مؤتمر الاستثمار فى المستقبل: 800 مليون شخص ينامون ويعانون الجوع فى العالم

الأربعاء، 24 أكتوبر 2018 02:59 م
مؤتمر الاستثمار فى المستقبل: 800 مليون شخص ينامون ويعانون الجوع فى العالم مؤتمر الاستثمار فى المستقبل
رسالة الشارقة هانى الحوتى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هانى-الحوتى-رسالة-الشارقة

شهد اليوم الأول من مؤتمر "الاستثمار فى المستقبل" الذى انطلقت فعالياته اليوم، الأربعاء، فى مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، تحت شعار "الشباب": تحديات الأزمات وفرص التنمية" جلسة حوارية بعنوان: "الشباب والنزاعات وبناء السلام"، نظمتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وشارك فى الجلسة التى إدارتها الصحفية زينة اليازجى، كل من السفير محمد عبدى عفى، المبعوث الخاص للمفوض السامى للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، وسايمون أوكونيل، المدير التنفيذى لجمعية ميرسى كوربس، والكاتب والمراسل شاكر غزال، حيث بحثوا أثر النزاعات المسلحة، والحروب، والفقر، على تقليص فرص الشباب بالمشاركة فى تطور ونمو مجتمعاتهم، فضلاً عن حرمانهم من أبسط حقوقهم بحياة كريمة.

وتطرق المتحدثون إلى محدودية الفرص المتوفرة للشباب، فى بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المتأثرة بالصراعات والحروب والفقر، مؤكدين أنها أوجدت خللاً ديموغرافيا أدى إلى وجود ضعف كبير فى شرائح السكان فى المنطقة، كما توقفوا عند جهود المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مشيرين إلى أن أعمالها تقوم على أربعة أولويات رئيسية خاصة بالشباب، تتعلق بتخفيف الضغط على البلدان المضيفة، وتعزيز قدرة اللاجئين على الاعتماد على الذات.

وفى رده على سؤال حول التحديات التى تواجه الشباب فى المنطقة، قال محمد عبدى عفي، المبعوث الخاص للمفوض السامى للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: "تمر المنطقة بالعديد من الصراعات التى حالت دون تمكّن الشباب من الحصول على التعليم والرعاية الكافية كما لعبت الصراعات دوراً فى عدم تحقيق المساواة الاقتصادية والاجتماعية لهذه الشريحة المهمة من المجتمع، وهذا أمر يجب أن يلتفت المجتمع الدولى له بشكل أكبر ويحشد التضامن والدعم من أجل إنهاء أزمة اللجوء التى تشكّل عائقاً أمام التنمية المجتمعية لبلدانهم".

وتابع المبعوث الخاص للمفوض السامى للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: "تتولى المفوضية من خلال برامجها الإنمائية الداعمة حماية اللاجئين حول العالم ومد يد العون لهم فى شتى الظروف التى يمرون بها، ولكن علينا أن نشير إلى مسألة ضرورية وحاسمة فى هذا المجال وهى ضرورة حشد الجهود الإقليمية سواء من الدول المانحة أو المستضيفة لهؤلاء الأشخاص، وأن تسمح لهم بسهولة الحركة ليشعروا بأنهم أشخاص ينتمون للمكان الذى يعيشون فيه إذ يوجد الكثير من النماذج الناجحة للاجئين أثبتوا حضورهم الفاعل فى مختلف المجالات سواء كان فى التشكيلات الحكومية أو البرلمانات وغيرها، كما يوجد مسؤولية تقع على عاتق وسائل الإعلام وهى أهمية لفت الانتباه إلى قضايا اللاجئين الإنسانية ودعمهم والابتعاد عن تسييس قضيتهم وبثّ خطابات التفرقة والكراهية".

ومن جانبه أكد سايمون أوكونيل، المدير التنفيذى لجمعية ميرسى كوربس أن التحديات التى يواجهها الشباب من اللاجئين حول العالم كبيرة ويجب على المنظمات الداعمة أن تجد حلولا ناجحة تسهم فى تمكين هؤلاء الأفراد والدفع باتجاه جعلهم عناصر فاعلة قادرة على صناعة التغيير المنشود، لافتاً إلى أن مؤتمر الاستثمار فى المستقبل منصة مهمة لتوجيه هذه الرسالة لجميع الدول والحكومات المانحة والداعمة والمحتضنة للاجئين.

وقال المدير التنفيذى لجمعية ميرسى كوربس:" على مدار العقدين الماضيين شهدت حالات اللجوء تضخماً ملحوظاً، حيث تشير الأرقام إلى وجود ما يناهز 1.2 مليون لاجئ هربوا إلى جنوب السودان خلال أزمته، إلى جانب 800 مليون شخص ينامون ويعانون الجوع فى العالم جراء حالات اللجوء التى يعانون منها، فضلاً عن ما يزيد على 140 مليون شخص بحاجة لمساعدات إنسانية، ومليار ونصف المليار شخص يعيشون فى ظروف صعبة".

وتابع:" واحد بالمئة من المساعدات التنموية الرسميّة التى تقدمها البلدان المانحة مخصصة لتفادى النزاعات وبناء السلام، وتعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة من بين أكثر الجهات المانحة والداعمة للاجئين حول العالم سخاءً، لكن بعض التمويلات تخصص لمعالجة مسببات الأزمات وليس قضية اللجوء ذاتها، وهذا بحدّ ذاته عامل لا يسهم فى رأب الصدع لذا علينا أن نفهم المتطلبات التى يحتاجها اللاجئون وتوفير الفرص الملائمة وإشراك الشباب فى صناعة القرار لتعزيز فاعليتهم فى المجتمع".

وأضاف أوكونيل:" نعمل فى المنظمة منذ سنوات على تطوير شبكات المياه فى البلدان التى عانت من صراعات وأزمات إلى جانب البلدان التى تحتضن حالات اللجوء حول العالم لكن هناك ما هو أهم من ذلك، إذ يتوجب علينا تعزيز أنظمة الحكومة لضمان توفير مياه نظيفة، وفرص تنموية، واقتصادية متساوية، إلى جانب الترويج للمؤسسات الصغيرة ومتوسطة الحجم التى تلعب دوراً محورياً فى إنهاء حالات اللجوء ومعالجة الوضع بشكل كامل".

ومن جهته قال الكاتب والناشط الحقوقى شاكر غزال": أن الجهود التى تقوم بها المنظمات والجهات الداعمة للاجئين حول العالم وفّرت منطلقات لحياة كريمة لعدد كبير من اللاجئين وأنا واحد منهم، إذ لولا هذا الدعم لم أكن بينكم اليوم، ويجب أن أشير من هذا المؤتمر الذى يعتبر فرصة مثالية للعاملين فى شتى القطاعات المساندة والداعمة للاجئين إلى وجود الكثير من التحديات التى تواجه الشباب سواء كانت قلة الفرص الاقتصادية أو الاجتماعية أو غيرها، وهذا يضع الجميع أمام مسؤولية كبيرة لتوفير بيئة تلائم طموحات وآمال الشباب وتقودهم نحو بناء مستقبل قوى مدعم بالخبرة والمعرفة".

وتابع:" بالنظر إلى جملة المعاناة التى يمر بها اللاجئون حول العالم، علينا تذكير الإنسانية بأننا جميعاً بشكل أو بآخر لاجئون، هذا المفهوم يقود الجميع لتبنى خطاب ينبذ الكراهية ويعزز من مفهوم الأمل، كون التحدّى الأول والأساسى الذى يواجه الشباب اللاجئ هو الأمل؛ الذى أعتبره شيئاً اصيلاً يمهد الطريق نحو المثابرة والوصول إلى الغايات التى يطمح لها جميع هؤلاء الشباب، لذا تقع المسؤولية على الحكومات والمنظمات التى تحتضن اللاجئين بأن تعزز من مستويات الأمل لدى الشباب اللاجئ لتمكنهم من القيام بأدوارهم بفاعلية كما يترتب على المجتمعات مسؤولية أن يتقبلوا اللاجئين ويخاطبوهم بإنسانية".

ويهدف المؤتمر الذى ينطلق كل عامين إلى تسليط الضوء على القضايا الهامة والإنسانية وفتح النقاش لإيجاد الحلول، ويحضر هذا المؤتمر ممثلون عن الحكومات والمنظمات الدولية واللاجئين إضافة إلى أكاديميين وشبان وخبراء من المنطقة وخارجها وذلك بهدف إيجاد طرق ملموسة لحل العقبات والتحديات التى تواجه الشباب. كما سيعمل المؤتمر على تسليط الضوء على الحاجة لتعزيز الشراكات القائمة وإنشاء شراكات جديدة بهدف الخروج بخارطة عمل دولية من الشارقة للاستثمار الفاعل فى مستقبل شباب العالم.

يشار إلى أن مؤسسة القلب الكبير تأسست فى مايو 2015، بعد عدد من المبادرات والحملات التى أطلقتها سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي. وتتمثل رؤية المؤسسة بحماية الفقراء والمستضعفين والمحتاجين، وتمكينهم، وتوفير سبل العيش الكريم، ولتحقيق أهدافها، تشرف المؤسسة حالياً على أربعة صناديق، وهي: "صندوق دعم الأطفال الفلسطينيين"، و" صندوق اللاجئين والنازحين داخلياً "، و"صندوق تمكين الفتيات"، و"صندوق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".

3
سايمون أوكونيل

 

4
زينة اليازجي

 

5
محمد عبدي عفي

 

6
   شاكر غزال

 

7
 زينة اليازجي

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة