اختتم المؤتمر العالمى للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم تحت عنوان: «التجديد فى الفتوى بين النظرية والتطبيق» أعماله، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، بمشاركة نخبة من العلماء والمفتين والباحثين المتخصصين من مختلف البلدان بلغت نحو 73 دولة، حيث أثريت جلسات المؤتمر وورش عمله ومشروعاته بأبحاثهم، وما دار حولها من مداخلات مفيدة ومناقشات مهمة.
وقال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، فى كلمته بالورشة الأخيرة ببيان خطورة مشكلة الطلاق بأن الفتاوى الواردة إلى دار الإفتاء تتراوح ما بين 4000 - 4800 حالة بخلاف ما يسجل بدفاتر الطلاق، مؤكدًا على أنها مشكلة تهدد الأمن القومى واستقرار المجتمعات لكونها مشكلة مقلقة، والنسبة تزيد فى السنوات الخمس الأولى، والتزايد فى هذه المشكلة لا يتوقف على مصر، بل هى مشكلة موجودة فى كل الدول.
وأكد المفتى أن حل هذه المشكلة لا يكون أحاديًّا، بل يكون بتكاتف كل الجهود والمتخصصين، حيث إن الطلاق يشكل تهديدا حقيقيا للمجتمع وتهديد الأسر من ثم فإن مشكلة الطلاق باتت تهدد الأمن القومى.
كما أطلق مفتى الجمهورية، المؤشر العالمى للفتوى، وهو أول مؤشر من نوعه فى هذا المجال، تنفذه وحدة الدراسات الاستراتيجية بالأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، ويهدف المؤشر لتبيان حالة الفتوى فى كل دائرة جغرافية وفق أهم وأحدث وسائل التحليل الاستراتيجى والإحصائى، للمساهمة فى تجديد الفتوى من خلال الوصول إلى مجموعة من الآليات الضابطة للعملية الإفتائية.
كما أعلن عن إطلاق منصة إلكترونية «هداية» وهى منصة تثقيفية تابعة للأمانة بعدة لغات يبدأ بالعربية به ٢٠٠٠ ساعة صوتية ومرئية، وتهدف الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم إلى عبر هذه المنصة إلى المشاركة الفاعلة فى تجديد الخطاب الدينى، وذلك عبر تقديم نماذج واقعية فى التجديد والتطوير وتأسيس المناهج والأفكار، مع تقديم البدائل العصرية لمشكلاتنا الدينية والثقافية، وكذلك بناء شراكات علمية لدعم المنهج الوسطى باعتباره خطَّ الدفاع الأول عن الإسلام الصحيح، إلى غير ذلك من الأهداف المنصوص عليها فى مؤتمر التأسيس، لهذا كان واجبًا على هذه الأمانة تعظيم الاستفادة من جميع الإمكانيات المتاحة لديها فى تحقيق هذه الأهداف والوصول بها إلى أبعد مدًى يمكن الوصول إليه بصورة تليق بإسلامنا العظيم وقيمنا النبيلة وأهدافنا السامية، كما تم إطلاق «ميثاق عالمى للفتوى، وهو عبارة عن مدونة شاملة لأخلاقيات مهنة الإفتاء.
وقد خرج المؤتمر فى ختامه بمجموعة من التوصيات والقرارات المهمة التى خلص إليها من اقتراحات المشاركين من العلماء والباحثين، منها: يثمن المؤتمر جهود الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم فى تجديد الخطاب الدينى، وخصوصا فى مجال الإفتاء، ويقدر سبقها لجمع كلمة المعنيين بالإفتاء فى العالم على ضرورة التجديد وأهميته، ويؤكد المؤتمر على أن التجديد الرشيد هو أنجح وسيلة للرد على دعاوى المتطرفين على كل المستويات.
كما أكد أن الإجابة عن أسئلة العصر المتجددة وقضاياه الجديدة جزء لا يتجزأ من عملية التجديد لا يجوز التوانى فيه، وإلا كان تأخيرا للبيان عن وقت الحاجة، وضرورة وجوب نشر ثقافة التجديد، انطلاقا من أن التجديد منظومة متكاملة تشمل مجال الإفتاء والمجال الدينى، ولا تنفصل عن باقى مجالات الحياة النفسية والاجتماعية. وعليه، ينادى المؤتمر الجميع بتبنى ما نسميه «التجديد العام».
والسعى الدائب لتفعيل جهود الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، ونخص منها تفعيل الميثاق العالمى للإفتاء ومؤشر الإفتاء العالمى، سعيا للخروج من حالة الفوضى التى تعانى منها منظومة الإفتاء، وإسهاما عمليا فى تجديد علوم الإفتاء.
وحث دور الفتوى وهيئاتها ومؤسساتها بأنواعها على الاستفادة من الوسائل التكنولوجية الحديثة فى نشر وتيسير الحصول على الفتوى الصحيحة، خاصة وسائط التواصل الاجتماعى.
كما توصى الأمانة الباحثين وطلاب الدراسات العليا فى الدراسات الشرعية والاجتماعية والإنسانية بالعناية بدراسات «التجديد فى الفتوى»، والعناية البحثية بالعلوم التى تقوم بوصف الواقع والعلوم اللازمة للربط بين المعرفة الشرعية والواقع، بجانب التأكيد على ضرورة التجديد فى قضايا الإفتاء شكلا وموضوعا، واستحداث اليات معاصرة للتعامل مع النوازل والمستجدات لتشمل، مع الجانب الشرعى، تحليل الأبعاد النفسية والاجتماعية، وتشكيل لجنة علمية تابعة للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء، تكون مهمتها تنفيذ توصيات المؤتمر، والتأكيد على أهمية تفعيل منظومة القيم الحاكمة لإصدار الفتاوى الشرعية، ومعايير الجودة العلمية والحوكمة فى مؤسسات الإفتاء العاملة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة