طالبت السعودية الأمم المتحدة ومجلس الأمن بتحمل مسؤولياتهم تجاه إلزام إسرائيل بالانصياع للقرارات والقوانين الدولية القاضية بإنهاء الاحتلال الإسرائيلى والانسحاب الكامل من الأراضى العربية المحتلة، بما فيها الجولان العربى السورى والأراضى اللبنانية، وإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين، مع تأكيد السعودية على حل الدولتين وفقا للمرجعيات الدولية، ومبادرة السلام العربية، بوصفها الخيار الاستراتيجى الأفضل لإيجاد حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، وإنهاء هذا الاحتلال بكل ما يحمله من مآس وآلام ومعاناة إنسانية طال أمدها.
جاء ذلك فى كلمة السعودية خلال المناقشات الخاصة بالبند 64 (السيادة الدائمة للشعب الفلسطينى فى الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، وللسكان العرب فى الجولان السورى المحتل على مواردهم الطبيعية)، ضمن أعمال اللجنة الاقتصادية والمالية (الثانية) للأمم المتحدة فى نيويورك ألقاها نائب المندوب الدائم لبعثة المملكة فى الأمم المتحدة الدكتور خالد بن محمد المنزلاوى وأوردتها وكالة الأنباء السعودية، اليوم الخميس.
وأعرب الدكتور المنزلاوى عن قلق السعودية البالغ حيال الاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى تجاه الشعب الفلسطينى الذى يناضل من أجل حريته، مشيرا إلى أن إسرائيل تجاوزت الأحياء لتنتهك حرمة الأموات، من خلال احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين، كما أن معاناة الفلسطينيين مستمرة بسبب أعمال العنف والمضايقات الهمجية التى يمارسها المستوطنون تجاه الشعب الفلسطينى وممتلكاته، حيث لم تحترم المقدسات الإسلامية والآثار التاريخية، ولم يسلم منها البشر ولا الحجر.
وقال: "إن وفد المملكة المشارك يؤيد البيانات التى ألقيت باسم مجموعة الـ77 والصين، وباسم منظمة التعاون الإسلامي، وباسم المجموعة العربية التى توثق مدى فداحة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلى وسياساته العدوانية، ومدى انعكاساتها الوخيمة على الأحوال المعيشية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية على الشعب الفلسطينى فى الأرض المحتلّة، بما فيها القدس الشرقية، حيث يخضع الفلسطينيون فى الأرض المحتلّة للعديد من الممارسات والتدابير الإسرائيلية التى تتعارض مع جميع القرارات الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والقانون الدولى الإنسانى والقانون الدولى لحقوق الإنسان".
وعبر عن القلق الكبير حيال هشاشة الوضع الغذائى فى الأرض الفلسطينية المحتلة نتيجة للقيود التى ترزح تحتها، حيث يشير تقرير الأمين العام إلى أن ما يصل إلى 1,6 مليون فلسطينى يعانون من انعدام الأمن الغذائي، والذى يتفشى بصورة مستشرية بين الأسر التى تعيلها الإناث وتشكل نسبة 46% من الأسر.
وثمنت السعودية اهتمام الأمم المتحدة فى تسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطينى، مؤكدةً دعمها للجهود الرامية إلى إنهاء هذه المعاناة، مجددةً موقفها الراسخ من القضية الفلسطينية، التى هى قضية المملكة الأولى وستظل كذلك حتى حصول الشعب الفلسطينى على جميع حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة