فى خطاب شهير له، قال الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية المصنفة إرهابيا، حسن نصر الله، إنه طالما إيران فيها أموال فإن حزب الله فيه أموال، فى إشارة علنية صريحة إلى ارتباط النظام المالى للحزب بالنظام المالى لإيران، وعليه فإن وجود حزب الله كجزء من الدولة اللبنانية بشكلها الراهن، يعنى ببساطة أن إيران تعد جزءا من النظام المالى للدولة اللبنانية، وهو خطر جسيم يهدد كيان الدولة التى طالما عانت من الصراعات والحروب الأهلية.
مشكلة النظام المالى
ليست المشكلة فى أن حزب الله مرتبط ارتباط عضوى ووثيق الصلة بإيران، لكن المشكلة هى أن حزب الله يريد تحويل لبنان بالكامل إلى مجرد محافظة داخل الدولة الإيرانية الكبرى التى يحكمها من وصفه بأنه "الولى الفقيه ومندوب ولى الزمان" على خامنئى المرشد الأعلى الإيرانى الحالى، وبالتالى فإن المعضلة ليست النظام المالى لبيروت فحسب، بل وحدة ترابها واستقلالها الوطنى الذى أصبح بالفعل على الحافة، بعد الانخراط الإيرانى الحاد فى الشؤون اللبنانية إلى هذا الحد.
ولهذا نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول أمريكى، فى مجال مكافحة التمويل غير المشروع، قوله: "إن لبنان يجب أن يبعد جماعة حزب الله المدعومة من إيران عن القطاع المالى، وذلك بعد أسبوعين من بدء واشنطن مساعى جديدة لتجفيف منابع التمويل العالمية للجماعة".
وفى بدايات يناير الجارى أصدرت الولايات المتحدة الأمريكية خطة لمكافحة الإرهاب تشكلت من 10 آليات، وحددت من خلالها طرائق التعامل مع التهديدات الإرهابية ووقف فاعليتها خاصة تلك المتعلقة بالجماعات المسلحة أو الحكومات التى تمثل خطرا على السلم والأمن الدوليين، ومن بينها بطبيعة الحال تنظيم "حزب الله اللبنانى" المصنف دوليا وإقليميا جماعة إرهابية.
حديث المارشال بيلينجسلى
وقال مساعد وزير الخزانة الأمريكى لشئون مكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلينجسلى خلال زيارة للبنان لمدة يومين "نحث لبنان على اتخاذ كل الإجراءات الممكنة لضمان ألا يكون (حزب الله) جزءا من القطاع المالى".
وحصل "اليوم السابع" فى وقت سابق على النص التفصيلى لخطة واشنطن للحد من تغلغل حزب الله فى تمويل الإرهاب الإقليمى، بعد أن فعلتها الخارجية الأمريكية من خلال تعزيز الشراكات الثنائية والمتعددة الأطراف لمكافحة الإرهاب وبناء قدرات دول خط المواجهة وتحسين تبادل المعلومات وأمن الحدود لمنع تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب العائدين من سوريا والعراق، ومقاومة ما وصفته بــ"الإرهاب الذى تدعمه إيران" وإدراج المزيد من الإرهابيين وقطع تمويلهم، وكذلك مكافحة أيديولوجية الإرهاب والتجنيد.
وجاء فى بيان من سفارة الولايات المتحدة فى لبنان أن بيلينجسلى "أكد كذلك أهمية التصدى لأنشطة إيران الشريرة فى لبنان". ويقول المسئولون الأمريكيون إن تمويل حزب الله لا يأتى من إيران فحسب بل من شبكة عالمية من أشخاص ورجال أعمال ومن عمليات غسيل الأموال.
حزب الله وتمويل الإرهاب
وتطرق البند السادس من الخطة الأمريكية إلى ضرورة مكافحة نشاط حزب الله الإرهابى ونص البند على أن: "فى جهد مضاف لمجابهة حزب الله، اجتمعت المجموعة الأمريكية - الأوروبية لإنفاذ القانون (LECG) – التى لعب مكتب مكافحة الإرهاب دورا فى إنشائها عام 2014 – مرتين فى عام 2017، واستضافت وزارة الخزانة الاجتماع الأول فى شهر مايو الماضى وركزت على كيفية قيام المجتمع الدولى على نحو أكثر فعالية على مكافحة حزب الله. وقد اجتمعت المجموعة مجددا فى ديسمبر الماضى فى أوروبا مع أكثر من 25 حكومة من الشرق الأوسط وجنوب إفريقيا وأوروبا وإفريقيا وجنوب آسيا وأمريكا الشمالية إلى جانب الإيروبول والإنتربول، وجرى التطرق إلى برامج المكافأة من أجل العدالة والمجموعة الأمريكية - الأوروبية فى إيجاز وزارة الخارجية ومكتب مدير الاستخبارات الوطنية".
وقال بيلينجسلى خلال لقائه مع الرئيس اللبنانى ميشال عون ورئيس الوزراء سعد الحريرى وشخصيات مصرفية وسياسية أخرى إن الحكومة الأمريكية ملتزمة بالعمل مع لبنان لحماية نظامه المالى ودعم "لبنان قوى ومستقر ومزدهر".
وعلى هذا النحو فإن الخطر الأكبر على سمعة لبنان إقليميا ودوليا، وبما أن حزب الله يريد إدماج نظامه المالى مع النظام المالى للدولة، هو احتمال تمويل الجماعات والنشاطات الإرهابية فى المديين القريب والمتوسط ليس من أموال حزب الله بل من أموال الدولة، وبالتالى يتجسد الخطر الكبير فى انتقال تهم تمويل الإرهاب والأنشطة المزعزعة للاستقرار الإقليمى من مجرد جماعة داخل الدولة إلى الدولة برمتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة