دائمًا ما يكون الحديث حول كل ما هو قديم من الأمور الجذابة للكثيرين، ولعل جمع الأنتيكات ومهنة تجارة الروبابيكيا واحدة من تلك الملامح القديمة التى يعتقد الكثيرون أنها من ريحة الزمن الجميل، ولكن الواقع يقول غير ذلك، فإذا قابلتك لافتة " نشترى كل شىء" وأسفلها رقم تليفون فى شوارع القاهرة ستدرك ما طال تلك المهنة من تغير.
واجهة المحل
واجهة المحل
فداخل واحد من أقدم المحال التى تعمل فى جمع الروبابيكيا فى الجيزة وقف " محمد أبو اسكندر"، صاحب ال 70 عام وسط قطع أثاث قديمة، وبعض من الأدوات التى لم تقدر على مواكبة موضة تطور الأجهزة حديثًا، يتحدث لـ"اليوم السابع"، حول ما طال مهنته بعد موضة كل ما هو جديد قائلًا" مفيش حاجة بقت زى الأول، وذوق الناس اختلف".
أبو اسكندر ومحررة اليوم السابع
روبابيكيا
فمنذ أن بدأ فى العمل كتاجر للأثاث القديم والأنتيكات منذ 65 عام كان يعرف الجميع قيمة عمله، ويتهافتون على متابعة كل ما يمتلك فى المحل الخاص به لتجهيز منازلهم بتكاليف أقل، أو اقتناء تحفة أو أنتيكا تضيف لمسات خاصة لديكورات المنزل، لتصبح مهنته فى آخر 10 سنوات مقتصرة على قطع الأثاث القديمة، والتى يعيد إليها الحياة ببعض التصليحات. .
تحف قديمة
روبابيكيا
روبابيكيا
تغير شكل زبائنه الآن فأصبحوا شبابا مقبلين على الزواج ولكن بميزانية محدودة، أو رب أسرة يوفر بعض الأموال فيشترى غرفة مستعملة، أو خبير إكسسوارات فى السينما يجهز ديكورات الأعمال من محل "أبو اسكندر"، " ديكورات ليالى الحلمية القديمة كلها من عندى"، بهذه الكلمات عبر أبو اسكندر عن زبائنه الآن.
أحد العمال فى المحل ومحررة اليوم السابع
روبابيكيا
واجهة المحل
لم يعد هناك تجار يجولون الشوارع على عرباتهم الخشبية يصيحون" بيكياا" لجمع الأشياء القديمة، بل حل محلهم أرقام الهواتف الخاصة بالمحل، ومواقع الأنترنت التى تتيح بيع الأثاث أوالأنتيكات من خلالها، وهو ما يلجأ إليه المحل فى بعض الأوقات.
" الشغل مبقاش زى الأول، والمظاهر قضت على مهنتنا"، هكذا وصف الرجل السبعينى ما وصل به الحال الآن، حيث تفضيل الكثيرون للاحتفاظ بالأنتيكات والأجهزة القديمة فى منازلهم كتحف وملامح من السنوات الماضية على بيعها لتجار الروبابيكيا للانتفاع بها، وهو ما ينذر بانقراض مهنته خلال سنوات قليلة، أو اقتصارها على قطع الأثاث القديمة فقط كما يفعل الآن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة