بداية متعثرة، تجسدت فى المشاهد الأولى لانعقاد مؤتمر السلام السورى، فى مدينة سوتشى، الروسية، اليوم الثلاثاء، حيث شهدت جلسة الافتتاح ارتباك وخلاف واضحين هددا إمكانية اكتمال انعقاد المؤتمر المعد للحوار بين الحكومة السورية، والفصائل السورية المسلحة، تجهيزًا لمحادثات جنيف التى تجرى تحت رعاية الأمم المتحدة، من أجل التوصل إلى حل سياسى للأزمة السورية المستعرة منذ أواخر العام 2011.
وكان من المقرر فى بادئ الأمر عقد المؤتمر على يومين، لكن تقرر أن يعقد اليوم الثلاثاء، وليوم واحد، حيث تستضيف روسيا، حليفة الرئيس السورى بشار الأسد، المؤتمر الذى يطلق عليه اسم (مؤتمر الحوار الوطنى السورى)، فى منتجع سوتشى، المطل على البحر الأسود، والذى تأمل أن يطلق إشارة البدء لمفاوضات حول وضع دستور جديد لسوريا بعد حرب مستمرة منذ ما يقرب من 7 سنوات.
وكانت أسباب الأزمة المهددة لاستكمال المؤتمر ضمن استعدادات روسيا لاستضافة الحوار السورى، حيث علقت فى مطار سوتشى، وشوارعها لافتات مرحبة بالوافدين السوريين كتب عليها عبارة "السلام للشعب السورى" باللغات العربية والروسية والإنجليزية تحت شعار المؤتمر المؤلف من حمامة بيضاء اللون، تحمل العلم السورى.
مؤتمر سوتشى للحوار حول سوريا
المشهد الأول.. تأجيل افتتاح مؤتمر سوتشى وعزم "دى ميستورا" المغادرة
وبداية تواتر الأنباء عن فشل انعقاد المؤتمر، استهلت بما ذكرته وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية، الثلاثاء، أنه تم تأجيل افتتاح مؤتمر سوتشى، بشأن الأزمة السورية، وأن هناك أنباء عن نية مبعوث الأمم المتحدة المكلف بملف الأزمة السورية، ستافان دى ميستورا، مغادرة المكان.
وكانت عقبة التعثر الأولى، لانطلاق المؤتمر تتمثل فى رفض بعض المشاركين المعارضين للرئيس السورى بشار الأسد، مغادرة المطار لدى وصولهم، قائلين إنهم شعروا بالإهانة لوجود علم الحكومة السورية وشعارها، ورفض المعارضين للأسد الذين وصلوا جوا من تركيا، مغادرة مطار سوتشى، حتى تتم إزالة أعلام الحكومة السورية وشعاراتها.
وقال أحمد البرى - الذى شارك فى محادثات السلام السورية فى كازاخستان، لـ"رويترز"، عبر الهاتف، "سنعود إلى تركيا"، مضيفًا "لن ندخل سوتشى، مهما حدث، أبلغناهم - أى الروس - بشروطنا بأن يزيلوا كل الشعارات والأعلام التى تمثل الحكومة السورية".
فيما، قال عدنان، الصحفى، وعضو المعارضة السورية فى تركيا، إن هناك نحو 70 شخصا ينتظرون فى المطار، طائرة تعيدهم إلى أنقرة، وقبل ذلك كان سبق أن شكا المسئولون الروس من محاولات إفساد المؤتمر، لكن الكرملين، قال، أمس الاثنين، إنه غير منزعج من قرار المعارضة السورية مقاطعة الحدث.
صورة فلاديمير بوتين وبشار الأسد
المشهد الثانى.. خلاف بين روسيا وتركيا و"دى ميستورا" حول اللجنة المنبثقة من المؤتمر
وفى صدد خلاف ممثلو المعارضة المسلحة حول الشعارات المرفوعة داخل قاعة مؤتمر سوتشى، فإن الخلاف كان حول أن يحمل شعار المؤتمر الذى يتضمن العلم الوطنى السورى و"غصن الزيتون"، وطالب الوفد المعارض، بتغيير الشعار على بطاقات مشاركته إلى علم ذى النجوم الحمراء، مهددًا بالمغادرة، وأنه لن يشارك ما لم يتم الانصياع لطلب.
وفى الوقت نفسه، وافقت بعض الفصائل المسلحة القادمة من تركيا، على الدخول للمشاركة فى الاجتماع - حسب مصدر روسى مطلع - فى حين البعض الآخر مازال متمسكا بطلبه بتغيير شعار المؤتمر، إلا أنه على الجانب الأخر، وقع خلافًا بين كل من روسيا، وتركيا، والمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دى ميستورا، الأمر الذى أدى بدوره أيضًا إلى تأجيل افتتاح المؤتمر، وذلك بحسب ما أكدته وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية، الثلاثاء.
وبخصوص هذا الأمر، أفادت وسائل إعلام روسية، بأن الخلافات التى دبت بين موسكو، والمبعوث الأممى الخاص إلى سوريا، دى ميستورا، كانت حول اللجنة التى يتعين أن تنبثق عن المؤتمر.
خلافات على شعار مؤتمر سوتشى
المشهد الثالث.. رفض ممثلو فصائل المعارضة المشاركة فى المؤتمر احتجاجًا على شعاره
وفى السياق ذاته، قال مصدر فى الفصائل لوكالة "فرانس برس"، عبر الهاتف، "كنا قد تلقينا وعودًا من روسيا بإزالة اللوجو (الشعار) الذى يتضمن علم النظام أو إضافة علم الثورة إليه، وحين وصلنا إلى المطار فوجئنا أن شيئا لم يتحقق"، حيث تعتمد المعارضة السورية علمًا مختلفًا يعرف منذ بدء النزاع قبل 7 سنوات بـ"علم الثورة"، وحين اعترض ممثلو الفصائل فى المطار، وفق المصدر، وافق الروس على إطفاء الإضاءة عن اللافتات الكبرى وتغيير بطاقات التعريف التى وزعت على المشاركين فى المؤتمر.
وظلت المشكلة "فى اللافتات فى قاعة المؤتمر" - بحسب المصدر - الذى أوضح أن "مفاوضات جرت مع الروس حتى سمعنا منهم أخيرًا أنها انتهت وعلينا الرحيل، ولكن جرى تأجيل رحيلنا مرات عدة، ويفترض أن نغادر إلا إذا تغير شيئًا فى آخر لحظة".
الوفود المشاركة فى مؤتمر سوتشى
المشهد الرابع.. وفد تركيا يمثل جماعات المعارضة السورية فى مؤتمر سوتشى
المشهد الخامس.. انطلاق المؤتمر بعد تأخره بسبب انتظار وصول بعض المشاركين والمراقبين
وأخيرًا انطلق المؤتمر، بعد تأخر استمر مايقرب من الساعتين، حيث أفاد عضو اللجنة التنظيمية، نائب مدير قسم المعلومات بوزارة الخارجية الروسية، أرتيوم كوجين، أن انطلاق أعمال مؤتمر الحوار الوطنى السورى، فى سوتشى، تأخر بسبب فرض إحدى المجموعات المسلحة شروطا إضافية لحضور المؤتمر.
وقال كوجين - وفق موقع الخارجية الروسية، الثلاثاء - "إن وزيرى الخارجية الروسى والتركى بحثا هذا الموضوع هاتفيا والمشاكل التى تواجه افتتاح مؤتمر سوتشى"، مضيفًا "إن المؤتمر سيبدأ قريبا معللًا تأخر الافتتاح بسبب انتظار عدد من المشاركين والمراقبين"، وأقر الدبلوماسى الروسى، بوجود بعض المشاكل المتعلقة بمجموعة من المعارضة المسلحة التى حضرت من تركيا، حيث ربطت مشاركتها بشروط إضافية.
قاعة مؤتمر سوتشى للحوار السورى
علم سوريا داخل قاعة مؤتمر سوتشى فى روسيا
أحد المشاركين فى مؤتمر سوتشى يرفع العلم السورى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة