تعد بحيرة مريوط أحد أهم البحيرات الشمالية فى مصر، والتى تعتبر رئة الإسكندرية ومصدر هام للثروة السمكية بها، ولقد تعرضت البحيرة خلال السنوات الماضية إلى العديد من أوجه ومظاهر الإهمال، جاء فى مقدمتها التلوث الشديد نتيجة الصرف الصحى والصناعى على البحيرة، بالإضافة إلى التعديات وأخيرا انخفاض منسوب المياه خلال فصل الشتاء، مما أدى إلى جفاف الأطراف.
وبدأت الانظار تتجه مؤخرا لتطوير ورفع كفاءة البحيرة نظرا لأهميتها، وتم وضع رؤية شاملة للتطوير، تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية لتطوير البحيرات الشمالية.
المخطط الاستراتيجى 2032 يستهدف خلق منطقة لوجستية
وفى إطار أعمال تطوير البحيرة جاءت الدراسة التى وضعها المكتب الاستشارى الألمانى للمخطط الاستراتيجى لمحافظة الإسكندرية 2032، ليتضمن مشروع لتطوير بحيرة مريوط التى تبلغ مساحتها 1500 فدان، حيث تم اعداد رؤية تفصيلية لكيفية العمل على المشروع وتحديد التحديات التى تواجه تنفيذه والحلول المقترحة لحل تلك التحديات، ويعمل مشروع تطوير البحيرة إلى إقامة العديد من الأنشطة على المساحة المحيطة بالبحيرة لخلق منطقة لوجستية.
لجنة المنظومة المائية: وقف الصرف الصحى غير المعالج على البحيرة
من جانبه، قال الدكتور هلالى عبد الهادى، مستشار فنى بشركة الصرف الصحى بالإسكندرية وعضو لجنة المنظومة المائية بالمحافظة، أن البحيرة قد تخلصت من عدة مشكلات يأتى فى مقدمتها مشكلة التلوث، حيث قامت شركة الصرف الصحى بوقف أعمال صرف مياه الصرف الصحى غير المعالج على البحيرة والذى كان يصرف من خلال مصرف القلعة على الحوض الرئيسى، مما كان يتسبب فى الإضرار بالثروة السمكية وانبعاث روائح كريهة من مياه البحيرة.
وأشار فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إلى أن بؤرة التلوث بالبحيرة قد تلاشت تماما، وذلك بعد رفع كفاءة منظومة الصرف الصحى خلال العامين الماضيين، وأصبحت البحيرة ينبعث منها روائح المسطح الخضرى والمياه النظيفة، بالإضافة إلى إعادة كفاءة البحيرة لتدوير المياه ورفع كفاءة المعالجة الذاتية للبحيرة والروافد الخاصة بها.
وقال إن رفع كفاءة البحيرة جاء نتيجة ثمار العمل الجاد بين مختلف الأطراف المعنية، وتنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية برفع كفاءة البحيرات الشمالية وبالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
وأوضح أن هناك بعض المشاكل مازالت موجودة ولكن فى طريقها إلى الحل مثل مشكلة التلوث بفعل الصرف الصناعى خاصة وأن معظم الشركات المحيطة بالبحيرة تعمل فى مجال المواد البترولية، بالإضافة إلى مشكلة انخفاض منسوب المياه، والذى أدى إلى جفاف الاطراف وهى مشاكل جارى حلها حيث يتم حاليا العمل على زيادة عمق البحيرة، كما تم حصر حالات التعدى على البحيرة من الصرف الصناعى فى 5 شركات وتم رفع توصية بتركيب أنظمة رصد على مخارج المنشآت الصناعية لرصد أى مخالفات واتخاذ الاجراءات القانونية ضد المخالفين.
وحول رؤية تطوير البحيرة، قال أنه لابد من منظومة إدارة متكاملة، كونها نبع العطاء وسلة الغذاء ومنجم نباتات خضراء وطحالب، فالبحيرة مصدر للخامات البحرية والتى يجب استغلالها.
وأضاف أن البحيرة لها بعد تنموى سياحى فهى منطقة سياحية من الدرجة الأولى خاصة لهواة الهدوء وصيد الأسماك، كما طالب بفتح باب الاستثمار لرفع كفاءة الاستزراع السمكى وإقامة مشروعات الاستزراع السمكى.
وزارة الرى : جارى التطهير وزيادة العمق لرفع المنسوب
من جانبه أكد إبراهيم سلمان رئيس الادارة المركزية لإقليم غرب الدلتا بوزارة الرى، على أن هناك مخطط استراتيجى لتطوير ورفع كفاءة البجيرة ضمن التوجيهات القيادة السياسية لرفع كفاءة كافة البحيرات الشمالية، وذلك من خلال أعمال التطهير والتكريك.
وأشار فى تصريحات خاصة لـ" اليوم السابع "، إلى أن هناك أعمال لزيادة عمق البحيرة تتم حاليا من خلال هيئة الثروة السمكية، ووزارة الرى تعمل على الحفاظ على منسوب المياه بالبحيرة بناء على توجيهات من رئيس الوزراء ووزير الرى بشأن الحفاظ على منسوب المياه بالبحيرة لاستيعاب السيول فى فصل الشتاء القادم.
وأوضح أن وزارة الرى قد طالبت هيئة الثورة السمكية بإزالة الحشائش بالبحيرة وتجريف الترسيبات من القاع بمسافة 50 سم ليتوفر العمق الكافى لتربية ونمو الأسماك بأنواعها المختلفة خلال فترة خفض المنسوب فى الشتاء، مؤكدا على أن خفض المنسوب داء ليتناسب مع امكانيات محطة الرفع حتى لا يتم تكرار حادثة الغرق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة