لا يوجد فى مصر شارع يخلو من طالب فى كلية التجارة أو متخرج منها، هؤلاء يرسلهم مكتب التنسيق إلى الكليات بفعل المجموع، ثم تقذف بهم الكليات إلى الشارع، ليكتشفوا أن ٤ سنوات من أعمارهم ضاعت من أجل ورقة لا معنًى لها سوى تصنيف المؤهل العالى، لكن المحصلة تتساوى بهم عند الصفر أو على ماكينة الكاشير، وهذه المهنة المحترمة بالطبع ليست ما أرادوه أو حلموا به عندما كان التوتر يأكلهم فى ليلة الامتحان، نعلم أن الآلاف منهم لم يختاروا هذا المصير بإرادتهم وبعضهم يتحمل مسؤولية تقصيره فى حق نفسه، بينما يظل النظام التعليمى وسوق عمل مسؤولَين بقدر كبير عن هذه المأساة، ونحن اليوم أمام تطور متوحش فى عالم الوظائف لا يصح أن نترك تلك القضية عائمة رهنًا ببطاقة التنسيق، لأن الشهادات وحدها لم تعد تصنع الفرص، وإن كان المنطق يفرض أن نؤهلهم لسوق العمل، فالأولى أن يزرع النظام التعليمى فى كل طالب كيف يبنى حلمه أولًا، لنحاسبه بعدها على ما أنجزه من الحلم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة