من جديد بدأت الميليشيات المسلحة المتمركزة فى العاصمة الليبية طرابلس التلاعب بأمن واستقرار البلاد، عقب استهداف مطار معيتيقة الدولى بقذائف عشوائية أثارت الرعب وأدت لتعليق الرحلات الجوية لعدة ساعات خوفا على حياة المسافرين.
وأعلن وكيل وزارة المواصلات فى حكومة الوفاق الليبية، هشام بوشكيوات، استئناف الرحلات الجوية من وإلى مطار معيتيقة الدولى بعد تعليقها لساعات، موضحا أنه سيتم إعلام المسافرين بالمستجدات حول مواعيد رحلات الطيران.
وقال مكتب الإعلام فى مطار معيتيقة الدولى، اليوم الثلاثاء، إنه تم الاتفاق على عودة الرحلات لمطار معيتيقة، بعد اجتماع وكيل وزارة المواصلات بحكومة الوفاق الليبية مع محمد بيت المال مدير مصلحة الطيران المدنى، ولطفى الطبيب مدير مطار معيتيقة الدولى، ومدير محطة شركة الخطوط الجوية الليبية الصديق الطبيب.
بدورها أعلنت مجموعة مسلحة تسمى نفسها "حراك شباب طرابلس" استهداف مطار معيتيقة، فجر اليوم الثلاثاء، بصاروخ نوع راجمة 170، مرجعة هذا القصف إلى تواجد ميليشيا قوة الردع الخاصة بقيادة "عبد الرؤوف كارة" داخل مطار معيتيقة.
وقال "حراك شباب طرابلس" إن الصاروخ سقط قرب صالة الاستقبال وقبل هبوط إحدى الطائرات بـ 10 دقائق فقط، متوعدين بقصف المطار خلال الفترة المقبلة بسيل من الصواريخ.
يشار إلى أن عبد الرؤوف كارة قائد ميليشيا قوة الردع الخاصة التى تتخذ من مطار معيتيقة مقرا لها كان قد ظهر فى صورة برفقة فائز السراج فى اجتماع ضم وزيرى العدل والداخلية، ومدير مكتب التحقيقات يوم أمس لبحث أوضاع السجون وقد أشير إليه فى سياق الاجتماع بصفته رائد فى وزارة الداخلية التابعة لحكومة الوفاق.
ولم تنفذ حكومة الوفاق الوطنى برئاسة فائز السراج الترتيبات الأمنية الجديدة للعاصمة طرابلس، وعادت الميليشيات المسلحة لبسط سيطرتها الكاملة على مؤسسات الدولة الليبية من وزارات ومطارات، فضلا عن ممارسة تلك الكتائب لأبشع الجرائم بحق المدنيين بسبب الاشتباكات التى تجرى فى الأحياء السكنية.
وانسحب اللواء السابع من العاصمة طرابلس بعد تلقيه تطمينات من بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا، تؤكد سعى الأخيرة نحو تفكيك الميليشيات المسلحة ووضع ترتيبات أمنية جديدة للعاصمة طرابلس تضمن خروج المسلحين ورفع يدهم عن مؤسسات الدولة.
وأكد مراقبون أن الجيش الوطنى الليبى لن يظل صامتا أمام تجاوز الميليشيات المسلحة فى طرابلس، مرجحين دفع القوات المسلحة بقوات لتحرير العاصمة طرابلس من قبضة المسلحين، وتحرير مؤسسات الدولة من قبضتهم وتسليم المسلحين لأسلحتهم والمقار التى تسيطر عليها تلك الميليشيات.
وأشار المراقبون إلى تخوف المجتمع الدولى من انتشار الميليشيات المسلحة فى العاصمة طرابلس، ورفضهم لتوليها تأمين المؤسسات أو المقار الخاصة بحكومة الوفاق الوطنى، ورغبتهم فى التخلص من الميليشيات المسلحة التى تهدد أمن واستقرار طرابلس، وتهدد مصالح الدول الغربية وتحديدا الأوروبية فى البلدات والمدن الليبية.
وفى سياق متصل، قال القائد العام للقوات المسلحة الليبية، المشير خليفة حفتر، إنه لا يزال يدعم الانتخابات المقرر إجراؤها فى ديسمبر المقبل، متهما من وصفهم بـ "لاعبين آخرين" بعدم القيام بدورهم نحو تنظيم الانتخابات.
وأكد حفتر، فى تصريحات لوكالة رويترز، أن القيادة العامة للجيش الوطنى الليبى لم تتراجع عما تعهدت به فيما يتعلق بالانتخابات، مشيرا لاستعداد الجيش الليبى لتأمين الانتخابات وفق الموعد المتفق عليه.
ورفض المشير حفتر الإفصاح عما إذا كان سيترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، واكتفى بالتعقيب "عن أى انتخابات تتحدثون؟ عندما يجرى الإعلان عنها وفتح باب الترشح لها ستعرفون الإجابة".
وطرحت فرنسا مبادرة لحل الأزمة الليبية بمشاركة الأطراف الأربع المؤثرة فى المشهد الليبى، ووافق المشاركون على إجراء الانتخابات فى البلاد منتصف ديسمبر المقبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة