قولا واحدا، أبعدوا السلفيين عن أى شىء متعلق بالتعليم، من الحضانة وحتى الجامعة، هذا إذا أردتم إصلاحا حقيقيا للمجتمع وبناء أجيال قادرة على مواجهة العصر بأدواته، أبعدوا السلفيين فى الجماعات المتناثرة بالمحافظات عن المشاركة فى وضع المناهج أو حتى التدريس فى المدارس والجامعات، سواء فيما يتعلق بالتعليم المدنى أو التعليم الأزهرى، وإياكم أن يتنطع أحد ويقول إن هناك تمييزا فيما تطلبه، لا يا سيدى، نحن الأجيال التى شهدت المدرسين فى التعليم الإعدادى والثانوى يترك الدرس المقرر، ويدعو إلى الانضمام لجماعات تغيير - ما يسميه - المنكر باليد، ونحن أيضا الأجيال التى شهدت أساتذة الجامعات المتخصصين فى العلوم التطبيقية، دعكم مما تسمعون فهى قشور لن تفيدكم فى دنياكم ولا آخرتكم، ثم يبدأ الخطابة فينا مثل أى إسحاق حوينى أو حسين يعقوب
الجماعات السلفية ينبغى خضوعها للمراقبة والحساب المشدد فى كل ما تفعل، فهى لا تتورع عن ذرع بذور التطرف فى عقول الصغار والكبار، واختطاف الأجيال نحو الخرافات وحكايات الماضى السحيق، لا لشىء إلا لأنهم مأمورون بأن «يفعلوا ما يفعلون»، حتى لو لم يدرك معظمهم أن الأوامر تأتى لرؤوسهم وقياداتهم من الخارج مع حقائب الأموال، بهدف تأليف القلوب والعقول، وصناعة جيوش محتملة وميادين تحت الطلب، ومرتزقة رهن الإشارة، وما أثير مؤخرا عن الكوارث التى يعلمها السلفيون للأطفال فى الحضانات التابعة لهم قليل من كثير، فهم يتسللون مثل الثعابين فى ثياب المجتمع حتى إذا أحسوا بالدفئ تمددوا ولدغوا وأخرجوا ما يحملون من سموم التطرف فى عمليات مسلحة ضد مؤسسات الدولة، وهم متلونون ومتكيفون مع الأوضاع السائدة، فإذا أغلقت أمامهم المساجد ومنعتهم من تضليل الناس بالخطابة يوم الجمعة أو دروس ما بين المغرب والعشاء، سيتسسلون إلى المجتمع من المساجد الصغيرة تحت العمارات فى الأحياء المكتظة والشعبية وفى العشوائيات، أو فى الزوايا المجهولة بالقرى والنجوع، فإذا سددت عليهم هذه الثغرة ومنعت الزوايا وضممت المساجد الصغيرة إلى الأوقاف، لجأوا إلى الجمعيات الشرعية الحاضنة الرئيسية للأفكار المتشددة منذ أوائل القرن الماضى، وهى تظن أنها كيان دينى ودعوى يناطح الأزهر الشريف، بينما هى مفرخة للمتطرفين طوال الوقت
وسبق وأن حذرنا مما يعرف بمدارس ومعاهد العلم الشرعى بالمحافظات النائية خارج سيطرة الدولة، تلك البؤر التى يمولها كبار الأدعياء الذين يلصقون بأنفسهم لقب المشايخ ويتلقون التمويلات من الخارج، بهدف بناء المساجد والعيادات الخيرية ومعها معاهد تلقى العلم الشرعى التى تجتذب الشباب العاطل وتمنحه إعاشة شاملة وإقامة كاملة بشرط التفرغ لتلقى ما يسمونه بالعلم على طريقة مجاورى الأزهر قديما، ولكن هؤلاء الأدعياء الجدد وطلبتهم إنما يخدمون مشاريع نشر الفوضى وتفجير المجتمعات من الداخل وزرع الأفكار الداعشية فى قلوب وعقول الشباب المتحمس الباحث عن أى فرصة لتحقيق الذات، فإذا جاء النفير استدعوا طلبتهم ومنحوهم الرتب والأموال وأطلقوهم فى البلاد المراد تفجيرها بالحروب الأهلية تحت شعارات إسلاموية زائفة،
نقول إن السلفيين وشتى الجماعات الإسلاموية دون استثناء لا تعرف إلا الأفكار التافهة الساذجة عن تأسيس الدولة الإسلامية بصورة بدائية، وكأننا عدنا إلى القرن الأول الهجرى وفى سبيل هذا الذى يعتنقونه، ينبطحون أمام أى داع يقودهم إلى الخروج على مجتمعهم وارتكاب الجرائم ضد المصالح العامة والخاصة على السواء، وهم حتى يكونوا جاهزين لذلك، يتلقون مناهج العنف والتكفير وكراهية الآخر ويتعايشون عليها، ولا يرون سواها حاكمة لممارساتهم الحياتية، فلابد من الضرب على أياديهم بشدة، حتى نحمى المجتمع من شرورهم وحماقاتهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة