فى مسألة إيران، يعانى القارئ العربى مثلى من معضلة تلقى المعلومات والأخبار على نفس أرضية العداء القديم للطموح الفارسى، دون التحقق من دقتها، وبلا أى محاولة للفهم بعيدًا عن الخلاف المذهبى والأمنيات المتبادلة فى السيطرة الإقليمية، وهذه المظاهرات الغاضبة التى اندلعت، ليست بداية كما نتصور لانهيار نظام الخمينى رغم كل ما يحمله من ضلال، هى فقط غضبة فقراء من واقع اقتصادى متردى، ولن تتطور بأى حال إلى انتفاضة تؤدى لسقوط نظام المرشد أو تلتهم حسن روحانى ككبش فداء ليحيا المحافظون مدة أطول، لأن حسابات العقل والمنطق والدروس القادمة من البلاد المنهارة على حدود بلاد فارس، كفيلة بإخماد أية نيران للفوضى، حينما يضع المواطن الفقر فى كفة والخراب فى كفة أخرى، فيختار أقلهما ضررًا، وأقصى مكسب سيحصل عليه أن تتخفف المؤسسات من بعض التشدد والقدسية التى يفرضها نظام المرشد الكريه، ويفكر النظام فى المستقبل بشكل أكبر من مجرد التبشير بالمذهب الشيعى وولاية الفقيه.
عمرو جاد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة