سلط موقع ABC الأسترالى الضوء على أزمة تهريب الآثار من مصر، والتى تفاقمت بشدة بعد ثورة يناير عام 2011. وقال الموقع فى تقرير له اليوم، الأحد، إن تهريب الآثار قديم بقدم الآثار نفسها، لكن بالنسبة لمصر تصاعدت المشكلة منذ الربيع العربى وسهلت السوشيال ميديا وحالة الفوضى التى شهدتها مصر الوصول إلى الكنوز المخفية.
وأوضح التقرير أن الأزمة سيئة حتى أنه يمكن رؤيتها من الفضاء، حيث تظهر صور بالأقمار الصناعية للمواقع الأثرية قبل وبعد نهبها أعمال حفر هائلة على الأرض حيث تمت سرقة الأعمال الأثرية.
أحد التوابيت التى عثر عليها فى جنوب مصر
وينطوى الأمر على أموال كثيرة بالتأكيد، حيث قدر "تحالف الآثار"، وهو منظمة معنية بالآثار فى الولايات المتحدة، أنه منذ عام 2011، تم تهريب ما يقدر بثلاثة مليارات دولار من الآثار المصرية إلى الخارج بشكل غير قانونى.
ولا يزال غير معروف حتى الآن مقدار ما تمت سرقته، ويعتقد بعض علماء المصريات وبينهم وزير الآثار الأسبق زاهى حواس أن حوالى 30% فقط من آثار مصر قد تم اكتشافها، وهو ما يعنى أن العديد من القطع لم يتم تسجيلها رسميا. وحتى اليوم يسفر التنقيب عن اكتشاف آثار عمرها آلاف السنين.
ولفت التقرير الأسترالى إلى أن العديد من الآثار المهربة ينتهى بها الحال فى أوروبا والولايات المتحدة مع هواة الآثار الأفراد، وهم يمثلون السوق الأكبر للبضائع المصرية، لكنها تصل أيضا إلى مناطق فى الشرق الأوسط وآسيا وحتى استراليا، حسبما يقول شعبان عبد الجواد، رئيس إدارة استعادة الآثار بوزارة الآثار المصرية، مشيرا إلى أن الأمر يمثل تجارة عالمية فى العالم كله.
اغلب اثار مصر لم يتم اكتشافها بعد
وكانت الباحثة كاتى بول، من تحالف الآثار، قد أجرت دراسة مؤخرا لمدة ست سنوات عن التجارة غير المشروعة للآثار فى مصر، وكشف تحليلها للتقارير الحكومية وأيضا الإعلام التقليدى والاجتماعى أن هناك حوالى ألفى من الآثار المصرية التى تم ضبطها فى الموانئ عالميا.
ويتراوح المتاجرون ما بين عصابات كبرى مسلحة فى شبكات تهريب منظمة تهاجم الحراس فى المواقع الآثرية، إلى أفراد فى القرى يحالفهم الحظ فى العثور على آثار تحت أملاكهم ويقومون ببيعها لوسطاء أو المافيا المحلية.
كما لعبت وسائل التواصل الاجتماعى أيضا دورا مهما فى عودة التجارة غير المشروعة. فقد جذبت صفحة على موقع فيس بوك تم إنشائها فى عام 2016 لجمع المعلومات حول كيفية القيام بأعمال التنقيب غير القانونية أكثر من 50 ألف عضو فى عام، بحسب ما وجدت بول.
ويقول تقرير الموقع الأسترالى إنه فى الماضى كانت هناك عقبات أقل أمام النهب والتهريب. حيث تم منح العديد من القطع الأثرية لدول خلال الحقبة الاستعمارية، أو يتم إخراج الآثار ببساطة من البلاد بسبب عدم وجود قوانين، لكن الوضع تغير فى العقود الماضية. ففى عام 1970، تم توقيع اتفاقية لليونسكو لمنع تهريب الممتلكات الثقافية. وفى مصر بشكل خاص، تم تمرير قانون حماية الآثار عام 1983، والذى يفرض عقوبات ما بين السجن والغرامة. لكن هذا لم يساعد فى استعادة ما تم إخراجه من آثار من قبل.
قطعة أثرية استعادتها مصر من اللوفر عام 2009
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة