أحب الكتابة عن زها حديد، وكلما وجدت مناسبة فكرت فيها وفى إبداعها وقدرتها على صناعة نفسها، واليوم ذكرى ميلادها 31 أكتوبر 1950، ومنذ كانت فى الحادية عشرة من عمرها كانت تعرف أنها ستتخصص فى الهندسة المعمارية، وحتمًا كانت تعرف أنها تملك إبداعًا مختلفًا.
«نفذت «حديد» ما يقرب من 950 مشروعًا فى أكثر من 44 دولة حول العالم، وتميزت أعمالها بالاهتمام بالنمط والأسلوب الحديث، أعمالها أهلتها للحصول على جائزة «بريتزكر» للهندسة المعمارية فى عام 2004، لتكون بذلك أول امرأة تحصل عليها، وهى جائزة رفيعة يعتبرها البعض من قيمة جائزة نوبل لكن فى الهندسة، هذا ما تقوله الصحف عند حديثها عن زها حديد، وهى كذلك وأكثر.
نعم هى أكثر من ذلك لأن العالم فجأة صار يعرف امرأة عربية قادرة على تطييع الحجر كما يقولون، صارت تملك إرادة إثارة الدهشة أمام المبانى الكبيرة، التى ظن البعض فى وقت ما أن المهم هو العملية، لكن زها حديد قالت لهم «ما الذى يمنع الجمال والعملية».
يقول المتخصصون عند كتابتهم عن أعمال زها حديد «إنها تميزت باتجاه معمارى واضح فى جميع أعمالها وهو الاتجاه المعروف باسم التفكيكية وهو اتجاه ينطوى على تعقيد عال وهندسة غير منتظمة، لهذا لعبت دورا حقيقا وفعالا فى تغيير مفهوم العمارة فى العالم، وأسهمت فى خلق عالم أفضل عبر تصاميمها الراقية للأبنية، ولذلك عدت تصاميم فريدة من نوعها»، لكن نقول عنها إضافة إلى ذلك أنها امتلكت قدرتها على العمل الدائم، تعترف بأن الإحباط عرف طريقه إليها أحيانًا لكنها فى معظم الأوقات كانت تتحرك للأمام ناحية المجد والعالمية.
ومن أبرز الأبنية المعمارية التى قدمتها زها حديد، القرية الأوليمبية ودار الأوبرا فى جوانزهو وعدد من البنايات فى السعودية وكوريا الجنوبية وأذربيجان، إضافة إلى هذا قامت بتصميم مبنى فى هونج كونج عام 1983، وكيرفورستندام فى برلين عام 1986، ودار الأوبرا فى كارديف فى عام 1994، وحصلت على عقد لتصميم بناية «فيترا» للإطفاء فى ألمانيا عام 1993، قامت بتصميم متحف ريفرسايد فى جلاسكو عام 2011، مركز الألعاب المائية 2008- 2011، وبرج الابتكار 2009 - 2014، متحف الفن إيلى وإيديثى 2007 – 2012، وتم تصميم أعمال لها بعد رحيلها فى 2016.
وتظل زها حديد واحدة من أيقونات المرأة العربية، نبحث عنها طوال الوقت بين الفتيات الصغيرات فى المدارس والجامعات الساعيات إلى حلمهن بكل عزم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة