لا أدرى لماذا تثير تحركات سعد الدين إبراهيم دائما موجات من الجدل والاستقطاب، بينما يمكننا التعامل معها من البداية بحسم، من خلال إعادة تصنيف الرجل!
سعد الدين إبراهيم ليس مصريا ولا يمكن اعتباره مجرد أستاذ لعلم الاجتماع يعمل على استقراء الظواهر فى المجتمع المصرى، كما لا يمكن اعتبار مركزه «مركز ابن خلدون للدراسات»، مجرد مركز ثقافى فكرى والسلام.
إعادة تصنيف سعد الدين إبراهيم أشبه بضبط المصطلحات فى علم الاجتماع، فبدون ضبط المصطلحات لا يمكن بناء خطاب متماسك ومقدمات تصل بنا إلى نتائج، وبالتالى فلا يمكن التعامل مع سعد الدين إبراهيم بدون اعتباره مواطنا أمريكيا متزوجا من أمريكية وأولاده جميعهم يحملون الجنسية الأمريكية، فضلا عن عمله لدى دوائر معلوماتية مرتبطة بوزارة الخارجية الأمريكية ومجلس الأمن القومى الأمريكى.
ماذا يعنى ذلك؟ يعنى أن كل تحرك سياسى لسعد الدين إبراهيم هو أمر بالتحرك من الدوائر التى تحركه وتملى عليه أوامرها وتوجهه داخل مجتمع المصريين، فهو عندما يسافر مثلا إلى تل أبيب ليلقى محاضرة عن الاضطرابات السياسية فى مصر فى ظل الإجماع الوطنى على دعم الانتفاضة ضد قرار ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، أو عندما يسافر إلى تركيا ليلتقى قادة جماعة الإخوان الإرهابية ويبحث معهم منفردا قضية المصالحة مع الدولة المصرية بينما الدولة المصرية تواجه إرهاب الإخوان على الأرض، هو لا ينطلق من موقف مصرى لا رسمى ولا شخصى، فهو لا يحمل أى صفة رسمية مصرية وكذا ليس لديه اعتبار سياسى يمكنه من التأثير والمبادرة، أعنى أنه ليس رئيس حزب سياسى مؤثر مثلا.
كل ما يمثله سعد الدين إبراهيم، أنه كرازاى مصر لدى الدوائر الأمريكية الاستخباراتية والسياسية، بمعنى أنه الرجل السياسى الشهير الذى ينتمى للأمريكيين، ولكن له أصل فى مجتمع محلى ويمكنه العيش فى بلده الأم أو مسقط رأسه ليخدم السياسات والمصالح الأمريكية، ومن هنا إذا رأت الدوائر المعنية فى الخارجية أو مجلس الأمن القومى، أن على مستر سعد الدين أن يطرح قضية المصالحة مع جماعة الإخوان أو أن يروج لاقتراب رفع واشنطن الغطاء عن جماعة الإخوان فسيفعل مستر سعد المطلوب منه بالحرف الواحد.
وإذا رأت نفس الجهات أن على مستر سعد أن يذهب إلى تركيا ويلتقى أردوغان أو قيادات الجماعة الإرهابية، أو أن يسافر إلى تل أبيب ليوجه الرأى العام الغاضب فى طريق آخر غير الإجماع على رفض احتلال القدس أو إضفاء المشروعية على هذا الاحتلال فسيفعل، حتى لو طلب منه أن يخلع ملابسه فى مركز ابن خلدون أو فى ميدان التحرير، فسيفعل أيضا وسيجد تفسيرا وتبريرا لخلعه ملابسه، ربما دعما للسلام أو دعما لجماعة الفيمينزم!
ومن هنا، لا تنشغلوا كثيرا بما يفعله سعد الدين إبراهيم فى ذاته، بل ضعوا تحركاته بعد ضبطها وفق وضعه الوطنى وانتماءاته والتكليفات التى يتلقاها من جهات تشغيله، وعندها تتضح لكم الصورة تماما مما يفعل وطبيعة الرسائل التى يريد توجيهها.
أكاد أسمع السؤال، لماذا والحال هكذا تدعه الدولة المصرية وأجهزتها المعنية يقوم بتحركاته ورقصاته المنفردة بحرية؟ إجابتى الشخصية غدا إن شاء الله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة