ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أنه فى الوقت الذى يرى فيه الكثير أن العنف والفقر من بين العوامل التى دفعت قافلة المهاجرين للتحرك صوب الولايات المتحدة، إلا أن خبراء كشفوا عن الصورة الأوسع نطاقا لهذه الظاهرة والتى يلعب فيها التغيير المناخى دورا كبيرا، إذ أجبر مزارعون على ترك أراضيهم وسط ترجيحات بأن يزداد الوضع سوءا.
وأضافت الصحيفة فى تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى اليوم الثلاثاء أن قافلة تقل آلاف من المهاجرين؛ معظمهم من هندوراس، تواصل سيرها صوب إلى الولايات المتحدة بعد أن استراحت لمدة يوم واحد فى بلدة (هويكستلا) بولاية (شياباس) جنوب المكسيك، وهى القافلة التى وصفها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بأنها تمثل "اعتداء" على بلاده.
وأشارت الصحيفة إلى أنه يتم عادة وصف آلاف المهاجرين السائرين من أمريكا الوسطى نحو الولايات المتحدة عبر المكسيك، بأنهم إما يفرون من العصابات العنيفة أو من الفقر المدقع فى بلادهم، غير أن ثمة عاملا حاسما يمثل القوة الدافعة لهم والذى كان من الصعب إدراكه، وهو التغير المناخى.
وأرجعت الجارديان هذا الأمر إلى أن معظم مهاجرى القافلة يأتون من جواتيمالا وهندوراس والسلفادور؛ وهى البلدان الثلاثة التى مزقها العنف والجريمة المنظمة والفساد الممهنج، حيث ترجع جذورهم إلى صراعات الحرب الباردة التى شهدتها المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم "إلى جانب هذه العوامل، يعد التغير المناخى فى المنطقة متفاقما، وفى بعض الأحيان مسببا لمشاكل أخرى؛ بما فى ذلك تلف المحاصيل والفقر، وحذروا من أنه من المرجح أن يدفع التغير المناخى ملايين الأشخاص الآخرين إلى الزحف شمالا صوب الولايات المتحدة، خلال العقود القادمة".
وقال روبرت البرو، الخبير في شئون أمريكا اللاتينية فى الجامعة الأمريكية بواشنطن "إن التركيز على عامل العنف يحجب الصورة الكلية؛ التى تتلخص فى أن الناس يقولون إنهم ينتقلون بسبب بعض أشكال انعدام الأمن الغذائى".
وأضاف أن المهاجرين عادة لا يذكرون مسألة التغير المناخى باعتبارها عاملا يحفزهم على مغادرة بلادهم، نظرا لكون المفهوم مجردا بشدة وطويل المدى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة