ربما يعتبر البعض الانتداب البريطانى على فلسطين، ومن قبلها احتلال لمصر، بمثابة غزو صليبى، وحملة أخرى ضمن الحملات الصليبية من الجيوش الأوروبية على الشرق من أجل السيطرة على كنوز الشرق الأوسط، تحت لواء حماية الأماكن المقدسة لغير المسلمين.
معركة فى العقد الثانى من القرن الماضى، دخل على إثرها الجيش الإنجليزى بقيادة الجنرال إدموند إلنبى مدينة القدس، كشفت عن وجه جديد وحملة جديدة من الحملات الصليبية فى الشرق، ففى 19 أكتوبر 1917 دخل الجيش البريطانى القدس، بقيادة الجنرال البريطانى، الذى ما أن وطأت قدماه مدينة القدس حتى هتف "الآن انتهت الحروب الصليبية".
وبحسب كتاب " تاريخ القدس من 1947 إلى 1967" فإنه عندما دخل الجنرال "إلنبى" للقدس كان صرح على خلفية أن المدينة كانت مقدسة فى اليهودية والمسيحية والإسلام: بأنه ستتم المحافظة وتأمين الحماية لكل نصب تذكارى أو بقعة مقدسة أو مزار أو موقع أثرى أو وقف دينى أيا كان شكلها من الأديان الثلاثة، لكن ربما لم يكن هذه الأسباب الدافع وراء دخول المدينة المقدسة.
وبحسب كتاب "الغزو الفكرى والتيارات المعادية للإسلام" فإن الاستعمار امتداد للحروب الصليبية، ضد الإسلام والمسلمين، وإن أهداف الحروب الصليبية قد أودعت فى ثقة وأمانة فى أيدى المستعمرين ليحققوا ما فشلت فيه حملات القرون الوسطى، ولقد اعترف بذلك بعض الكتاب الأجانب، فقال جاردنر: "لقد خاب الصليبون فى انتزاع بيت المقدس من أيدى المسلمين ليقيموا دولة فى قلب العالم الإسلامى، فالحروب الحروب الصليبية لم تكن لإنقاذ المدينة، بقدر ما كانت لتدمير الإسلام، واحتلال بلاد الشرق".
ويبدو أن النوايا الصليبية فى احتلال البلاد، وإقامة دولة يهودية فى الوطن الفلسطينى، بعدما قام وزير الخارجية البريطانى الأسبق آرثر بلفور، فى 2 نوفمبر من نفس العام، بالنيابة عن الحكومة البريطانية، بإعلان إقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين، وتضمنت المادة 13 من اتفاق الانتداب بأن كامل المسئولية التى تتعلق بالأماكن المقدسة والمبانى أو المواقع الدينية بما فيها الحقوق وتأمين حق الغير، سيتولى أمرها مندوب من عصبة الأمم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة