدواته، مشيرة إلى أن السكريبت المكتوب، يؤثر بشكل آو آخر على جودة المحتوى المسموع فى البث الصوتى، بينما تخاطب الكتب العين فقط لتصل إلى الوجدان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة