كتب ترامب على «تويتر»، الخميس الماضى، 11/10: «أفكارى وصلواتى مع القس برونسون، ونأمل أن يعود إلينا بأمان».. وكتب أردوغان «الله مع تركيا».
وكتبت الواشنطن بوست والفايننشيل تايمز عن الصفقات التى تمت بين القديس والخليفة.
ثم تسألونى عن الإرهاب والتطرف؟ وخلط الدين بالسياسة وربط الصلاة بالصفقات؟!!
بل إن بصلوات «القديس» و«الخليفة»، غير الشهود فى قضية القس الأمريكى شهادتهم لصالح القس بعد أن اتهموه بالتجسس، وبذلك يكون «الخليفة العثمانى» يصلى ويستغل القضاء، ومخابراته تجعل الشهود يغيرون أقوالهم، كما أن صلوات «القديس» ترامب قد جعلته يتنبأ بالإفراج عن القس، بل موعد وصوله يوم السبت؟!!
بالفعل وصل القس الأمريكى أندرو برونسون، إلى واشنطن، بحسب ما أعلن تونى بيركينز، رئيس منظمة فاميلى ريزرش كاونسل المسيحية المرافق له فى تغريدة «هبطنا للتو فى قاعدة أندروز الجوية مع القس برونسون وزوجته نورين، وهما ممتنان لعودتهم سالمين إلى الوطن فى الولايات المتحدة».
وكانت وكالة «الأناضول قد كتبت الجمعة الماضى» أنه غادر تركيا ترافقه زوجته نورين من مطار «عدنان مندريس» فى إزمير متوجها إلى ألمانيا وسيقضى فيها يومين، قبل أن يغادر إلى الولايات المتحدة، الاثنين، وقضت محكمة الجنايات الثانية فى ولاية إزمير التركية بإطلاق سراح القس بعد الأخذ بعين الاعتبار الفترة التى قضاها فى السجن، وتحت الإقامة الجبرية، وكان قد تم توقيف برانسون فى 9 ديسمبر 2016، وحوكم بتهم «التجسس وارتكاب جرائم لصالح منظمة «غولن» و«حزب العمال الكردستانى»، وحكم عليه بالسجن لـثلاثة أعوام وشهر و15 يومًا»، وأواخر يوليو 2018، فرضت محكمة جنائية فى إزمير الإقامة الجبرية عليه عوضا عن الحبس، بسبب صحته المتردية.
ولكن صلوات «القدس والخليفة» لم تمنع الإعلام الغربى فى أن يكشف الصفقات حيث كشفت محطة «إن.بى.سى نيوز»، الخميس الماضى، عن أن الولايات المتحدة وتركيا، توصلتا لاتفاق يتم بموجبه إسقاط بعض التهم عن برانسون، على أن يطلق سراحه خلال الجلسة أو بعدها بقليل، مع توقعات بأن يعود إلى منزله فى ولاية نورث كارولينا، خلال الأيام المقبلة، بعد الإفراج عنه، بعد عامين من السجن.
حول المقابل الذى ستناله تركيا من تلك الصفقة كتبت صحيفة واشنطن بوست، وحسب المعلومات التى أوردتها الصحيفة، فإن الصفقة تشمل رفع العقوبات الأمريكية عن تركيا مقابل إصدار حكم بالسجن بحق برونسون يساوى المدة التى أمضاها فى السجن، أو السماح له بأن يمضى جزءًا من مدة العقوبة فى الولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاتفاق الذى نوقش، خلال لقاء الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، مع نظيره التركى أردوغان، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، سبتمبر الماضى.
كذلك نشرت الفايننشيال تايمزالبريطانية: «أمضى المسؤولون الأمريكيون شهورا من العمل مع الدبلوماسية التركية للإفراج عن القس الأمريكى، وأكدت على أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، سعى بصورة شخصية على حل الخلافات مع تركيا، وتدخل من أجل الإفراج عن امرأة تركية محتجزة فى إسرائيل، بتهمة غسل أموال إيرانية، حكم عليها بالسجن 32 شهرا، لتقضى باقى عقوبتها فى تركيا»، وأضافت الصحيفة: «أن المفاوضات السرية، كان يتولاها من الجانب الأمريكى «ماثيو برايزا»، الدبلوماسى الأمريكى السابق ويعيش فى تركيا، ومن الجانب التركى إحسان أرسلان، السياسى التركى، كاتم أسرار أردوغان».
سقطت تصريحات أردوغان النارية «على طريقة كلمة عبدالفتاح القصرى» وبعد أشهر من التصريحات النارية لأردوغان، حول عدم جدوى لغة التهديد أو فرض العقوبات فى قضية القس الأمريكى، رضخ الرئيس التركى للإدارة الأمريكية ليعلن القضاء إطلاق سراح برانسون بعد محاكمة شكلية، وصفت بأنها مسرحية هزلية، حيث تراجع خلالها أربعة عن شهاداتهم، وقالوا إنه إما أسىء فهمهم، أو إن ما ذكروه سمعوه فى وسائل إعلام، وإنهم ليسوا مصدر هذه الإفادات، حيث قال الشاهد ليفانت كلكان، إنه قد تمت «إساءة فهمه»، وذلك بعدما كان قد شهد فى وقت سابق ضد برونسون.
كان أردوغان، قد هدد وتوعد أمريكا من قبل قائلا: «إن فرض الولايات المتحدة عقوبات لن يجبر أنقرة على التراجع»، وأضاف حينذاك: «أن فرض الولايات المتحدة عقوبات لن يجبر أنقرة على «التراجع» بعد أن هدد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بمعاقبة تركيا فى حال لم تطلق سراح قس أمريكى، وكان أوردغان يربط إطلاق سراح برانسون بمصير فتح الله غولن الداعية الإسلامى التركى الذى يعيش فى الولايات المتحدة، ويتهمه أردوغان بقيادة انقلاب 2016.
كل تلك المتغييرات تؤكد لخونة الإخوان والمتحالفين معهم، والذين يرتكزون الآن فى تركيا عملاء لمعية «الخليفة العثمانلى»، أن خليفتهم ليس له وعود ولا أمان وبمكاسب صغيرة فى صفقة معلنة للعالم، تنازل عن كلامه وتهديداته.
هل لازالت تركيا الملاذ الآمن للإخوان المسلمين، بعد أن تتالت انتكاسات الجماعة وصُنِّفت الجماعة إرهابيًا فى أكثر من دولة، منها مصر والسعودية والإمارات، هل سيظلون بعد كذب أوردغان ومناوراته يكيلون له ولتركيا التمجيد والتبجيل، حتى وصل بهم الأمر لتنظيم حملة زكاة لدعم الليرة التركية المنهارة، ودعوات تتوالى كل عام لإمضاء الصيف فى رحاب تركيا وشواطئها، وهذا- فى منهاج الإخوان حلال فى تركيا.. وحرام فى غيره؟!!
هل ستظل تركيا للإخوان، حاملة للواء الإسلام، وقبلة الهوى، وأرض الخلافة، متناسين أن المصالح الدولية تحكم تركيا، وأن غدًا للإخوان قريب، لأنهم بضاعة فى السوق العالمى سوف يبيعها «الخليفة» بأبخس الأسعار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة